في الماضي، كان باستطاعة الأشخاص الذين يبحثون عن صفقة مُربِحة السفر في موسم الركود. ولكن غيرت جائحة كورونا الكثير من مبادئ السفر المعروفة. فهل لا يزال السفر خلال مواسم الركود السياحي أمرًا ممكنًا؟
يوضح أوليفييه بونتي، مدير شركة «ForwardKeys» المتخصصة في بيانات وتحليلات السفر «أصبح السفر العالمي أكثر ازدحامًا». وقال: «لا تزال هناك بعض مواسم الذروة، ولا تزال مواسم الذروة مزدحمة للغاية، ولكن أصبحت المواسم المنخفضة أكثر ازدحامًا أيضًا».
وفي الآونة الأخيرة، قامت «ForwardKeys» بتحليل بعض أرقام ثلاثة من الوجهات الشاطئية الأكثر شعبية في العالم، وهي تايلاند، وهاواي، وجزر المالديف.
وشرح بونتي: «في تايلاند، يمتد الموسم المنخفض عادة من أبريل إلى سبتمبر، حيث يكون أبريل، ومايو ساخنان للغاية». وقال: «خلال هذا الموسم المنخفض، شكلت نسبة السياح كل شهر أكثر من 7% من الإجمالي السنوي. وهذا يعني وجود مستوى منخفض من الموسم». وبعبارة أخرى، «لم يعد هناك موسم منخفض بعد الآن في مكانٍ مثل هذا»، على حدّ تعبيره.
أثر تغير المناخ
يمكن القول إنّ الطقس هو العامل الأكبر الذي يؤثر على ما نصفه بالسفر في «موسم الذروة».
ويقول جيد براون، صاحب شركة «Low Season Traveller» للرحلات السياحية: «يميل الكثير من الأشخاص إلى افتراض أنّ الموسم المنخفض يُعرّف بأنه الوقت من العام الذي يكون فيه الطقس في أسوأ حالاته». ولكن أصبح تغيّر المناخ يُعيد تعريف معنى «أسوأ» طقس.
وتسببت موجات الحر في دول جنوب أوروبا، مثل إيطاليا، وإسبانيا، واليونان في حدوث أزمة الصيف الماضي، مع استمرار الاتجاه التصاعدي. واختفى العديد من السياح الأجانب أو ماتوا وسط درجات الحرارة الشديدة في اليونان حتى الآن هذا الموسم.
وأفاد ميكي سادوفسكي، رئيس قسم الاتصالات في شركة «Intrepid Travel» لتنظيم الرحلات السياحية، أنّهم اضطروا إلى إلغاء أو إعادة جدولة بعض رحلاتها الشهيرة بسبب تغير المناخ.
ما وراء درجة الحرارة
وقد يكون تغير المناخ عاملاً مهمًا عند حجز العطلات، ولكنه ليس الوحيد. ويشير بونتي، من شركة ««ForwardKeys، وهو أب لطفلين، إلى أنّ العديد من المسافرين يضطرون إلى التخطيط لرحلاتهم في الوقت ذاته بسبب الجداول المدرسية.
وتختار بعض العائلات تعليم أطفالها في المنزل كوسيلة لزيارة أجزاء أخرى من العالم من دون التقيد بجدول معين. ولكن وضع كل عائلة مختلف، وبالنسبة الى الأشخاص الذين غادر أطفالهم المنزل بالفعل، أو الذين لم ينجبوا أطفالا على الإطلاق، هناك المزيد من الفرص للتحلي بالمرونة عند حجز الرحلات.
وتحرص آن وودوارد، وهي أمريكية لم تنجب أطفالاً، وتعيش في المكسيك منذ ثلاث سنوات، على معرفة جداول المدارس في منطقتها حتى تتمكن من التخطيط لرحلاتها.
وأوضحت وودوارد: «أحاول عمومًا ألا أتحرك، وألا أكون على متن طائرة، وألا أكون على متن حافلة، وألا أذهب إلى مناطق الجذب السياحي خلال تلك الفترات».
ومع ذلك، هناك فوائد للسفر خلال مواسم الذروة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبنى التحتية.
وعلى سبيل المثال، تعمل بعض الرحلات الجوية ومسارات القطارات بشكل متكرر فقط في موسم الذروة، أو يتم تشغيلها في ذلك الموسم فحسب.
وقد يجد المسافرون الذين يتوجهون إلى مناطق أقل ازدحامًا أنّ المتاجر والمطاعم تعمل لساعات محدودة، أو تغلق أبوابها بالكامل عندما تغادر مجموعات الزوار.
ولكن لا ينبغي لأولئك الذين لا يتمتعون بجداول زمنية مرنة أن يشعروا بأنّ الطوابير الطويلة والمدن المزدحمة هي ما يحمله المستقبل لهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك