وقت مستقطع
علي ميرزا
بريزارد «ذا بيست»
عرفت جائزة أفضل لاعب في دوري الأمم للكرة الطائرة طريقها الصحيح عندما أعطيت مع مرتبة الشرف لصانع ألعاب منتخب فرنسا «أنتوني بريزارد» الحائز مع منتخبه لقب البطولة التي أقيمت نهائياتها في بولندا.
قال المفكر المصري الراحل سلامة موسى في أحد إصداراته: «كل ما هو فرنسي فهو أنيق»، ولا يختلف اثنان من الذين تابعوا منافسات دوري الأمم أن «بريزارد» كان يقف وراء أناقة منتخب الديوك، وألفنا أن س أو ص من صانعي اللعب يحصل على جائزة أفضل لاعب في بطولة ما، ولكن أن يحصل الفرنسي «بريزارد» على جائزة أفضل لاعب في البطولة متجاوزا بقية اللاعبين في مختلف المراكز فهذا دليل دامغ على قيمة وقامة هذا اللاعب من جهة. ومن جهة أخرى لفتت الجائزة إلى أن مركز صناعة اللعب له قيمته الفنية التي تضاهي قيمة أي مركز آخر، إن لم تتفوق عليه.
وفي لقاء المنتخبين الفرنسي والإيطالي في الدور ربع النهائي من دوري أمم الطائرة، خالف «بريزارد» بل فاجأ كل من في الصالة، وليس المنتخب الإيطالي وحده، وكان هناك تداول للكرة بشكل جميل بين المنتخبين في أحد أشواط المباراة، وجاءت كرة سهلة للمنتخب الفرنسي، وتوقع الجميع أن يستثمر «بريزارد» خياراته الهجومية وما أكثرها، غير أنه بحنكة صانع اللعب وموهبته، بدلا من كل ذلك قام بإسقاط الكرة على طريقته، وترك لاعبي إيطاليا مشدوهين، ولم يحركوا ساكنا، بينما ضجت الصالة من الحاضرين بالتصفيق للعبة، فالمباغتة هي من صفات صانعي الألعاب البارزين، وهو من طينة صانعي اللعب الغامضين الذين دائما ما تكون ألعابهم غير مكشوفة، وغير متوقعة وغير مقروءة للمنافس والخصم، وفوز ديوك فرنسا بلقب الدوري الأوروبي وراءه أسرار جمة، و«بريزارد» أحد الأسرار بل في مقدمتها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك