العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

«عوايدنا».. أهل البحرين

منذ‭ ‬أيام‭ ‬وقبل‭ ‬صلاة‭ ‬الجنازة‭ ‬بمقبرة‭ ‬المحرق،‭ ‬استوقفني‭ ‬حديث‭ ‬شاب‭ ‬بحريني‭ ‬مع‭ ‬شاب‭ ‬مقيم‭ ‬آخر،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬الشخص‭ ‬المتوفى،‭ ‬وقال‭ ‬له‭: ‬أبلغ‭ ‬أهلك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الغداء‭ ‬بكره‭ ‬راح‭ ‬أجيبه‭ ‬لكم‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬حاول‭ ‬الشاب‭ ‬المقيم‭ ‬أن‭ ‬يثنيه‭ ‬عن‭ ‬الأمر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وأعجبتني‭ ‬كلمته،‭ ‬حينما‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ترى‭ ‬هذه‭ ‬من‭ ‬عوايدنا‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‮»‬‭. ‬

هناك‭ ‬عادات‭ ‬وتقاليد‭ ‬وممارسات‭ ‬بحرينية‭ ‬أصيلة،‭ ‬تتصل‭ ‬بالثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والهوية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬التكافل‭ ‬والتضامن،‭ ‬والإخاء‭ ‬والمودة‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقف‭ ‬والمناسبات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬سمة‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭.. ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬عنها‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي،‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬ويسمع‭ ‬عنه،‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬‮«‬صحون‭ ‬الإفطار‮»‬‭.‬

أذكر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬قدمت‭ ‬برنامجا‭ ‬جميلا‭ ‬ومبادرة‭ ‬رائعة‭ ‬حملت‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬عوايدنا‮»‬،‭ ‬هدفت‭ ‬إلى‭ ‬تدريب‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والأعراف‭ ‬البحرينية،‭ ‬وقد‭ ‬تضمنت‭ ‬المبادرة‭ ‬برامج‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬نظرية‭ ‬وتدريبات‭ ‬عملية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آداب‭ ‬الضيافة‭ ‬والمجالس‭ ‬والزيارات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ورزانة‭ ‬المناسبات‭.‬

وقد‭ ‬بينت‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬عوايدنا‮»‬‭ ‬الى‭ ‬استدامة‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والقيم‭ ‬الأصيلة‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بين‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬موروث‭ ‬وتاريخ‭ ‬المملكة،‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬عوايدنا‮»‬‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬سياسات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬والرامية‭ ‬إلى‭ ‬تنشئة‭ ‬أجيال‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والموروثات‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬الأصيلة‭.‬

كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬البرامج‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬والمحافظات‭ ‬والجمعيات،‭ ‬للشباب‭ ‬والناشئة،‭ ‬تنظيم‭ ‬محاضرات‭ ‬أو‭ ‬ندوات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬زيارات‭ ‬ولقاءات‭ ‬مع‭ ‬شخصيات‭ ‬مجتمعية،‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬إحياء‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬البحرينية،‭ ‬خاصة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمجال‭ ‬التعامل‭ ‬وتعزيز‭ ‬التواصل‭.‬

معظم‭ ‬البرامج‭ ‬والأنشطة‭ ‬الصيفية‭ ‬اليوم،‭ ‬تكاد‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬وأنشطة‭ ‬ودورات‭ ‬في‭ ‬‮«‬السنع‭ ‬البحريني‮»‬‭.. ‬في‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭.. ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬الأصيلة‭.. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬لديها‭ ‬برامج‭ ‬حول‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬وخدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتلك‭ ‬برامج‭ ‬مطلوبة‭ ‬ومشكورة،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬الجميل‭ ‬كذلك‭ ‬إضافة‭ ‬برامج‭ ‬حول‭ ‬‮«‬عوائد‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‮»‬‭.. ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬أن‭ ‬تغيب‭ ‬وتندثر،‭ ‬وتحل‭ ‬محلها‭ ‬ممارسات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬‮«‬عصرية‮»‬،‭ ‬تهتم‭ ‬بالبهرجة‭ ‬والتكلف‭ ‬والتكلفة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬آخر،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الحفلات‭ ‬والأعراس‭. ‬

معظم‭ ‬البرامج‭ ‬الصيفية،‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬الرياضة‭ ‬والترفيه،‭ ‬وبعض‭ ‬الثقافة‭ ‬العامة،‭ ‬ومهارات‭ ‬القيادة‭ ‬وتطوير‭ ‬الذات‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولكن‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬العادات‭ ‬والتقاليد‮»‬‭ ‬غير‭ ‬حاضرة‭ ‬بفاعلية‭.. ‬وأتمنى‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬ووزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وحتى‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬لو‭ ‬‮«‬ألزمت‮»‬‭ ‬المراكز‭ ‬الصيفية‭ ‬والجمعيات،‭ ‬بتنظيم‭ ‬فعالية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬البحرينية‮»‬‭.. ‬هذه‭ ‬ثقافة‭ ‬وطنية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬ثقافة‭ ‬ودورات‭ ‬وبرامج‭ ‬أخرى‭.‬

ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬والمراكز‭ ‬والجمعيات،‭ ‬خلال‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬اليوم،‭ ‬أمر‭ ‬محمود‭ ‬ومطلوب،‭ ‬ويحمي‭ ‬الناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬ويصقل‭ ‬من‭ ‬مواهبهم‭ ‬ومهاراتهم،‭ ‬ويطور‭ ‬قدراتهم‭ ‬وكفاءاتهم،‭ ‬ويستثمر‭ ‬أوقاتهم‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مفيد‭ ‬لهم‭ ‬ولمستقبلهم‭ ‬ومجتمعهم‭.. ‬ونتطلع‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬تضاف‭ ‬برامج‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عوايدنا‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا