اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الأمن على الإنترنت
أصبح الاستدراج الإلكتروني للأطفال خلال الفترة الأخيرة ظاهرة مجتمعية وعالمية مؤرقة بل ومرعبة بعد أن تفاقمت جرائم الاستغلال الجنسي عبر شبكة الانترنت وذلك لعدة أسباب أهمها غياب الإجراءات القانونية او عدم تفعيل القوانين القائمة والاتفاقيات الدولية الحامية لحقوق الأطفال، واختلاف القواعد والقيم الاخلاقية والدينية إلى جانب سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام.
لقد تحول الاستغلال الجنسي للأطفال إلى تجارة رائجة عبر شبكة الانترنت، حتى أصبح الأطفال سلعا رائجة بعد أن سهل الانترنت سبل الأمان لهذه الجرائم مقابل عدم تأمين هذه الفئة الضحية لهذه النفوس المريضة الشاذة التي تفتقد أبسط مبادئ الإنسانية.
تشير الإحصائيات العالمية الحديثة إلى تسجيل ارتفاع مرعب في نسبة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، حيث حققت الصور الجنسية التي يلتقطها الأطفال لأنفسهم زيادة بنسبة 360%، هذا فضلا عن تصاعد حالات الاعتداءات الجنسية المبلغ عنها بنسبة 87% بالعام الماضي مقارنة بعام 2019، كما تم الكشف عن أن عدد الحالات بلغ أكثر من 32 مليون حالة عالميا، وذلك بحسب المركز الوطني للأطفال المفقودين والمستغلين.
لذلك يأتي انضمام وحدة حماية الطفل في الفضاء الالكتروني بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني بمملكة البحرين إلى قاعدة البيانات الدولية الخاصة بالاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت التابعة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الانتربول ليمثل خطوة في غاية الأهمية على صعيد نشر التوعية بهذه القضية الخطيرة وتوفير الحماية لأطفالنا من مآسي هذه الظاهرة.
وهذا ما أكده العميد بسام محمد المعراج مدير عام الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والالكتروني، إذ أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لتوجيهات الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية بشأن الاستفادة من الخبرات الإقليمية والدولية في مجال حماية الأطفال في الفضاء الالكتروني، ومنوها إلى المتابعة المستمرة من قبل الفريق طارق بن حسن الحسن رئيس الأمن العام وهو ما يندرج تحت إطار الاستراتيجية الوطنية لمملكة البحرين بشأن حماية الطفل في الفضاء الإلكتروني، والتي أطلقتها المملكة مؤخرا لنشر التوعية بأنواع وأشكال هذه الأخطار والحماية منها.
فشكرا سعادة وزير الداخلية على هذا التوجه الذي جاء في وقته، عله يوفر لأطفالنا الأمن على الإنترنت في عصر بات فيه انتهاك المقومات الأخلاقية والقيمية للمجتمع ولأبنائنا متاحا ومباحا بهذه الصورة المفزعة حقا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك