الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
سقيا الماء.. وتوصيل الطلبات
أول السطر:
لا تزال العديد من محطات «النقل العام» تفتقد أبسط أمور الراحة والسلامة، وحتى «مظلة» عن الشمس، لن نقول «غرفا مكيفة ولا إنترنت»، فتلك أمور قد تعتبر من الرفاهية أمام غياب الأساسيات، في ظل اشتداد حرارة فصل الصيف.. عن تطوير «النقل العام» أتحدث.
سقيا الماء.. وتوصيل الطلبات:
أعرف بيوتا بحرينية، تحرص على توفير «مياة باردة للشرب» وتعطيها لموظف توصيل الطلبات عند استلام الوجبات أو أي طلب من منطلق إنساني وديني رحمة بذلك الشخص الذي قام بتوصيل الطلب في هذه الأجواء الحارة.
أعرف شبابا بحرينيين، رجالا ونساء، يحرصون على وضع «كارتون المياه» في سياراتهم، وتوزيعها على العمال في الشوارع والطرق العامة، من باب الصدقة الجارية في ثوابهم، أو ثواب والديهم.
أعرف أسرا وعائلات بحرينية، وحتى أشخاصا متطوعين، يتبرعون بالمياه للمساجد والمقابر، أو تخصيص ماء سبيل في منازلهم، أو التبرع لبناء أو حفر بئر ماء بالخارج، من منطلق الإحسان والعمل الخيري، عملا بقول الرسول الكريم: ((خير الصدقة سقيا الماء)).
تذكرت كل ذلك، وأنا أرى حالة عمال توصيل الطلبات حينما يناشدون أصحاب المنازل بإعطائهم «كأس ماء» جراء ما يتعرضون له من أخطار الإجهاد الحراري وضربات الشمس خلال العمل في الصيف.. وتذكرت كذلك قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس المباشرة وفي الأماكن المكشوفة، خلال فترة الظهيرة من الساعة 12 ظهراً وحتى الساعة 4 عصراً.. في حين أن دولا كثيرة ذهبت إلى أكثر من ذلك.
ففي أبوظبي تم إطلاق مبادرة نوعية تتمثل في توفير استراحات مغطاة لسائقي الدراجات النارية العاملين في قطاع التوصيل في مراكز التسوق.. ودولة الكويت أعلنت حظر عمل دراجات توصيل الطلبات يومياً من الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة 4 عصراً خلال فصل الصيف، حرصاً على سلامة سائقي الدراجات، وتخفيف الازدحامات المرورية في فترة الظهيرة.
صحيح أن سائقي الدراجات في توصيل الطلبات يمارسون مخالفات مرورية مزعجة للناس، والجهات المختصة تخالف كل من يتجاوز، ولكن من الأهمية بمكان كذلك مراعاة سائقي الدراجات خلال فترة الصيف، وهنا تأتي مسؤولية شركات توصيل الطلبات، والجهات المعنية بمراقبة أعمالها، وضرورة حسن التعامل وتطبيق الاجراءات، إنسانيا وقانونيا.
مملكة البحرين تحقق مراكز متقدمة دوليا في حقوق الانسان، وفي حقوق العمال، وفق منظومة تشريعية وإجرائية وقضائية، ونالت الإشادة العالمية، وأصبحت نموذجا رائدا في هذا المجال.. والثقافة الوطنية والمجتمعية الأصيلة النابعة من القيم الإسلامية والإنسانية تعزز وترسخ كل الممارسات الإيجابية.. لذا لزم التنويه.
آخر السطر:
عدد ضبطيات المخدرات في العام الماضي بلغ (1460) قضية، منها (1022) داخل البلاد، و(248) في المنفذ البري، و(196) في المنفذ الجوي، وقضية (1) في المنفذ البحري، و(3) قضايا في البحر، وفي النصف الأول من العام الجاري تم ضبط (825) قضية مخدرات.. تحية لرجال مكافحة المخدرات، ونسأل الله الأمن والسلامة للبلاد والعباد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك