الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عن اتفاق «طيران الخليج» والطيارين
لعدة أسباب، كان تفاعل جزء كبير من الرأي العام، وفرحة وسعادة العاملين» الطيارين ومساعديهم«، للعقد الجماعي والاتفاق الثنائي، الذي تم إبرامه بين شركة طيران الخليج ونقابة الطيارين.
ربما أحد أبرز هذه الأسباب أنه منذ فترة طويلة لم يسمع الناس عن زيادة سنوية في الراتب الأساسي الشهرية، على الرغم من غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار، وزيادة الالتزامات، وكثرة المطالبات عن الزيادة في كل مكان ومنبر.
كما أن صرف علاوة التعلم، وعلاوة الطفل، وعلاوة الزوجة، ودعم الكهرباء، مع السعي لتوفير التأمين صحي، وفقا للعقد الذي تم، أشعر الجميع بوجود بصيص أمل في تحريك الراتب والعلاوات، سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص.. وأن ما قامت به شركة «طيران الخليج»، على الرغم من الحديث المستمر عن وضعها المالي، يدفع المؤسسات والشركات للتحرك نحو هذا المسار.
العقد الجماعي بين شركة طيران الخليج ونقابة الطيارين، تم نشره في الجريدة الرسمية، واستند إلى قانون العمل في القطاع الأهلي، كما حقق رغبة إيجابية بين الطرفين لتسوية النزاع بشكل ودي، بعد التقدم بمنازعة عمل جماعية إلى مجلس تسوية المنازعات وهيئة التحكيم، والوصول إلى محاكم التمييز.. وهذا شكل حضاري عمالي في دولة القانون والمؤسسات.
صحيح أن الاتفاق في العقد مدة ثلاث سنوات من 1 يوليو 2024 إلى 30 يونيو 2027، ويجوز تجديده مدة سنة واحدة.. إلا أنه لن يمنع بعد ذلك حصول ما هو أكثر إيجابية بعد السنوات الثلاث.. فمن يدري؟ ولكل حادثة حديث كما يقولون.
في عام 2014 أطلقت شركة مطار البحرين برنامج «تحليق» بالتعاون مع صندوق العمل «تمكين»، بهدف تطوير قدرات الكوادر البحرينيّة الشابة وإعداد القيادات المستقبلية في قطاع الطيران، وتعزيز مردوده التنموي وتنافسيته، وفق أهداف رؤية البحرين الاقتصاديّة 2030، وقد تم في فبراير الماضي تكريم منتسبي ومنتسبات الدفعة الثالثة من برنامج «تحليق3 ».. الأمر الذي يدعو الجميع إلى الحرص والاهتمام بزيادة البحرنة والإحلال في هذا القطاع الحيوي.
ثمة أسئلة تداولها الرأي العام -أثر العقد الجماعي- ونتوقع أنه سيدفع بتحريك المياه الراكدة في نقابات عمالية أخرى، بجانب الحديث عن إعادة دراسة حالة وأوضاع ورواتب وامتيازات العاملين في القطاع الجوي، وخدمات الطيران، والمضيف الجوي، مقارنة بشركات طيران أخرى، ممن تقوم بصرف علاوات للسكن، والعطل والإجازات، وساعات الطيران، وحوافز وأرباح وأسهم، وخصومات في صالونات الحلاقة والمطاعم ومحال التسوق وغيرها.
جميع النقابات العمالية اليوم أصبحت تحت مجهر التقييم والمقارنة لدى العاملين فيها.. بعض النقابات لا تزال تعتريها الخلافات والنزاعات حول المناصب والكراسي، أكثر من فائدتها وجدوى عملها لصالح العمال، ولصالح زيادة الإنتاجية في المؤسسات والشركات.. والبعض منها تتقاذفها الانتماءات الحزبية والتبعية لجمعيات سياسية، وتصورها بأنها مجرد ذراع عمالي للجمعية، وليست ذراعا عماليا للشركة التي فتحت البيوت والأرزاق والعيش الكريم.
ما حصل من اتفاق بين «شركة طيران الخليج» و«نقابة الطيارين».. ينبغي أن يبنى عليه إنجازات وتقدم في العمل النقابي، وتطور لمسيرة الإنتاج الوطني، وهكذا نأمل ونرجو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك