على الرغم مما يلعبه الجذب السياحي من دور بالغ في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط الحركة الاقتصادية في أي دولة، إلا انه قد تكون له تبعات خفية تلوح في الأفق وتعاني منها الطبقات غير الثرية بشكل أكبر.
يتجسد ذلك جليا في بعد المدن الاسبانية خاصة جزيرة مايوركا. فوفقا لتقرير (نشرته العربية نت)، اضطر الكثير من السكان الى العيش في بيوت متنقلة بسبب ارتفاع الإيجارات نتيجة ازدهار الحركة السياحية.
وبعض العائلات باتت تعيش في عربات متنقلة وتستخدم الحمامات العامة ومسابح المراكز الرياضية المحلية للاستحمام.
واشتكى الكثير من الافراد من عدم قدرتهم على تحمل أسعار الإيجارات التي ارتفعت بشكل حاد لأسباب منها ازدهار السياحة في بعض المدن والجزر الإسبانية.
هذا الوضع أثار احتجاجات واسعة في جزيرة مايوركا وبعض المدن الإسبانية الأكثر استقبالا للسياح مثل برشلونة وغيرها. وشارك نحو 10 آلاف متظاهر في احتجاج ضد السياحة الجماعية في بالمادي مايوركا.
وقد خصصت في المدينة ثلاثة مواقع للعربات المتنقلة. وعلى الرغم من تأكيد السلطات المحلية توفير الخدمات الأساسية وتدوير المخلفات في هذه المواقع، إلا أن السكان يؤكدون أنه لا يوجد سوى موقع واحد فقط في الجزيرة للتخلص من مياه الصرف الصحي. وأنه لا يُسمح لهم حتى بفتح النوافذ أو وضع طاولات بالخارج لأن عرباتهم متوقفة في مكان عام. كما أن الشرطة هددتهم بدفع غرامات. فيما قالت الحكومة المحلية إنها لا تستطيع توفير المزيد من المرافق، وأحالتهم إلى الخدمة الاجتماعية.
ويؤكد النشطاء المناهضون للسياحة في إسبانيا إن الزوار يرفعون تكاليف السكن، مما يؤدي إلى عدم تمكن السكان من تحمل تكاليف العيش في مراكز المدن.
يأتي ذلك في الوقت الذي استقبلت إسبانيا 33 مليون مسافر دولي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بزيادة 14% عن نفس الفترة من عام 2023. وتشير الاحصائيات الى ان السياحة تدر أيضا 45% من الناتج المحلي الإجمالي لجزر البليار.
ولأن الزوار يفضلون بشكل متزايد استئجار منازل لقضاء العطلات عبر تطبيقات، فقد أدى ذلك إلى ارتفاع نسبة تأجير السياح الأجانب للمساكن لفترة قصيرة بنسبة 24%. وارتفعت الإيجارات في الجزر بنسبة 158% خلال العقد الماضي، وهو أكبر ارتفاع لإسبانيا، وفقا لموقع فوتوكاسا للعقارات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك