الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
إحياء «الفن الشعبي».. في المحرق
ذات يوم، قال كرافيي داركوس، مدير المعاهد الفرنسية: «في سياق أزمة اقتصادية عالمية، فإن بلدنا سيعوِّض تراجعه النسبي في التنافس الصناعي عبر الحفاظ على نفوذه الثقافي.. ذلك أن الدبلوماسية الثقافية ليست ترفاً، بل رهان حيوي».
في أكتوبر الماضي، وإنفاذاً للأمر الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء قصر عيسى الكبير وتطوير المحرق، بما يحفظ هويتها التاريخية والثقافية، قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بزيارة إلى محافظة المحرق، وإطلاق خطة تطوير مدينة المحرق وتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين.
وفي الأسبوع الماضي تفضل حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، باستقبال وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني، التي عرضت على جلالته مستجدات تنفيذ مشروع المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإحياء قصر عيسى الكبير وتطوير مدينة المحرق بما يحفظ هويتها التاريخية والثقافية.
ومع الجهود الكريمة في المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية، نجد من المناسب تضمين إحياء دور الفن الشعبي في المشروع الوطني العام، باعتباره من أبرز صور وملامح التاريخ الوطني، واعتبار الفن من «القوة الناعمة» في كل مجتمع.
جلالة الملك المعظم (أكد عراقة «المحرق» وأصالة أهلها وعطاءهم المتواصل، والدور المشهود في مسيرة البحرين التاريخية، وما يزخر به تراثها الإنساني من مكونات حضارية وثقافية أصيلة).. ونتصور أن «الفن الشعبي» من التراث الوطني والإنساني الواجب المحافظة عليه وإحياؤه.
من هذا المنطلق، وفي ظل ما يزخر به تاريخ مدينة المحرق من وجود «دور وبيوت للفنون الشعبية»، وارتباط ذلك بأسماء وشخصيات فنية بحرينية، نتمنى من (محافظة المحرق) دعم فكرة تضمين إحياء الفن الشعبي وتوثيق تاريخه الكبير، من خلال مشروع المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية، وإنشاء «معهد للفن الشعبي» يوثق ويؤرخ مسيرة الفنون الشعبية، وسيرة الفنانين الأوائل، واستثمار ذلك في النشاط الثقافي والسياحي، وفي تعزيز دور «الدبلوماسية الثقافية» التي تفتخر وتعتز بها الدول.
نثق تمام الثقة بأن العم الفاضل «سلمان بن عيسى بن هندي المناعي» محافظ محافظة المحرق، بالتعاون مع وزارة الإسكان وهيئة البحرين للثقافة والآثار، قادر على دعم تحقيق الفكرة، وتعزيز المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية، في المحرق خصوصا، ومملكة البحرين عموما.. كما أن المحرق تضم العديد من الشخصيات المهتمة بالتاريخ والفن، مثل الأستاذ العزيز مبارك عمرو العماري، والكثير من الباحثين والفنانين، وتضم المحرق بيوتا تراثية لعائلات كريمة، مثل بيت جمشير وغيره، ودار جناع، وسوق القيصرية، وقلعة حالة بو ماهر، ومدرسة الهداية، وطريق اللؤلؤ.. وغيرها.
في عام 1961م سُأل الشاعر الأمريكي «كارل ساندبيرغ»: من الأهم «هوليوود» أم جامعة «هارفارد»؟.. فأجاب: إن «هوليوود» ليست لها نظافة «هارفارد»، ولكنها مع ذلك أقدر من «هارفارد» على الوصول إلى أمد بعيد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك