العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

إحياء «الفن الشعبي».. في المحرق

ذات‭ ‬يوم،‭ ‬قال‭ ‬كرافيي‭ ‬داركوس،‭ ‬مدير‭ ‬المعاهد‭ ‬الفرنسية‭: ‬‮«‬في‭ ‬سياق‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية،‭ ‬فإن‭ ‬بلدنا‭ ‬سيعوِّض‭ ‬تراجعه‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬الصناعي‭ ‬عبر‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نفوذه‭ ‬الثقافي‭.. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‭ ‬ليست‭ ‬ترفاً،‭ ‬بل‭ ‬رهان‭ ‬حيوي‮»‬‭.‬

في‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬وإنفاذاً‭ ‬للأمر‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين،‭ ‬وإحياء‭ ‬قصر‭ ‬عيسى‭ ‬الكبير‭ ‬وتطوير‭ ‬المحرق،‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬هويتها‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية،‭ ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بزيارة‭ ‬إلى‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬وإطلاق‭ ‬خطة‭ ‬تطوير‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬وتفعيل‭ ‬خطة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين‭. ‬

وفي‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬تفضل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬باستقبال‭ ‬وزيرة‭ ‬الإسكان‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬على‭ ‬جلالته‭ ‬مستجدات‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭ ‬لمباني‭ ‬ومدن‭ ‬البحرين،‭ ‬وإحياء‭ ‬قصر‭ ‬عيسى‭ ‬الكبير‭ ‬وتطوير‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬بما‭ ‬يحفظ‭ ‬هويتها‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية‭.‬

ومع‭ ‬الجهود‭ ‬الكريمة‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية،‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬تضمين‭ ‬إحياء‭ ‬دور‭ ‬الفن‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬العام،‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬صور‭ ‬وملامح‭ ‬التاريخ‭ ‬الوطني،‭ ‬واعتبار‭ ‬الفن‭ ‬من‭ ‬‮«‬القوة‭ ‬الناعمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭. ‬

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ (‬أكد‭ ‬عراقة‭ ‬‮«‬المحرق‮»‬‭ ‬وأصالة‭ ‬أهلها‭ ‬وعطاءهم‭ ‬المتواصل،‭ ‬والدور‭ ‬المشهود‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬التاريخية،‭ ‬وما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬تراثها‭ ‬الإنساني‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬حضارية‭ ‬وثقافية‭ ‬أصيلة‭).. ‬ونتصور‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الفن‭ ‬الشعبي‮»‬‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬الواجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬وإحياؤه‭.‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يزخر‭ ‬به‭ ‬تاريخ‭ ‬مدينة‭ ‬المحرق‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬دور‭ ‬وبيوت‭ ‬للفنون‭ ‬الشعبية‮»‬،‭ ‬وارتباط‭ ‬ذلك‭ ‬بأسماء‭ ‬وشخصيات‭ ‬فنية‭ ‬بحرينية،‭ ‬نتمنى‭ ‬من‭ (‬محافظة‭ ‬المحرق‭) ‬دعم‭ ‬فكرة‭ ‬تضمين‭ ‬إحياء‭ ‬الفن‭ ‬الشعبي‭ ‬وتوثيق‭ ‬تاريخه‭ ‬الكبير،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية،‭ ‬وإنشاء‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬للفن‭ ‬الشعبي‮»‬‭ ‬يوثق‭ ‬ويؤرخ‭ ‬مسيرة‭ ‬الفنون‭ ‬الشعبية،‭ ‬وسيرة‭ ‬الفنانين‭ ‬الأوائل،‭ ‬واستثمار‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬والسياحي،‭ ‬وفي‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬الثقافية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تفتخر‭ ‬وتعتز‭ ‬بها‭ ‬الدول‭.‬

نثق‭ ‬تمام‭ ‬الثقة‭ ‬بأن‭ ‬العم‭ ‬الفاضل‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬هندي‭ ‬المناعي‮»‬‭ ‬محافظ‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬وهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬تحقيق‭ ‬الفكرة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والثقافية،‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬خصوصا،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عموما‭.. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المحرق‭ ‬تضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬المهتمة‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والفن،‭ ‬مثل‭ ‬الأستاذ‭ ‬العزيز‭ ‬مبارك‭ ‬عمرو‭ ‬العماري،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والفنانين،‭ ‬وتضم‭ ‬المحرق‭ ‬بيوتا‭ ‬تراثية‭ ‬لعائلات‭ ‬كريمة،‭ ‬مثل‭ ‬بيت‭ ‬جمشير‭ ‬وغيره،‭ ‬ودار‭ ‬جناع،‭ ‬وسوق‭ ‬القيصرية،‭ ‬وقلعة‭ ‬حالة‭ ‬بو‭ ‬ماهر،‭ ‬ومدرسة‭ ‬الهداية،‭ ‬وطريق‭ ‬اللؤلؤ‭.. ‬وغيرها‭.‬

في‭ ‬عام‭ ‬1961م‭ ‬سُأل‭ ‬الشاعر‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬كارل‭ ‬ساندبيرغ‮»‬‭: ‬من‭ ‬الأهم‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬أم‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬هارفارد»؟‭.. ‬فأجاب‭: ‬إن‭ ‬‮«‬هوليوود‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬نظافة‭ ‬‮«‬هارفارد‮»‬،‭ ‬ولكنها‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬أقدر‭ ‬من‭ ‬‮«‬هارفارد‮»‬‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أمد‭ ‬بعيد‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا