الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«عوايدنا».. أهل البحرين
منذ أيام وقبل صلاة الجنازة بمقبرة المحرق، استوقفني حديث شاب بحريني مع شاب مقيم آخر، ويبدو أنه من أهالي الشخص المتوفى، وقال له: أبلغ أهلك أن «الغداء بكره راح أجيبه لكم»، وقد حاول الشاب المقيم أن يثنيه عن الأمر، إلا أن الشاب البحريني أصر على ذلك، وأعجبتني كلمته، حينما قال: «ترى هذه من عوايدنا أهل البحرين».
هناك عادات وتقاليد وممارسات بحرينية أصيلة، تتصل بالثقافة الوطنية والهوية المجتمعية، ساهمت في تعزيز قيم ومبادئ التكافل والتضامن، والإخاء والمودة والتواصل بين الناس، في مختلف المواقف والمناسبات، وأصبحت سمة يتميز بها الشعب البحريني.. ربما لا يعرف عنها الجيل الحالي، إلا ما يراه ويسمع عنه، خلال شهر رمضان الكريم في تبادل «صحون الإفطار».
أذكر في العام الماضي أن وزارة شؤون الشباب، قدمت برنامجا جميلا ومبادرة رائعة حملت اسم «عوايدنا»، هدفت إلى تدريب الناشئة والشباب على غرس العادات والتقاليد والأعراف البحرينية، وقد تضمنت المبادرة برامج وورش عمل نظرية وتدريبات عملية، من خلال آداب الضيافة والمجالس والزيارات والسلوكيات مع أبناء المجتمع والعلاقات الاجتماعية، ورزانة المناسبات.
وقد بينت وزارة شؤون الشباب أنها تسعى من خلال مبادرة «عوايدنا» الى استدامة العادات والتقاليد والقيم الأصيلة للمجتمع البحريني بين الناشئة والشباب باعتبارها جزءاً من موروث وتاريخ المملكة، كما وأن مبادرة «عوايدنا» متوافقة مع سياسات المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والرامية إلى تنشئة أجيال من الشباب والناشئة تحافظ على القيم والموروثات والعادات والتقاليد الأصيلة.
كنت أتمنى أن تشهد البرامج الصيفية التي تنظمها الوزارات والمؤسسات، والمحافظات والجمعيات، للشباب والناشئة، تنظيم محاضرات أو ندوات أو حتى زيارات ولقاءات مع شخصيات مجتمعية، تركز على إحياء القيم والعادات والتقاليد البحرينية، خاصة المتعلقة بمجال التعامل وتعزيز التواصل.
معظم البرامج والأنشطة الصيفية اليوم، تكاد تخلو من برامج وأنشطة ودورات في «السنع البحريني».. في الهوية الوطنية.. في الثقافة الأصيلة.. صحيح أن بعض الأنشطة لديها برامج حول الولاء والانتماء، والعمل التطوعي وخدمة المجتمع، وتلك برامج مطلوبة ومشكورة، وسيكون من الجميل كذلك إضافة برامج حول «عوائد أهل البحرين».. التي تكاد أن تغيب وتندثر، وتحل محلها ممارسات وسلوكيات «عصرية»، تهتم بالبهرجة والتكلف والتكلفة، أكثر من أي أمر آخر، خاصة في الحفلات والأعراس.
معظم البرامج الصيفية، تتنوع بين الرياضة والترفيه، وبعض الثقافة العامة، ومهارات القيادة وتطوير الذات وغيرها، ولكن برامج «العادات والتقاليد» غير حاضرة بفاعلية.. وأتمنى لو أن وزارة شؤون الشباب ووزارة التنمية الاجتماعية وحتى وزارة العدل من خلال مراكز تحفيظ القرآن الكريم وغيرها من المؤسسات، لو «ألزمت» المراكز الصيفية والجمعيات، بتنظيم فعالية حول «العادات والتقاليد البحرينية».. هذه ثقافة وطنية لا تقل أهمية عن أي ثقافة ودورات وبرامج أخرى.
ما تقوم به الوزارات والمؤسسات، والمراكز والجمعيات، خلال العطلة الصيفية اليوم، أمر محمود ومطلوب، ويحمي الناشئة والشباب، ويصقل من مواهبهم ومهاراتهم، ويطور قدراتهم وكفاءاتهم، ويستثمر أوقاتهم بما هو مفيد لهم ولمستقبلهم ومجتمعهم.. ونتطلع الى أن تضاف برامج عن «عوايدنا أهل البحرين».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك