الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«الشخصية الوهمية».. والجرائم الإسرائيلية..!!
لسنوات طويلة كنا وما نزال نتعلم في المدارس ونطالع في الكتب ونقرأ في البحوث، ونشاهد البرامج التلفزيونية ونستمع الى البرامج الإذاعية، التي تؤكد جميعها أن «جابر بن حيان» عالم من علماء المسلمين في الكيمياء والفلك والهندسة وغيرها، وله إسهامات كبيرة في التاريخ العلمي العربي والإسلامي.
ولكن يبدو أن ما تعلمناه وقرأنا عنه، وما شاهدناه واستمعنا إليه، طوال السنوات الماضية، أصبح محل شك واختلاف، ليس في علم الكيمياء، ولكن في شخصية «جابر بن حيان» ووجوده أصلا..!! وهذا ما يدور اليوم في الأوساط الإعلامية والمنابر العربية.
تذكرت هذا السجال الدائر اليوم، مع حالة الأسرى الفلسطينيين الذين يتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، بالمقارنة مع حالة الأسرى الإسرائيليين الذين تم إطلاق سراح مجموعة منهم في الأسر، وكيف هي الحالة المزرية والتعذيب الوحشي الذي يشكو منه الفلسطينيون، فيما الحالة الإنسانية للأسير الإسرائيلي تختلف اختلافا كبيرا في حسن التعامل، وهذا بشهادة الإسرائيليين أنفسهم، الأمر الذي دعا السلطات الإسرائيلية الى منع أسراها المفرج عنهم من التصريح والحديث للوسائل الإعلامية.
تلك الحالة المأساوية للأسير الفلسطيني المفرج عنه، يصاحبها تصريحات إعلامية إسرائيلية تدعي بأنها تراعي وتلتزم بحقوق الإنسان، وبأن قرار إطلاق سراح السجناء والأسرى يأتي من منطلق إنساني، وهي تتحمل ضغوطا داخلية من شخصيات في الحكومة الإسرائيلية التي تطالب بقتل السجناء الفلسطينيين والتخلص منهم، بدلا من توفير الأكل والشرب والرعاية لهم، مما يكلف الميزانية الإسرائيلية.
هذا الحديث الإسرائيلي «المتبجح»، لا ينطلي على أي عاقل، ولا يصدقه أي انسان، بل ولم يغير من موقف المجتمع الدولي وشعوب العالم من الجرائم الإسرائيلية، وتجاوزاتها وخرقها القانون الدولي الإنساني، كما ولا يرتقي الى أن يكون محلا للجدال والنقاش كما هو الحاصل حول «شخصية جابر بن حيان».
ولعل ما تابعه العالم مؤخرا من مشهد مأساوي مؤلم، في قيام الجيش الإسرائيلي بإطلاق كلب بوليسي على مسنة فلسطينية، لإخراجها عنوة من منزلها، في مخيم جباليا، بجانب ربط شاب فلسطيني فوق مركبة للجيش الإسرائيلي والسير به في الشوارع، وكذلك صورة الأسير الفلسطيني «جاحظ العينين»، بسبب تعرضه إلى صدمة نفسية قوية خلال اعتقاله في سجون الاسرائيلية، وحالة الذهول الكامل، وملامح الاضطراب النفسي الحاد .. تشكل جزءا بسيطا من الجرائم الإسرائيلية اليومية، في حين يؤكد بعض الساسة الأجانب وخاصة في أمريكيا، أن ما تقوم به إسرائيل دفاع مشروع عن النفس لا يتجاوز حقوق الإنسان، وكأن العالم كله أصيب بمرض الزهايمر حتى ينخدع بتلك التصريحات المستفزة.
مؤخرا لاحظت الجماهير الكروية، أن المنتخب الإنجليزي لكرة القدم وخلال مشاركته حاليا في بطولة نهائيات كأس أمم أوروبا، ومن قبلها كذلك في عدد من المباريات، يحرص على أن يقوم لاعبوه بلبس قمصان تحمل أسماء كل لاعب في الشوط الأول من المباراة، ولكن في الشوط الثاني يقوم لاعبو المنتخب الإنجليزي بلبس قمصان جديدة، لا تحمل أسماء اللاعبين.. وحينما سأل المنتخب الإنجليزي عن السبب؟ قال: إن ذلك بهدف زيادة الوعي بمرض الزهايمر، كمبادرة حضارية وإنسانية جميلة.
ومع الجدل الحاصل في حقيقة شخصية «جابر بن حيان».. ومع تغير قصمان المنتخب الانجليزي لزيادة الوعي بمرض الزهايمر.. أصبح لزاما علينا أن نؤكد أن الجرائم الإسرائيلية المستمرة، حقيقة دامغة، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، المصاب بالزهايمر والتصريحات الوهمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك