الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الثقافة الشعبية».. مجلة بحرينية
هل تعلم عزيزي المواطن.. عزيزي القارئ، أن في مملكة البحرين يوجد لدينا مجلة فصلية علميّة محكمة، هي مجلة «الثقافة الشعبية».. وقد صدر مؤخرا العدد (66) منها، في حين صدر العدد الأول في أبريل 2008، ورئيس تحريرها هو الأستاذ الأديب والشاعر البحريني علي عبدالله خليفة.
انبثقت فكرة المجلة واستحداث «منبر ثقافي عالمي بحريني»، في العام 2007، بدعم ملكي سامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، لتحمل رسالة التراث الشعبي من مملكة البحرين إلى العالم، وجاءت الفرصة الثمينة التي تم استثمارها خير استثمار، حينما تم انتخاب مملكة البحرين لرئاسة «المنظمة الدولية للفن الشعبي»، وهي كبرى منظمات (اليونسكو)، وللمجلة موقع الكتروني جدير بأن يتم الإشارة إليه، وتسليط الضوء عليه، لأن يعكس جهودا ثقافية وطنية متميزة.
طالعت العدد (66) من المجلة، وقرأت بتمعن افتتاحية رئيس التحرير، والتي جاءت بعنوان: «تحية لرائحة حبر الطباعة على الورق»، يشير فيها إلى تحول المجلة من النسخة الورقية إلى النسخة الالكترونية، مواكبة للتطور العصري التكنولوجي والتحول الرقمي، وحرصا على مواصلة نشر الرسالة البحرينية الثقافية والشعبية.. وأن هذا المنجز الثقافي، يحتل واجهة عالمية مرموقة، هيأته لأن يكتسب عن جدارة الصدقية والوثوق، كمصدر للبحث والمعرفة، كان وسيظل يؤدي واجبه الوطني.
الجميل والرائع في مجلة «الثقافة الشعبية»، ووفقا لشروط وأحكام النشر فيها، أنها فتحت المجال وترحب بالمشاركة والمساهمة، من الباحثين والأكاديميين، وتقبل الدراسات والمقالات العلمية المعمقة، الفلكلورية والاجتماعية، والانثروبولوجية والنفسية، والسينمائية واللسانية، والأسلوبية والموسيقية، وكل ما له صلة بالثقافة الشعبية، كما تمنح المجلة مقابل كل مادة تنشر بها مكافأة مالية مناسبة، وفقا للائحة الخاصة بها.
العديد من الوزارات والمؤسسات والهيئات، وحتى الجمعيات والصناديق الخيرية، تصدر مطبوعات ومجلات، ورقية والكترونية.. القليل وربما النادر منها لا يزال متواجدا وفاعلا في الساحة، فيما معظمها غاب واندثر، أو لا يقرأها سوى عدد قليل من المهتمين والمتابعين، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في تقييمها وتقويمها، بدلا من وجودها كهدر مالي، أو مجرد «ألبوم صور» للقائمين عليها.
ربما يغيب عن كثير من مطبوعات ومجلات المؤسسات والجهات «البعد التفاعلي» مع الجمهور والفئات المستهدفة، وتتحول تلك المطبوعات والنشرات إلى إصدار للعلاقات العامة، وأنشطة المؤسسة فقط.. وهذا أمر ينفع لنشرات داخلية، أما المطبوعة التي يراد لها أن تكون الأكثر تفاعلا والأوسع انتشارا والأفضل قيمة، أن تمزج بين نشاط المؤسسة ومصلحة القارئ ومنفعته، وأن تنقل رأيه وتطلعاته، وملاحظاته ومقترحاته.
عموما.. قراءة مجلة «الثقافة الشعبية».. فرصة سانحة للتجول والاطلاع على الثقافة البحرينية، وعلى ثقافات وحكايات الشعوب والمجتمعات، بأسلوب علمي رصين، وتستحق المجلة المزيد من الاهتمام الإعلامي لأنها تحمل رسالة بحرينية للعالم.. وكل التحية والتقدير لها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك