لدينا الآن وضوح رؤية لكي يظل النظام المصرفي متماسكًا، لأنه كانت هناك خطة موضوعة منذ الأزمة المالية في عام 2008 لترتيب أوضاع تقودنا إلى انهيار مالي هائل مما يمهد الطريق للسماح بوجود نظام اقتصادي مختلف تمامًا والذي سيعتمد على العملة الرقمية التي ستكون بمثابة واقع مرير ولكن بنكهة المنشطات!
أحد الأمور التي تمت الإشارة إليها هو أن قدرة الولايات المتحدة على سداد ديونها (حوالي 35 تريليون دولار دين حكومي فقط) سوف تتضرر بشدة من اختفاء صفقة الدولار النفطي أو البترودولار كعملة تجارية دولية. كيف يمكنك سداد هذا النوع من الديون؟ سيكون الأمر أكثر صعوبة بكثير إذا حدث تغير ما في التفاهم القائم الذي يجعل الدولار العملة الأساسية المستخدمة في تجارة النفط العالمية.
وفيما يبدو نحن نتعامل مع واقع عالمي يسيطر عليه سياسيون يعملون من أجل تمثيل مصالح الدولة العميقة، وبالتالي، هناك حكومات وسياسيون غربيون يتخذون القرارات لتفكيك الغرب الراهن بشكل منهجي، من حيث القوة المالية والعسكرية، وكل ذلك.
فهل سوف نشهد تفكيك الغرب من الداخل على يد هؤلاء السياسيين الذين تم تعيينهم من قبل النخبة العالمية. يمكنك أن ترى أحد جوانب ذلك من خلال المنتدى الاقتصادي العالمي والقادة الشباب الذين أصبحوا فيما بعد قادة الدول الغربية وبعض الدول غير الغربية أيضًا.
الأمر لا يتعلق بالحكومات الوطنية، بل يتعلق بأولئك الذين يسيطرون على صناعة القرار في الغرب. فماذا سيحدث إذا تراجعت سيطرة الدولار على سوق النفط العالمية، ستكون التداعيات هائلة من حيث الكيفية التي ستسير بها الاقتصادات العالمية والغربية. من هنا أصبحت البنوك تتمسك بمكانتها في الوقت الحالي. الاقتصاد العالمي، وليس أقله الاقتصاد الأمريكي، يشبه بتلك الشخصيات السينمائية التي تطارد بعضها البعض، وهم يركزون بشدة على مطاردة كل منهم الآخر ولا يدركون أنهم يركضون إلى نهاية غير معلومة، وحتى إلى ما بعد نقطة تجاوز الحافة وهم يتقدمون للأمام بالرغم أن هناك هواء نقيا تحتها، وفي النهاية ينظر أحدهم إلى الأسفل، وقد يسقطون في النهر. هكذا يبدو الاقتصاد العالمي القائم على الثقة.
ما قيمة الدولار؟ إنها قطعة من الورق عليها بعض المطبوعات، لكن قيمته هو ما يدركه الناس من قيمته الفعلية في المعاملات! إذا كنت تعتقد أنها تستحق الكثير من المال، فسوف ستستثمر في هذا الواقع. حتى لو كنت تعتقد أنه يقترب من نهاية حقبة تاريخية، لأنه إذا هبطت قيمة الدولار فهو آخر شيء ستشتريه إذا انخفض سعره. وبما أن النظام المصرفي يمر بالفعل بحالة متأرجحة، وخاصة في أمريكا، وليس فقط في أمريكا أيضاً، فماذا ستكون النتيجة؟ سوف يتفاقم هذا الوضع باتجاه احتمالات مفتوحة!
أعتقد أننا سنشهد تطورات في الأشهر القادمة، قد تشهد إفلاس بعض البنوك عالمياً، وربما ستبدأ من خلال بعض البنوك الصغيرة. في حالة التضخم وارتفاع الأسعار وحدوث أي تراجع في قيمة الدولار، كلما فقد الدولار قيمته، قلّت قدرته على الشراء، وستكون هناك حاجة إلى المزيد من الدولارات لشراء ما اشتريته من قبل، وهذا بعض مظاهر ما يسمى بالتضخم!
في هذه الحالة قد نشهد بروز قوة الشرق وبداية تراجع في قوة الغرب مالياً، وفي كل المجالات الأخرى أيضاً. العقوبات التي فرضت على روسيا هي مثال آخر، لأنها لم تكن عقوبات على روسيا على الإطلاق، بل كانت عقوبات على اقتصادات الغرب أيضا!
هذه العقوبات التي رفعت أسعار الطاقة وساعدت على تغذية التضخم! وكل ما فعلته، من وجهة النظر الروسية أنها ساعدت على الاقتراب أكثر من الصين، بدأت دول مثل الصين والهند في سد الفجوات التي كان الغرب يملؤها من قبل، من حيث شراء الطاقة الروسية والسلع الأخرى كذلك ساعدت على تقوية تحالف البريكس أكثر فأكثر!
لقد فرضوا عقوبات على روسيا، لكن هذا أحدث خسائر في الغرب! قد يتساءل البعض ويقول «كيف نفهم ذلك؟»، أعتقد أنكم تفهمون بالفعل ما هي الخطة ولماذا تم تنفيذها! لا يهم إذا كان ترامب أو بايدن أو أي حزب سياسي حاكم. إنهم مجرد دمى يتم تحريكها من قبل النخبة العالمية! هذا وضع عالمي ولعبة إدراكية. من المضحك أن هناك طرفين يقاتلان بعضهما البعض بينما هناك في الواقع طرف واحد يستهدفك أنت!
لنحاول معرفة النتيجة، ومتابعة الرحلة. والنتيجة هي أولاً: هناك مجموعة سكانية يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي ويتم التحكم فيها بشكل أكبر بواسطة عملة رقمية تسمح للنظام المالي بتحصيل الغرامات وأي شيء يريدونه من حسابك المصرفي بحسب الرغبة.
وثانياً: سوق العمل المتضرر بواسطة الذكاء الاصطناعي الذي يقود الناس إلى أن يصبحوا تحت سيطرة «الدخل المضمون»، وهو «الدخل الأساسي الشامل» والذي سيكون مبلغًا زهيدًا، وإذا لم تقبله، فستكون هناك عواقب فيما يتعلق بكيفية العيش والذهاب لوضع الطعام على الطاولة. إذا كنت تريد التحدث علنًا عن الدخل الأساسي الشامل، فربما سيتم السماح بذلك، وسوف تفقد الدخل الأساسي الشامل الخاص بك، لأنه لا يمكنك تحدي السلطات العالمية المهيمنة والحصول عليه في الوقت نفسه. فكيف سيكون الوضع في ظل هذه الأجواء والتحدي المطروح كيف يمكننا التخفيف من آثار وتداعيات تلك الخطة؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك