اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
ذكاء بلا أخلاق
في تجارب الأداء الأخلاقي التي أجريت على أحد نماذج الذكاء الاصطناعي (جي بي تي -4) تم تدريبه على نطاق واسع على البيانات المالية والدردشة، ولاحظ العلماء الخداع الاستراتيجي له حيث لجأ إلى الكذب تحت الضغط، الأمر الذي كشف عن أنماط سلوكية مثيرة للقلق، منها التلاعب والغش تماما مثلما يحدث مع البشر، الأمر الذي دفع ماريوس هويهان الرئيس التنفيذي لشركة «ابولو ريسيرش» إلى التعبير عن قلقه بشأن القدرات الخادعة للجيل القادم.
اليوم أصبح الذكاء الاصطناعي (ايه آي) موجودا في كل مكان، وتحول إلى سلاح ذي حدين، ما أدى الى تضخيم ترسانة مجرمي الانترنت وتأجيج الجرائم الالكترونية، وهو ما أشار اليه مدير فريق البحث والتحليل العالمي بشركة كاسبرسكي حين قال إنه أصبح الآن في متناول أي شخص تقريبا بمن فيهم المستخدمون الشرعيون والجهات الشريرة.
مؤخرا صرح ماسك مالك شركة الفضاء «سبيس اكس» و«منصة اكس» بأن الشركة لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي، وانه على الرغم من اعتقاده بأن أكثر من 99% من الذكاء سيكون في نهاية المطاف رقميا بدلا من البيولوجي، فإنه يرى أن الإصدارات الحالية من أنظمة الذكاء الاصطناعي لم تثبت فائدتها لاحتياجات «سبيس اكس»، مشيرا إلى أنه عند طرح أسئلة عليه حول «مفارقة فيرمي» و«تصميم محرك الصاروخ» و«الكيمياء الكهربائية» كان سيئا، لذلك لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه.
وأضاف ماسك انه حتى ستارلينك -وهي شركة الانترنت عبر الأقمار الصناعية للشركة والمحرك الرئيسي لتقييم «سبيس اكس»- لا تستخدم الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أنه ليس ضد استخدامه، فقط هو لم ير أي فائدة له، مشيرا إلى أنه لا يعرف الدور الذي سيلعبه البشر إذا ثبت صحة نظريته القائلة بأن الذكاء الرقمي سيحل محل العقول البيولوجية، لافتا إلى أهمية أن نبني الذكاء الاصطناعي بطريقة مفيدة للإنسانية، وألا نعلمه الكذب أو قول أشياء زائفة والادلاء فقط بما يعتقد أنه صحيح.
وبعيدا عن مدى مصداقية أو زيف هذا الذكاء الاصطناعي أو ما يسمى الأداء الأخلاقي له، يظل هو الشغل الشاغل للعالم اليوم فيما يتعلق بالذعر من إحلاله محل البشر، وخاصة جيل المستقبل المهدد في رزقه من قبل تلك العقول الآلية.
ويبقى السؤال المطروح على الساحة بقوة هو:
ما هي فائدة الذكاء إذا كان بدون أخلاق؟!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك