رغم أن ضيفنا لم يستطع أن يستمر في ملاعب الكرة الطائرة نظرا الى ظروفه العملية والاجتماعية التي فرضت عليه عدم الالتزام، فإن تجربة التعليق الرياضي لم تكن في الحسبان، وقفة مع معلقنا للكرة الطائرة علي الشعباني الذي وضح لنا على صفحات الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» السبل التي ساقته كي يجلس خلف مايكروفون التعليق الرياضي على اللعبة التي كان يزاولها للاستمتاع والهواية.
1/ علي الشعباني كان يوما ما يدافع عن شعار طائرة الشباب.. ما الأسباب التي جعلتك لا تستمر في اللعب؟
مسيرتي بدأت من فئة البراعم «المهرجان» مع النادي الأهلي من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية، وبشكل متقطع نظرا الى أني لا أحب الالتزام بالتدريبات، إذ أنني أمارس اللعبة عن حب وهواية، وتدربت مع جعفر عنان و أحمد صالح وجليل العرادي وإبراهيم حسن ومحمد جلال، خلال الفترة من 2003 إلى 2007، ومن ثم انقطعت عن اللعب الرسمي الذي لا أقارنه مع اللعب في الملاعب الخارجية الشعبية التي توفر المتعة و التحدي بعيدا القيود والرسميات.
وفي 2014 ذهبت الى نادي التضامن وتدربت على يد أحد رموز تدريب الكرة الطائرة أحمد هرونة غير أن ظروف العمل وبعد المسافة وعدم القدرة على الالتزام كل ذلك حال دون الذهاب معهم إلى أكثر من البطولة التنشيطية.
وتطرق إلى الحديث عن نادي الشباب قائلا: إن المدرب حسن بورشيد رغّبه في ممارسة هوايته بعيدا عن الالتزام نظرا الى ارتباطه بالعمل وجدول مباريات وحياة اجتماعية وهذا اقتضى منه حضور نصف الحصص التدريبية مقارنة بزملائه اللاعبين، ورأى بأن البيئة التي وفرها له ابن الجفير كانت ملائمة لظروفه وتفكيره، وبعدها انقطع عن النادي لأن الظروف تغيرت ولم تعد تناسبه وتتماشى معه لمزاولة هوايته.
2/ لماذا فضل علي الشعباني التوجه للتعليق الرياضي على حساب التدريب أو الإدارة؟
حقيقة اتجاهي للتعليق الرياضي ليس من باب تفضيل هذا العمل، ولكن كنت محبا ومستمعا لمعلقي كرة القدم ومحاولة التقليد في التعليق، ولم أكن أعلم ماذا ينتظرني، وبدأت تجربة جديدة على مستوى عالم الكرة الطائرة لم تكن في الحسبان.
3/ هل ترى أن التعليق الرياضي موهبة أم تأهيل وصناعة؟ وضح ذلك؟
كل الجزئيات واردة لكن الموهبة تطغى على الكل كما هو الرسم الهندسي والفن، والتعليق يعتمد اعتمادا كبيرا على موهبة الاسترجال، وسرعة البديهة والفراسة، إذ أن الخطأ لا يمكن مسحه، وإعادة صياغته، لأنك لا تعود ثانية الى الوراء إذا خرج الحرف من اللسان.
4/ هناك من المعلقين الرياضيين من يميل إلى التعليق على أكثر من لعبة، وهناك من يحصر نفسه في لعبة معينة.. علي الشعباني من أي مدرسة؟ ولماذا؟
بالتأكيد أنا من الصنف الذي يميل إلى الاختصاص، حتى يتسنى للمشاهد أن يأخذ حقه ونصيبه من تفاصيل جزئية لا يعرفها الجميع، ومع ذلك لا يمنع المعلق من تنويع مجاله، والتعلم أكثر، وضم أكثر من لعبة، غير أنه على المستوى الشخصي لا أظن أني مستعد لخوض تجربة مع لعبة أخرى في الوقت الراهن.
5/ هل هناك عادات أو تقاليد يحرص عليها علي الشعباني قبل التعليق على أي مباراة؟ وما هي؟
هناك مخارج حروف تعلمناها في دورات سابقة غير أنني لا أتلفظ بها، عادة أحتسي شيئا من الشراب الساخن، وأقرأ قليلا من الأبيات بصوت مرتفع، كي أمهد حنجرتي لبداية المباراة.
6/ هل تؤيد أن يستمع المعلق إلى تعليقه الرياضي بعد انتهاء المباراة؟ ولماذا؟
ليس بشكل مباشر، وإنما بعض المباريات التي يوجد فيها تفاصيل كثيرة، عندما يشعر المعلق أنه لم يعط هذه الجزئية حقها، كأنه يحضر للموقف في حال تكرر، ولكن ليس بالشكل الواسع أن يكرر سماع جميع المباريات.
7/ من هم المعلقون الذين يحرص علي الشعباني على الاستماع إلى تعليقاتهم؟ وبماذا يتميز كل واحد منهم؟
لا يوجد معلق معين، أو أشخاص معينون، أحيانا لا اعرف من هو المعلق، وإنما أميزه من أسلوبه، وإذا تعلق الأمر بالكرة الطائرة أرى في الأخ جعفر الفردان أنه يستحق المتابعة.
8/ هل التعليق الرياضي يحتاج من المعلق أن يعلق بالفصحى أو العامية؟ وضح ذلك.
أغلب المعلقين يستخدمون لهجاتهم الخاصة، وخصوصا معلقي المغرب العربي، وهم الأبرز على مستوى الوطن العربي، فجميل أن يعتز المعلق بلهجته الخاصة ويمزجها باللغة العربية الفصحى لكي تفهم المفردات بشكل سلس.
9/ كونك قادم من ميدان الكرة الطائرة.. هل يسهل ذلك مأموريتك في تحليل الألعاب؟ كيف؟
بالتأكيد، فأنا مازلت أمارس اللعبة مع نجوم المنتخب السابقين، من ضمنهم إبراهيم العرادي وأحمد حمد وآخرين أمثال وليد الجزاف و محمد الذوادي، فخلال هذه المناسبات واللقاءات عادة ما نتطرق إلى مستجدات الأمور، ومناقشة احداث الدوري بشكل مستمر.
10/ من هو قدوتك في التعليق الرياضي؟ وما الذي يميزه؟
لا يوجد شخص معين، ولكن ربما سابقا كنت أميل للقطري يوسف سيف، وحاليا العماني خليل البلوشي، وما يميزهما قربهما من الجماهير.
11/ ما الطموح الذي يريد علي الشعباني أن يصل إليه؟
سقف الطموح مازال مبهما، نظرا الى عدم تفرغي التام للتعليق، ولكن في هذه الفترة حيث بدأت من عام 2018 كان من نصيبي نهائي كأس العالم بين البرازيل وبولندا، والعام الحالي كلفت بالنهائيات الثلاثة لدوري عيسى بن راشد بين أقوى فريقين وهما الأهلي وداري كليب في سلسلة ثلاثية مليئة بالأحداث والتفاصيل، فعلى المستوى المحلي وصلت الى الطموح على أقل تقدير، ويوما ما سيكون توجهي للتميز على مستوى الوطن العربي، خصوصا على مستوى لعبة الكرة الطائرة.
12/ هل قدم إليك يوما ما معلق زميل بعض النصائح؟
بالتأكيد فنحن الزملاء عادة ما نتبادل النصائح خاصة من الأخوة ذوي الخبرة الذين مازلت لا أستغني عن توجيهاتهم، حتى وإن اختلفت عنهم أسلوبيا، مثل السعودي حسين الأحمد والبحريني عقيل السيد والقدير الإماراتي جعفر الفردان وأخيرا المدرب والإعلامي القدير الآخر علي العنزور الذي ربما يحفزني للدخول في مجال التعليق على كرة اليد في المواسم القادمة لو استشعرت شيئا من الجهوزية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك