باريس - (أ ف ب): يطمح المنتخب المغربي إلى فك نحس الخروج من دور المجموعات لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية، عندما يخوض غمارها للمرة الثامنة في أولمبياد باريس.
مرّة واحدة فقط نجح فيها أشبال الأطلس في تخطي دور المجموعات وكانت منذ زمن بعيد وتحديداً في المشاركة الثانية في ميونيخ عام 1972 عندما حلوا في المركز الثاني (للمجموعة الاولى)، لكنهم خاضوا دور مجموعات أيضاً في الدور الثاني وأنهوه في المركز الاخير بعد ثلاث هزائم (المجموعة الثانية).
دخل المغرب مشاركاته السبع السابقة وكله أمل في الذهاب بعيداً في المنافسة لكنه خرج في كل مرة بخُفَّي حُنَين، لكنه مصمّم هذه المرّة على فك نحسه في ظل تألق كرة القدم المغربية في الآونة الأخيرة إن على الساحة العالمية بتحقيق المنتخب الأوّل لإنجاز بلوغ نصف نهائي مونديال قطر وحلوله رابعاً، أو قاريا بتتويج منتخبه الأولمبي بلقب أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه.
«مواجهة الصعوبات وتخطيها»
وشدّد مدرّبه طارق السكتيوي، خليفة مواطنه عصام الشرعي صانع إنجاز التتويج بلقب أمم إفريقيا للأولمبيين، على حرصه الكبير مع المسؤولين عن اللعبة في البلاد لتغيير هذه الصورة والذهاب إلى أبعد دور ممكن في باريس على الرغم من صعوبة المهمة.
وقال «مجموعتنا قوية على غرار جميع المجموعات في المسابقة، لأنه عندما تصل إلى هذا المستوى فالمنافسة تكون عالية وجميع المنتخبات تطمح إلى تحقيق نتائج إيجابية وجعل المهمة صعبة على خصومها».
وأضاف «لكن، نحن من يتعيَّن علينا أن نواجه هذه الصعوبات وتخطيها من خلال الفوز في مبارياتنا. ندرك جيداً أن الفوز لن يكون سهلاً وأنه لم يُمنح لنا من خصومنا، لن ننتظر هدايا من منافسينا، ولكن علينا البحث عنه وانتزاعه».
وأوقعت القرعة المغرب في المجموعة الثانية الى جانب الارجنتين، بطلة 2004 و2008، وأوكرانيا والعراق، ويستهل مشواره بمواجهة الأولى في 24 يوليو الحالي.
يملك المنتخب الأولمبي المغربي، بطل القارة السمراء، الأسلحة اللازمة للذهاب بعيدا في المسابقة بالنظر إلى تشكيلته المعزّزة بركائز أساسية للمنتخب الذي ابلى البلاء الحسن في مونديال قطر، في مقدّمتها مدافع باريس سان جرمان الفرنسي أشرف حكيمي وحارس المرمى منير المحمدي المنتقل حديثا الى نهضة بركان بعد انتهاء عقده مع الوحدة السعودي، وجناح العين الإماراتي سفيان رحيمي المتوّج هدافاً لمسابقة دوري أبطال أسيا والفائز بلقبها هذا العام.
وقال لاعب وسط سانت إتيان الفرنسي بنجامان بوشواري أن الثلاثي حكيمي والمحمدي ورحيمي «سيقدّمون إضافة كبيرة للمنتخب الأولمبي، نملك فريقاً جيّداً».
وأضاف «مواجهة الأرجنتين التي تضم لاعبين مميزين، وبعدها مباشرة أوكرانيا، ستكون مفتاح التأهل، ونأمل أن نحقق نتائج جيدة».
وفضلاً عن هذا الثلاثي فوق السن القانونية (23 عاماً)، تزخر تشكيلة الأولمبي بلاعبين واعدين وجدوا لأنفسهم مكاناً في صفوف أسود الأطلس على غرار صانع الألعاب غنك البلجيكي بلال الخنوس ولاعب وسط بولونيا الإيطالي أسامة العزوزي وجناح ريال بيتيس الإسباني عبد الصمد الزلزولي ولاعب وسط رينس الفرنسي أمير ريتشاردسون وجناح فياريال الإسباني إلياس أخوماش ومهاجم موناكو الفرنسي إلياس بن الصغير.
«التعامل بعقلانية»
حرص السكتيوي على خوض مباريات ودية إعدادية في غياب الجماهير ووسائل الإعلام، وعلق على ذلك قائلا «أتفهّم غضب الجماهير بشأن عدم حضور مبارياتنا والوقوف على مستوى لاعبينا، لكن ذلك في إطار خطتنا الاعدادية حتى نكون في أفضل مستوياتنا ونباغت خصومنا».
وتابع «توخينا العمل بعقلانية، هدفنا الأول هو بلوغ الدور الثاني وبعد ذلك جميع الأبواب ستُحلّ وسيكون حقّنا مشروعاً لمواصلة حلمنا».
واشار السكيتيوي الى أنه وجد «صعوبات كبيرة لاختيار التشكيلة النهائية بسبب رفض العديد من الأندية الترخيص للاعبيها بالمشاركة»، لكن بذل كل ما في وسعه من أجل ضمان تواجد أفضل العناصر.
وكان المغرب يعّول على مشاركة نجمه ابراهيم دياس، لكن فريقه ريال مدريد رفض الترخيص له على غرار جميع لاعبيه بينهم نجمه الوافد حديثا الفرنسي كيليان مبابي.
كما رفض أيندهوفن الهولندي السماح للاعب وسطه اسماعيل صيباري الذي كان أحد صانعي التتويج القاري، بالمشاركة، فيما كان المدافع شادي رياض ضمن التشكيلة قبل ان ينسحب منها عقب رفض ناديه الجديد كريستال بالاس الانكليزي المنتقل إلى صفوفه من ريال بيتيس الإسباني تسريحه للأولمبياد كون المسابقة غير معترف بها من الاتحاد الدولي للعبة.
وسيواجه المنتخب المغربي في أولى مواجهاته منتخب الأرجنتين الأربعاء المقبل على ملعب «جوفروا غيشار» بمدينة سانت إتيان، ثم أوكرانيا السبت المقبل على الملعب ذاته، قبل مواجهة العراق في 30 الحالي على ملعب «أليانز ريفييرا» في نيس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك