يملك الكويتي بدر الكوس عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للكرة الطائرة سيرة ذاتية رياضية ثقيلة ودسمة، وفي حواره للملحق الرياضي في «أخبار الخليج» تحدث بواقعية وبصريح العبارة، ووضع النقاط على الحروف، وسمّى الأشياء بمسمياتها الحقيقية بدون «لف أو دوران» والكوس من الأفراد الذين عركوا الكرة الطائرة لاعبا ومدربا وإداريا، ومن هذا المنطلق عندما يتكلم أو ينتقد أو يحلل فينبغي أن يستمع له، وألا يمرّ كلامه مرورا الكرام، فالكوس من الكفاءات المناسبة التي تستحق أن تكون في المكان المناسب، وكما أسلفنا في المقدمة بأنّ ضيفنا يملك سيرة ذاتية من العيار الثقيل على مستوى اللعب والتدريب والإدارة، وكان يشرفنا أن نرفقها مع الحوار، غير أنّ ضيق المساحة حال دون ذلك، واكتفينا بالحوار الذي نترك تفاصيله للسطور التالية.
1/ المهام التي تولاها بدر الكوس لم تأت من فراغ، وإنما سبقها مشوار رياضي حافل، فهل يمكن أن نطلع الرياضي عامة ومتابع الكرة الطائرة على وجه التحديد على هذا المشوار باختصار دون الإخلال؟
يعدّ أول لاعب خليجي قد شارك مع فريق اسكتلندي وحصل معه على لقب كأس أسكتلندا وبطولة شيكارا الدولية 1978، ولعب في صفوف فريق القادسية من 1970 حتى 1980 وحصل معه على أربعة ألقاب للدوري وثلاثة كؤوس.
وتابع قائلا: بأنه مثل منتخب الكويت 1977 في بطولة المنتخبات العربية التي أقيمت في الكويت، وبطولة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في طهران، وتصفيات المونتريال في إيطاليا 1987، والفوز مع المنتخب العسكري بالبطولة العربية العسكرية التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياضي 1977، وشارك في بطولة الشرطة العربية التي أقيمت في بغداد 1976، والبطولة المدرسية العربية التي شهدتها مدينة الإسكندرية في مصر عام 1974.
وتطرق بدر الكوس إلى الحديث عن مشواره التدريبي قائلا: بأنه درّب منتخبي الكويتي الأول والناشئين، وحصل مع المنتخب الأول على المركز الثاني مرتين في البطولة العربية في ظل تنافس قويّ بين المنتخبات العربية المشاركة آنذاك، وحصل مع المنتخب على المركز الأول في بطولة الصداقة والسلام التي أقيمت في الكويت، وحصل على المركزين الرابع والخامس على المستوى الآسيوي.
ولفت الكوس إلى أنه قام بتدريب أربعة أندية كويتية وهي (الكويت، والقادسية، وكاظمة، والعربي)، ونال جائزة أفضل مدرب في الدوري الكويتي عام 1982.
أما عن المهام الإدارية، فحدث ولا حرج، فهي من الكثرة بمكان، ومتعددة النواحي، وباختصار يملك سيرة إدارية من الوزن الثقيل.
2/ لقد مارس بدر الكوس الكرة الطائرة، ودربها، والآن يديرها، هل هناك علاقة ترابط بين المهمات الثلاث كلاعب ومدرب وإداري؟
ويرى أنّ العلاقة بين المدرب واللاعب والإداري تشكل مثلثا متساوي الأضلاع، وبناء على ذلك تحتاج هذه الأطراف إلى توطيد العلاقة فيما بينها بالطرق والتقنيات الحديثة، والتفاهم، والإيجابية، وهذا من شأنه يقود إلى تحقيق الإنجازات، محذرا في الوقت نفسه من طغيان جانب على حساب جانب آخر، بل ينبغي على كل طرف أن يلتزم بالدور المنوط إليه سعيا إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
3/ هناك من يرى بأن مشكلة الكرة الطائرة في وطننا العربي الكبير تكمن في الجانب الإداري، هل تتفق مع هذه الرؤية أم تختلف مع التوضيح؟ أم هناك مشاكل أخرى تراها من زاويتك الخاصة؟
ووضع الكوس إصبعه على الجرح، وقال بأن مشكلة الكرة الطائرة العربية تكمن في ضعف الجانب الإداري، على اعتبار أنّ من غالبية من يعتلي قمة هرمها العربي في الاتحادات والأندية هم من غير المعنيين باللعبة، بل لم يمارسوها خلال مشوارهم، وهنا تكمن العلة الحقيقية بحسب وصفه.
وتابع قائلا في السياق نفسه: زد على ذلك ضعف المسابقات المحلية والتي من شأنها تنعكس سلبا على مستوى اللاعبين وتحول دون تطويرهم ورفع مستوياتهم، فضلا عن قلة العدد الكلي للمباريات التي يخوضها اللاعب على مدار الموسم، ناهيك عن غياب تحفيز اللاعبين الموهوبين ودفعهم إلى خوض التجارب الاحترافية ومن هنا - والكلمة للكوس – تنتابني الدهشة لعدم احتراف هؤلاء اللاعبين خارجيا أمثال رضا علي (البحرين) ومبارك عيد (قطر) وأحمد البخيت والمعد الرائع خليل البحراني (السعودية)، وعدم استمرار الثنائي المصري الجميل بحسب وصفه أحمد صلاح وعبد الله عبد السلام في الاحتراف الخارجي.
وقال ضمن الإطار السابق: بأنّ النتائج الإيجابية للطائرة الليبية فتحت الأبواب على مصراعيها للاعب المبدع أحمد بولبابة كي يحترف في الدوريات الصربية والآستونية والكورية، وهناك الكثير من المواهب في دول تونس والجزائر ومصر وغيرها تنتظر فرصتها كي تحلق في عالم الاحتراف الخارجي.
ويرى بأنّ عدم تطوير قدرات ومهارات المدربين والحكام والإعلاميين والإداريين ومسؤولي برمجة المسابقات في الاتحادات العربية والسوشيال ميديا من ضمن المشكلات، ويعتقد في قرارة نفسه بأن دور التطوير يقع علي عاتق كل اتحاد وطني محلي، وعلى لجان الاتحاد العربي، كل لجنة على حدة، ويتطلب زيادة اللجان سعيا إلى المزيد من التخصص.
4/ لو طلب من بدر الكوس إعطاءنا روشتة علاجية لإعادة الكرة الطائرة الكويتية للواجهة فماذا سيقول؟
ولفت إلى أنّ الكويت كانت في مقدمة كل الدول الخليجية، وبعض الدول العربية في الكرة الطائرة علي مستوي الأندية والمنتخبات، وما الفوز بالبطولة العربية للمنتخبات إلا خير دليل على ذلك، وتربع نادي القادسية على بطولة الأندية الخليجية دليل آخر، غير أنّ التراجع الحاصل له أسبابه ومسبباته نظرا لتخبطات الاستراتيجيات، وانقلاب الأولويات من أهمية الاتحادات والمنتخبات والأندية فضلا الي عدم الاهتمام بالفئات العمرية في الأندية، وسوء اختيار المدربين القادرين علي إحداث الثورة الحقيقية، وعدم اختبار القدرات البدنية للمواهب الصغيرة التي تمتلك مواصفات اللعبة، زد على كل ذلك قلة عدد المباريات في الموسم الواحد، وغياب التجديد في مسابقات الموسم، التي هي عبارة عن نسخ مكررة للمواسم السابقة، ولا تخدم في الأساس المنتخبات لافتا إلى النقص الحاد في الأجهزة الفنية كنقص الاحصائي وإخصائي العلاج الطبيعي المؤهلين والإعلامي المرافق والإداري المؤهل.
5/ متى يكون الإعلام الرياضي شريكا أساسيا في تطوير الكرة الطائرة العربية أو تخلفها؟
الإعلام هو سر نجاح كل البطولات والملتقيات والأحداث وهو المحرك الرئيسي الذي يسلط الضوء علي الإيجابيات والسلبيات، ويقدم الحلول علي اطباق من ذهب، لذلك ومن هذا المنطلق علينا أن نستفيد من البرامج التليفزيونية النقدية منها أو التحليلية أو البرامج التي تسلط الضوء علي مستجدات الأحداث العالمية والتطوير في اللعبة.
6/ هل سيأتي اليوم الذي ستتبوأ فيه الكرة الطائرة الخليجية المشهد الآسيوي؟ وكيف؟ ومتى؟
ويرى الكوس بواقعيته بأنّ المنهجية التي نتبعها ونعمل بها في اتحاداتنا العربية وبهذه الاستراتيجيات والميزانيات المرصودة من الصعوبة بمكان المنافسة علي البطولات الآسيوية ومقارعة اليابان وإيران وكوريا وأستراليا ، وفي الفترة الحالية وإن كنت أستثني دولة قطر والتي بإمكانها التحليق خارج السرب العربي، لأنها بحسب قوله تمتلك جرأة خاصة، وعملا مبرمجا واستراتيجيات واضحة، ولننظر لنتائجها في الكرة الطائرة الشاطئية وبرونزية أولمبيات طوكيو وغيرها من البطولات العالمية وأخيرا حصول منتخبها على لقب كأس التحدي الآسيوي عطفا على ما قدمه من مستوي مذهل ومثير، ناهيك عن المشاركات والنتائج علي مستوي الأندية دائما ما تكون مميزة ومنافسة، أضف إلى ذلك مملكة البحرين التي تسير على الخطى نفسه، وظهورها بمستوي جيد في البطولات الأخيرة، والسعودية وليبيا الذين قدموا مستويات رائعة في مختلف الفئات في الفترة الأخيرة , ولا ننسي الدور الكبير للدول العربية الكبيرة مثل مصر وتونس .
7/ من المسؤول عن غياب بعض الأندية والمنتخبات عن المشاركة في البطولات العربية؟
الأسباب الرئيسية لغياب الأندية والمنتخبات قلة الحوافز والجوائز التي تحفز المنتخبات والأندية للمشاركة، والمشكلة الأهم تكمن في الغياب الإعلامي خصوصا في الفترة الأخيرة، لغياب نقل المباريات تلفزيونيا، وهذا جانب دقيق ومؤثر، ويرجو من رؤساء وأمناء سر اللجان الأوليمبية العربية تشجيع المنتخبات والأندية العربية وفئاتها وتسهيل مأمورية مشاركتها في البطولات العربية لما يعود بفائدة كبيرة علي الوطن العربي والتلاحم، واكتساب وتبادل الخبرات الفنية كلاعبين ومدربين وحكام وإداريين، وأن الاحتكاك العربي يفيد الفرق بالاحتكاك الآسيوي والعالمي .
8/ هل بدر الكوس مع النقد الرياضي أو ضده؟ ولماذا؟
للنقد البناء عظيم الأثر في تطوير اللعبة، ولكن ينبغي تحري النقد البناء القائم على المعرفة من أهل التخصص في اللعبة من مختلف مستويات التدريب والتحكيم والإدارة.
9/ كلمة يحب بدر الكوس أن يوجهها لأسرة مجلس الكرة الطائرة العربية
رسالتي إلى أسرة مجلس الكرة الطائرة العربية إذ ينبغي علينا الاهتمام بالقاعدة ويترتب على ذلك:
تطوير كل من (المدرب – الحكم – الإداري) وإرسالهم في بعثات عديدة ومتنوعة للاطلاع على كل ما هو جديد واكتساب الخبرة الفعلية.
الإعداد المسبق للاستراتيجيات الواضحة المعالم المتنوعة (قصيرة – متوسطة - طويلة المدي) بالتعاون مع متخصصين في ذلك المجال.
التعاون بين الاتحادات والأندية في الاهتمام بالقاعدة الأساسية لتوفير نماذج متميزة من لاعبي المنتخبات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك