العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

هناك شيء ما قادم إلى المنطقة

التوترات‭ ‬الحاصلة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬إثر‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬اليمن،‭ ‬بجانب‭ ‬تجاذب‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإيرانية،‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬الحديث‭ ‬والتحركات‭ ‬عن‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬ووقف‭ ‬الاعتداء‭ ‬الاسرائيلي‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬التضارب‭ ‬والتصعيد‭ ‬يخلق‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الشرباكة‮»‬‭ ‬والتداخل‭ ‬في‭ ‬الأمور،‭ ‬التي‭ ‬تنذر‭ ‬بحصول‭ ‬أمر‭ ‬ما،‭ ‬وجب‭ ‬التحذير‭ ‬منه‭ ‬والحديث‭ ‬عنه‭. ‬

أذكر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أن‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬الإماراتي‭ ‬‮«‬خلف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬الحبتور‮»‬‭ ‬أصدر‭ ‬كتابا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬هل‭ ‬من‭ ‬يصغي؟‮»‬‭. ‬يجيب‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬المحوري‭: ‬ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬لمواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬أمننا‭ ‬ووجودنا؟‭ ‬وبالأمس‭ ‬كتب‭ ‬الحبتور‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭: ((‬أيها‭ ‬الخليجيون‭.. ‬احذروا‭))‬،‭ ‬قال‭ ‬فيه‭: ‬أشعر‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬بأننا‭ ‬متجهون‭ ‬نحو‭ ‬مواجهة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭.. ‬لقد‭ ‬استعرت‭ ‬الحرب‭ ‬بعد‭ ‬الغارات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬الحديدة‭ ‬اليمنية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭. ‬قد‭ ‬نعلم‭ ‬متى‭ ‬تبدأ،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬كيف‭ ‬ومتى‭ ‬تنتهي‭..‬؟؟

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬التوترات‭ ‬والتصعيد‭ ‬الحاصل،‭ ‬يأتي‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬للتحذير‭ ‬من‭ ‬اقتراب‭ ‬حصول‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬وهو‭ ‬التحذير‭ ‬والتهديد‭ ‬الذي‭ ‬شبعت‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭ ‬من‭ ‬سماعه‭ ‬وترديده‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬الأمريكي‭. ‬

يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬سليمان‭ ‬جودة‭ ‬تعليقا‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬على‭ ‬التصريح‭ ‬الأمريكي‭: ‬‮«‬تمنيت‭ ‬لو‭ ‬استطعت‭ ‬أن‭ ‬أُحصي‭ ‬عدد‭ ‬المرات‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬فيها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬كذا‭ ‬من‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬سلاح‭ ‬نووي،‭ ‬ولكن‭ ‬المؤكد‭ ‬أنها‭ ‬مرات‭ ‬كثيرة،‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬باحثًا‭ ‬متخصصًا‭ ‬جلس‭ ‬يُحصيها‭ ‬فسوف‭ ‬تدهشه‭ ‬كثرتها‭ ‬وصيغتها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬تقريبًا‭.‬

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬كان‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬يتكلم‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬أسبن‭ ‬للأمن‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬كولورادو‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فقال‭ ‬إن‭ ‬الإيرانيين‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬إنتاج‭ ‬سلاح‭ ‬نووي،‭ ‬وإن‭ ‬بلاده‭ ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬ذلك‭.. ‬هذا‭ ‬كلام‭ ‬قيل‭ ‬كثيرًا،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعته‭ ‬سوف‭ ‬يتبين‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تخاطب‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تتحدث‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬طهران‭..!!‬

ويرى‭ ‬الأستاذ‭ ‬سليمان‭ ‬جودة‭ ‬أن‭ ‬التحذير‭ ‬الأمريكي‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬إلا‭ ‬ابتزاز‭ ‬عواصم‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نية‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬فإنها‭.. ‬أي‭ ‬واشنطن‭.. ‬سوف‭ ‬تظل‭ ‬تمنعهم‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭.. ‬وما‭ ‬دام‭ ‬الحال‭ ‬كذلك،‭ ‬فالمعنى‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬معنى‭ ‬مزدوج‭ ‬الغرض،‭ ‬وهو‭ ‬كذلك؛‭ ‬لأن‭ ‬القصد‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تريد‭ ‬ثمن‭ ‬وقوفها‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬منع‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬ولأن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬مدعو‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬شراء‭ ‬السلاح‭ ‬الذى‭ ‬يستطيع‭ ‬به‭ ‬مواجهة‭ ‬الخطر‭ ‬الإيراني‭.. ‬وبالطبع‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬السلاح‭ ‬إلا‭ ‬سلاحًا‭ ‬أمريكيًّا‭ ‬في‭ ‬الغالب‭..!!‬

لذلك‭ ‬كله‭ ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬وفي‭ ‬خضم‭ ‬الوضع‭ ‬الحاصل‭ ‬والدائر،‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬أمر‭ ‬قادم‭ ‬الى‭ ‬المنطقة،‭ ‬يشعل‭ ‬الحرب‭ ‬والتصعيد‭ ‬والعنف‭ ‬من‭ ‬جهة‭.. ‬ويتحرك‭ ‬نحو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬التي‭ ‬دمرها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬والمطلوب‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬دفع‭ ‬ضريبة‭ ‬التخريب‭ ‬والدمار‭ ‬الذي‭ ‬حل‭.‬

هناك‭ ‬نقطة‭ ‬يجب‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬بكل‭ ‬صراحة،‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬تعرقل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬والمساعي‭ ‬نحو‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وعودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الطبيعية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬والتنمية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن،‭ ‬وإشعال‭ ‬الحروب،‭ ‬وإشغال‭ ‬الدول‭ ‬والشعوب‭ ‬بتهديدات‭ ‬ومخاطر‭ ‬تم‭ ‬تكراراها‭ ‬آلاف‭ ‬المرات‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا