ماتارو - (أ ف ب): في كلّ مرّة يُسجّل فيها لامين جمال، يشير بيديه إلى الرقم 304 وهو الرمز البريدي لروكافوندا، المنطقة الكاتالونية المتواضعة التي نشأ فيها والتي يختلجها الفخر بتألق ونجاح ابنها البالغ 17 عامًا فقط في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم.
بعد انفصال والديه، عاش جمال بين مدينتي غرانويرس وماتارو القريبتين، لكن زياراته المستمرّة لجدّته التي وصلت من المغرب قبل عقود وما زالت تعيش في روكافوندا، حافظت على روابط الصلة مع الحيّ، حيث يتمّ الترحيب بوالده كبطل محلي.
عاد والده للتو من ألمانيا حيث تابع لقاء النصف النهائي الذي فازت به إسبانيا على حساب فرنسا 2-1، فاجتمع جيرانه من حوله لتهنئته على هدف ابنه المذهل، فيما لا يزال الحيّ بأكمله يظهر حماسة كبيرة لتلك اللحظة الأيقونية.
ويقول منير النصراوي عن هدف ابنه «لقد عشت كلّ لحظة في هذا الملعب مثل أي مشجع إسباني آخر، وقد أصابني الجنون».
وسيكون عليه العودة من جديد مع فرصة أخرى لاحتفالية مزدوجة: بلغ نجله عامه الـ 17 أمس السبت، واليوم الأحد يأمل ان يشاهده يحمل الكأس القارية في النهائي ضد إنكلترا.
وقال «كأب، أنا فخور وسعيد وممتن»، متوجهاً أيضاً بالشكر إلى جيرانه على دعمهم. وأردف «هذا الحيّ فخور بكونه المكان الذي يأتي منه لامين جمال».
على بعد شوارع معدودة، لا تمنع الشمس الحارقة الأطفال من ممارسة كرة القدم على ملعب محلي، حيث كان جمال يمضي ساعات طويلة يلعب عندما كان صغيراً.
والجميع الآن يريد أن يكون مثله في هذه المنطقة التي تبرز تحت الأضواء في كل مرّة يسجّل فيها النجم الشاب ويرفع علامة «304».
وتوجد خارج المخبز الذي كان عمّه يديره بالقرب من ملعب كرة القدم المحلي، صورة كبيرة مرسومة له وهو يرتدي قميص برشلونة، وذراعيه متقاطعتين وهو يشير إلى الرقم 304.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك