العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٢ - الجمعة ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرياضة

نهر السين على «ضفتي» نقيض

الخميس ٢٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

باريس‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نهر‭ ‬السين‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬معالم‭ ‬الاستقطاب‭ ‬في‭ ‬أولمبياد‭ ‬باريس‭ ‬هذا‭ ‬الصيف،‭ ‬لكنه‭ ‬على‭ ‬‮«‬ضفتي‮»‬‭ ‬نقيض‭ ‬لأن‭ ‬عوامل‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة،‭ ‬التلوّث‭ ‬والمخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬تزيد‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬دوره،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬من‭ ‬الألعاب‭ ‬الصيفية‭.‬

ويحتضن‭ ‬الممرّ‭ ‬المائي‭ ‬الشهير‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬يوليو،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬لأنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تفتتح‭ ‬فيها‭ ‬الألعاب‭ ‬الصيفية‭ ‬خارج‭ ‬الملعب‭ ‬الرئيس‭.‬

كما‭ ‬سيستضيف‭ ‬السين‭ ‬سباقات‭ ‬السباحة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬المفتوحة‭ ‬وجزءا‭ ‬من‭ ‬سباق‭ ‬الترياثلون‭.‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬العد‭ ‬العكسي‭ ‬لانطلاق‭ ‬الألعاب،‭ ‬يتدفّق‭ ‬النهر‭ ‬حالياً‭ ‬بسرعة‭ ‬كبيرة‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إجراء‭ ‬التدريبات‭ ‬عليه،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التلوث‭ ‬فيه‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بإجراء‭ ‬فاعليات‭ ‬رياضية‭.‬

وبسبب‭ ‬قوّة‭ ‬التيارات‭ ‬المائية‭ ‬التي‭ ‬خالفت‭ ‬التوقعات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬ألغى‭ ‬المنظمون‭ ‬الإثنين‭ ‬أول‭ ‬جلسة‭ ‬تدريب‭ ‬كاملة‭ ‬لحفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬بمشاركة‭ ‬جميع‭ ‬القوارب‭ ‬النهرية‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ ‬85‭ ‬والتي‭ ‬ستحمل‭ ‬الرياضيين‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬المسار‭ ‬الممتد‭ ‬ستة‭ ‬كيلومترات‭.‬

وقال‭ ‬جان‭- ‬ماري‭ ‬موشيل،‭ ‬المتخصّص‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬المياه‭ ‬وتوزيعها‭ ‬فوق‭ ‬الأرض‭ ‬وصفاتها‭ ‬وخصائصها‭ ‬الطبيعية‭ ‬والكيميائية‭ ‬وتفاعلها‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬والكائنات‭ ‬الحية،‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التدفّق‭ ‬سريعاً‭ ‬جداً،‭ ‬سيشكل‭ ‬مشكلة‭ ‬خطيرة‭ ‬لحفل‭ ‬الافتتاح‮»‬‭.‬

وبعد‭ ‬أسابيع‭ ‬من‭ ‬الطقس‭ ‬الماطر‭ ‬غير‭ ‬الاعتيادي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬أصبح‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬نهر‭ ‬السين‭ ‬مرتفعاً‭ ‬على‭ ‬ضفتيه،‭ ‬وبلغ‭ ‬التدفق‭ ‬الجمعة‭ ‬500‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬الثانية،‭ ‬أي‭ ‬أعلى‭ ‬بقرابة‭ ‬أربع‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬المعتاد‭ ‬في‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭.‬

الأمطار‭ ‬ومشكلة‭ ‬التلوث‭ ‬

كما‭ ‬تسبّبت‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬في‭ ‬شهري‭ ‬مايو‭ ‬ويونيو‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬تلوّث‭ ‬كبيرة‭.‬

وأنفقت‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬1.4‭ ‬مليار‭ ‬يورو‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬لمحاولة‭ ‬تنظيف‭ ‬النهر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬نظام‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بناء‭ ‬مرافق‭ ‬جديدة‭ ‬لمعالجة‭ ‬المياه‭ ‬وتخزينها‭.‬

لكن‭ ‬تأثير‭ ‬العواصف‭ ‬الكبيرة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬التي‭ ‬يعود‭ ‬تاريخ‭ ‬بعضها‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬ما‭ ‬يؤدّي‭ ‬إلى‭ ‬تصريف‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬غير‭ ‬المعالجة‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬النهر‭.‬

وأظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاختبار‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬الجمعة‭ ‬أن‭ ‬مستويات‭ ‬بكتيريا‭ ‬الإشريكية‭ ‬القولونية‭ (‬إي‭ ‬كولاي‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬بكتيريا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مادة‭ ‬برازية،‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أعلى‭ ‬بمرتين‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬الأقصى‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬للسباحة‭ ‬الأولمبية‭.‬

وقال‭ ‬مارك‭ ‬غيوم،‭ ‬كبير‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬باريس،‭ ‬للصحفيين‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬جودة‭ ‬المياه‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬متفائل‭ ‬بأن‭ ‬الطقس‭ ‬الصيفي‭ ‬الجاف‭ ‬سيحل‭ ‬المشكلة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬القراءات‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬سنحصل‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الصيف‮»‬‭.‬

واضطرت‭ ‬رئيسة‭ ‬بلدية‭ ‬باريس‭ ‬آن‭ ‬هيدالغو‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬أماكن‭ ‬عامة‭ ‬للسباحة‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬العام‭ ‬المقبل،‭ ‬إلى‭ ‬تأجيل‭ ‬نزولها‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬النهر‭ ‬الأحد‭ ‬لإثبات‭ ‬نظافته،‭ ‬واعدة‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬يوليو،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬معدودة‭ ‬من‭ ‬افتتاح‭ ‬الألعاب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا