زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
لن أسكت أو أجامل
من المعروف عني أنني مدافع شرس عن ثوابت أمتنا، وكنت أول من دق ناقوس الخطر عندما تمت سرقة مايوه يخص الراقصة فيفي عبده، وذاع أمر السرقة لأن قيمة المايوه كانت 15 ألف دولار، وكانت به خاصية الإضاءة في الظلام، كما لن أنسى ذلك اليوم التاريخي: يوم وصلت نانسي عجرم بكل أبهتها إلى منتجع شرم الشيخ لإحياء حفل جماهيري، فإذا بلصين حقيرين من أعداء أمتنا وأعداء الجمال يقتحمون غرفتها في الفندق (في غيابها!! كي لا تسيء الظن أكثر باللصين) وسرقا مجموعة من العقود الماسية والأساور والسلاسل الذهبية وثلاث ساعات.
وبكل تواضع أقول إن هناك قاسما مشتركا بيني وبين نانسي هذه، ألا وهو أنني مثلها عندي ثلاث ساعات، ولكن الفرق ما بين ساعاتها وساعاتي هو أن ساعاتها مطعمة بالأحجار الكريمة بينما ساعاتي مطعمة بالأحجار الخسيسة اللئيمة («وأنا لا أعرف متى وكيف يستحق حجر لقب كريم»!). أما الأمر الذي أختلف فيه مع العجرمية هو أنني لا أعرف أين أجد ساعاتي الثلاث تلك، ذلك أنني ومنذ أن اقتنيت هاتفاً جوالا استغنيت عن الساعات لأن الهاتف مزود بساعة ومنبه وأنا مش ناقص «أعباء» كي أرتدي ساعة حول معصمي! مسكينة نانسي فربما كان هاتفها الجوال من الموديلات القديمة التي ليست بها ساعة، ولكن «نفسي» أعرف لماذا يحمل شخص ما ثلاث ساعات معه في سفرة واحدة! وهل الساعة المطعمة بالأحجار الكريمة والنبيلة تفعل غير ما تفعله الساعة التي اشتريتها من سوق شبردس بوش في لندن بعشر جنيهات إسترلينية؟ يعني هل مثلا تلتقط قناة سي إن إن وستار أكاديمي؟ أم أنها تقيس ضغط الدم وتقرأ نسبة الكوليسترول في الدم؟
على كل حال حصل خير، والشرطة المصرية لم تقصر، وقامت بواجبها خير قيام وطلع المصريون براءة من العملية الإرهابية التي استهدفت نانسي، فقد تم القبض على شخص روسي وآخر جورجي وهما على وشك ركوب طائرة في مطار شرم الشيخ وبحوزتهما المسروقات العجرمية. وأطالب عبر هذا المنبر كل الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع روسيا وجورجيا حتى يعرف العالم أننا لا نسكت على المساس برموزنا وثوابتنا ومفكرينا، بل أطالب شرائح معينة من الجمهور العربي بقطع العلاقات «العاطفية» مع روسيا و«بالمرّة» أوكرانيا.
ويا بنت عجرم تعيشي وتتملكي ساعة بيغ بن وتحمليها معك أينما نزلت أهلا وحللت سهلا. وحتى لو ضاعت مجوهراتك بالتعرض للسرقة، «لا تشيلي هم»، فهناك أشاوس نشامى مستعدون لتزويدك بالماس والزمرد والياقوت. ولا عليك بالحاقدين من أمثال أبي الجعافر الذين يريدون تزويدك بالترباس والمبرد والنبوت. فجماهيرك الوفية مستعدة لشراء تذاكر حفلاتك حتى تركبي أسنانا صناعية من الماس الحر، لأنه: من اشتراكِ اشترى فوح القرنفل/ من أنفاس أمسية/ أو السواحل من خصر الجزيرة/ أو، خصر الجزيرة من موج المحيط/ وأحضان الصباحية/ من اشتراك اشترى للجرح غمدا/ وللأحزان مرثية/ من اشتراك اشترى مني منك تواريخ البكاء وأجيال العبودية/ من اشتراك اشتراني يا خلاسية (معليش يا نانسي الكلام الحلو قاله شاعر سوداني في أنثى غير عجرمية).
ولا بد هنا من الإشادة بقناة دبي الفضائية التي كانت قبل سنوات بصدد إنتاج مسلسل عن حياة المطربة الراحلة أسمهان، ثم تراجعت عن الفكرة بعد أن رفضت الجهة المنفذة للمسلسل إسناد البطولة لننوسة البسبوسة العجرمية. وأنا واثق من أن معظم قراء زاويتي لا يعرفون شيئاً عن أسمهان، بل لم يسمعوا بأغنيتها الرائعة ذات الكلمات البليغة: يا من يقول لي أهوى/ أسقيه بإيدي أهوه (قهوة).. شفت الحب في الخمسينيات؟ تقول لواحدة أحبك فتسقيك قهوة من يديها الناعمتين. أما اليوم فإنك قد تقول لفتاة أموت فيكِ. فتطلب هي منك أن تسقيها كابوتشينو (حتى قبل أعوام قليلة كنت أظن أن كابوتشينو هو رئيس وزراء إيطاليا ثم اكتشفت أنه اسم الدلع للقهوة بالزبادي).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك