ما أفضل دول أوروبا للاستثمار العقاري؟ وما أكثر دولة تضم فرصا استثمارية عقارية مربحة مع أسعار عقارات مناسبة وعوائد سنوية معقولة للإيجارات، وبنفس الوقت مرشحة لارتفاع أسعار العقارات في الفترة القادمة؟
سؤال يناقشه الخبير العقاري أشرف علام، مشيرا إلى أن هناك دولا أوروبية تتميز بطلب عال على الاستثمار العقاري لاسيما في غرب البحر المتوسط مثل البرتغال واسبانيا. وعلى يمين المتوسط اليونان وتركيا. حيث تشهد هذه الدول الأربع ضغطا سياحيا كبيرا وطلبا على العقارات لاسيما مع التسهيلات والمميزات التي تقدمها.
ولكن هناك دولة ربما لا تكون حتى الان مشهورة سياحيا كهذه الدول، ولكنها في الواقع أفضل من حيث المناظر والشواطئ وأسعار العقارات والمميزات التي توفرها، وهي (مونتنيغرو) أو الجبل الأسود. وهي إحدى دول البلقان التي تضم صربيا ومقدونيا والبوسنا وكرواتيا، والجبل الأسود هي أصغر هذه الدول، وعدد سكانها لا يتجاوز 626 ألف شخص، لكنها تمتلك شواطئ تمتد لأكثر من 300 كيلومتر، مع مناظر طبيعية وجبال وانهار تجسد واحدة من أجمل المناظر في العالم. وبالتالي تمتلك مزايا سياحية تتفوق بها على الكثير من الدول الأوروبية.
وبنفس الوقت تضم فرصا استثمارية واعدة لعدة أسباب، أولها انه لا يوجد حد أدنى للاستثمار العقاري. فيمكن شراء أي عقار بأي مبلغ، ويحصل المشتري بموجب ذلك على الاقامة. وقد تجد عقارات بأسعار مناسبة جدا، مع متوسط ايجار سنوي بحدود 5%.
كما أن الضرائب تحتسب بنسبة 15% بعد خصم 30% من المدخول السنوي للعقار. ما يعني ان نسبة الضرائب التي تدفع مناسبة.
فضلا عن أن الدخول إلى الدولة لا يتطلب تأشيرة مسبقة للعديد من الجنسيات، بل لو كانت لديك تأشيرة لأي دولة أوروبية او حتى أمريكا، فيمكنك الدخول من دون أي تأشيرة.
أضف الى ذلك ان توجهات الاستثمار العقاري في العالم تغيرت بشكل كبير، وبات التركيز على العقارات والشقق السياحية ذات التأجير القصير، أكثر من العقارات ذات التأجير طويل المدة. وهذا النوع من الإيجارات متوافر في مونتنيغرو بشكل كبير وبمتوسط ايجار 100 دولار في الليلة. وهذا ما يعني أن تأجير استوديو مدة 6 أشهر، قد يعود بفوائد تصل الى ثلاثة اضعاف ما يمكن الحصول عليه من الايجار السنوي الطويل.
ومن النقاط المهمة التي تزيد من أهمية مونتنيغرو كسوق عقارية واعدة هو امتلاكها المقومات التي يبحث عنه التوجه العالمي الجديد الذي يعرف بـ(الرحالة الرقميين)، وهم موظفون اشبه بالسياح ينتقلون من بلد الى اخر مثل البدو الرحل. وهؤلاء يبحثون عن عدة احتياجات. منها ان الكثير منهم يعملون عن بعد. فالإحصائيات تشير الى أن 17% من شركات العالم باتت تعمل عن بعد بنسبة 100%. لذلك يبحث هؤلاء عن دول تكون فيها الضرائب قليلة جدا أو معدومة، ويمكنهم الحصول على الإقامة عند شراء عقار. كما يبحثون عن انترنت سريع، ووسائل ترفيه ومرافق سياحية متاحة ينجزون أعمالهم فيها. ومثل هؤلاء يبقون في الدولة مدة قد تصل الى سنة ثم ينتقلون إلى دولة أخرى توفر مزايا مشابهة. علما بأن إسبانيا هي الأولى عالميا في اجتذاب وتوفير احتياجات الرحالة الرقميين، والامارات هي الرابعة عالميا، وتأتي مونتنيغرو في المرتبة 12.
فكل هذه المزايا توفرها مونتنيغرو، وخاصة أنها كما سلف لا تحدد حدا أدني للاستثمار العقاري للحصول على الإقامة، بل يمكن ان يشترك شخصان في عقار واحد مناصفة، وكل منهما يحصل على الإقامة. والى جانب ما سبق، ستنضم مونتنيغرو قريبا الى منطقة شنغن، (تضم منطقة شنغن العديد من الدول الأوروبية التي ألغت جواز السفر وضوابط الهجرة على الحدود المشتركة الداخلية بينهما، حيث باتت أشبه بدولة واحدة مع اعتماد سياسة تأشيرات مشتركة).
وكل هذه الأسباب تجعل ارتفاع أسعار العقارات في مونتنيغرو أمرا منتظرا، ما يمثل فرصا استثمارية حالية كبيرة، خاصة في الإيجارات القصيرة التي باتت تمثل أفضل استثمار عقاري. بدليل ان الكثير من الملاك في فرنسا عمدوا الى طرد المستأجرين بهدف التأجير القصير فترة الأولمبياد، مما يعود بأرباح مضاعفة. كما ان الكثير من المؤجرين يضعون في العقود شرط ترك العقار في مواسم معينة.
وأيا كان الامر، فإن شراء العقار في أي دولة لا بد ان يتم بعد دراسة وافية والبحث عن الفرص القائمة وتوقعات الفترة القادمة وطبيعة السوق والأزمات السابقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك