الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تحويل ميزانيات «اليوبيل الفضي» .. درس ملكي رفيع
يأتي التوجيه الملكي السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، والذي أعلنه معالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي، بتحويل جميع الميزانيات المخصصة من قبل الجهات الرسمية للاحتفالات بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم، إلى الجمعيات والصناديق الخيرية، ليؤكد الرؤية الحكيمة والمنهجية الرفيعة، في دعم الجهود الخيرية والإنسانية في البلاد.
كما أن إسناد هذه المهمة الوطنية إلى المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية يؤكد حرص القيادة الحكيمة على استمرار تقديم الدعم للجمعيات والصناديق الخيرية، للقيام بدورها المسؤول في التنمية المجتمعية، وتعزيز الشراكة المجتمعية، وأهمية العمل الخيري وفق مظلة خيرية جامعة وشاملة.
ومع التفاعل الوطني والمجتمعي الكبير للتوجيه الملكي السامي، أرى أن ثمة رسائل رفيعة ينبغي استثمارها، وإشارات حكيمة يستوجب التقاطها، وتتمثل في أهمية تسخير كافة الجهود والميزانيات والبرامج والفعاليات داخل الوطن والمجتمع.
التوجيه الملكي السامي يجسّد أرقى قيم التراحم والتكاتف المجتمعي، وترسيخ مبادئ البذل والعطاء، والإيثار وتغليب الصالح العام، والاهتمام الكبير بالعمل الخيري المستدام، ودعم وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني والأهلي للنهوض بمسؤولياتها، وتقديم العون والمساعدة لها، للقيام بدورها المحوري، التنموي والمجتمعي.
ولا شك كذلك أن التوجيه الملكي السامي يؤكد اهتمام الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، بتطوير منظومة الدعم الرسمي للعمل الخيري، والشراكة المحورية للجمعيات والصناديق الخيرية للقيام بدورها بكل جد واجتهاد، ومهنية وشفافية.
التوجيه الملكي السامي رسالة واضحة لمؤسسات الدولة بتسخير كافة الجهود لخدمة المواطن.. ورسالة مباشرة للفعاليات ومؤسسات القطاع الخاص لتقديم واجب الخدمة المجتمعية، من أجل المواطن والمجتمع.. فمهما كانت الإنجازات كبيرة، والأرباح مضاعفة، والأعمال متميزة، فهي لا بد أن تصب في مصلحة الوطن والمواطن.
مناسبة «اليوبيل الفضي» مناسبة عظيمة وكبيرة، تؤكد الإنجازات الحضارية التي تحققت ولا تزال في العهد الزاهر والمسيرة التنموية الشاملة في المسارات كافة، إلا أن حكمة جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، أرادت أن ترسخ نقطة بالغة الأهمية، وهي خدمة الوطن والمواطن، وتوجيه الموارد والجهود والامكانيات للعمل الوطني، وتضع المواطن دائما في قمة أولويات عملها ونهجها، وفي جميع مشاريعها وبرامجها.
سيبقى الآن دور المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة، في تحصيل الميزانيات المخصصة، وتحويلها إلى العمل الخيري في الجمعيات والصناديق، تنفيذا للتوجيه الملكي السامي، وفق آليات وإجراءات واضحة، وبرامج تنموية فاعلة.
تحويل ميزانيات اليوبيل الفضي للعمل الخيري.. درس ملكي رفيع.. من أجل الوطن والمواطنين، وفق رسالة إنسانية وثوابت وطنية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك