بخلاف جنون وشغف الكرة التي تبدأ منذ الصغر، أخذ عدنان العلوي منحنى آخر تمامًا، نحو رياضة ركوب الخيل التي تعتبر من أهم أنواع الرياضة والأكثر جذبًا، وتدرج في حبها وعشقها حتى وصل إلى حد الجنون في ذلك، وبدأ يتحلى بصفات ممارسي هذه الرياضة وهي الصلابة، القوة وهمته العالية والصبر من أجل تحقيق الحلم.
محطات كثيرة مرّ بها الفارس عدنان العلوي في مشواره مع الفروسية وتحديدًا في قفز الحواجز، وقد وصل الآن إلى مرحلة أن يكون فارسًا من جهة وأصغر مدرب بحريني محترف بمنطقة الخليج من جهة أخرى، فضلاً عن تأسيس شركة خاصة له في ألمانيا لتدريب الفرسان والخيول منذ العام 2015. فيما يلقي مقابلة «أخبار الخليج الرياضي» للفارس عدنان العلوي.
-حدثنا عن بداياتك مع الفروسية؟
بدايتي مع الفروسية منذ الصغر عندما كان يصطحبني والدي معه إلى المزرعة التي كان يمتلك فيها خيولًا عربية آنذاك، وكان يركبني مع أخي حتى سن التاسعة، وبعدها تكفل عمي الفارس جعفر العلوي باصطحابي إلى مركز الفروسية وتدريبي يومياً على خيول متدربة لقفز الحواجز وله الفضل الكبير بعد الله سبحانه لتدريبي وتعليمي أسس الفروسية وفن التعامل معها.
-متى بدأت مشاركاتك في البطولات؟
كانت في بطولات قفر الحواجز بالعام 1995، ثم المشاركة في في بطولات القدرة والتحمل بالعام 2000، وبعدها واصلت التدريبات والمشاركات المحلية حتى شاركت في أول بطولة دولية بعمر 18 عامًا، وصولا الى مشاركتي في بطولة الخليج الأولى بالرياض في العام 2013 التي أهلتني للمشاركة في مهرجان ويندسور البريطاني وحققت المركز الخامس كفردي والمركز الثاني مع الفريق العسكري لقوة دفاع البحرين.
-كيف بدأت مسيرتك الاحترافية بالفروسية؟
ابتعثت الى معسكر بلجيكا مع فريق بحريني وذلك بأمر من ملك البحرين ومتابعة مدير الفريق الملكي للقدرة الدكتور خالد حسن، ومن هناك بدأت مسيرة الاحتراف الرياضي، حيث عملت رسميًا بعقد وتأشيرة عمل كمدرب خيول في مركز إنتاج للخيول في ألمانيا، وكنت أول بحريني يخطو هذه الخطوة حتى تمكنت من تأسيس شركة خاصة في ألمانيا لتدريب الفرسان والخيول وذلك بالعام 2015 الى يومنا هذا، وفي شهر أبريل 2023 وقعت عقد تدريب في بكين مدة عامًا واحدًا، وأنا اول بحريني وعربي يحصل على فرصة الاحتراف والتدريب في الصين وكانت تجربة أكثر من ناجحة وحققت فيها نتائج ممتازة مع الفرسان وأيضا حققت المركز الثالث في بطولة بكين الوطنية.
- ما أبرز البطولات التي شاركت بها؟
شاركت في بطولات محلية ودولية واقليمية، أبرزها بطولة نهائي كأس الأمم في برشلونة بالعام 2021، أسياد جاكرتا عام 2018، بطولة آسيا الدولية بالعام 2019 في تايلاند وحققت المركز الرابع عشر في الفردي، مهرجان ويندسور البريطاني برعاية مملكة البحرين والمشاركة في شوط الجائزة الكبرى لبطولة 5 نجوم مع نخبة فرسان العالم عام 2019، بطولة الخليج الأولى عام 2013 وبطولات جولات كأس العالم من سنة 2020 حتى العام 2024.
- ما الجوائز التي حصلت عليها ؟
لا يسعني الصراحة حصر الجوائز لأنها كثيرة، وأنا أشارك في بطولات قفز الحواجز من العام 1995 حتى يومنا هذا ولله الحمد والشكر، وشاركت في عدة دول منها البحرين، السعودية، الكويت، الصين، إندونيسيا، تايلاند، بلجيكا، ألمانيا، فرنسا، هولندا، بولندا، اسبانيا، إنجلترا، لوكسمبورغ.
- ما أهم جائزة بالنسبة لك؟
أهم جائزة كانت حصولي على المركز السادس من بين نخبة وأفضل فرسان العالم في بطولة ويندسور الدولية لخمس نجوم العام 2021، ومن بعدها تشرفت بالمشاركة في البطولات الدولية بشعار فكتوريس لفريق سمو الشيخ ناصر بن حمد وحققت المركز الثالث في بطولة بلجيكا الدولية المصنفة 3 نجوم وجوائز عديدة تلتها في بطولات وطنية ودولية.
- ما الصعوبات التي واجهتها في ركوب الخيل؟
أهم الصعوبات تكمن في الخيول المناسبة والمتدربة، فكنا نملك خيول غير متدربة لمجال قفز الحواجز ونقوم بتدريبها والمشاركة عليها، وهذا ما يؤخر مسيرة الفرسان في الدول العربية وحتى الآسيوية لعدم توفر الخيول الجيدة للتدريب أو المشاركة على المستوى العالي.
- كم ميدالية ذهبية حصلت عليها؟
رياضة قفز الحواجز رياضة تختلف عن باقي الرياضات، فنحن نشارك في بطولات محلية ودولية بشكل أسبوعي وعلى مدار العام، ولا يمكنني الصراحة عدها لأنها تختلف عن بطولة كأس العالم أو الأولمبياد او الأسياد التي تعتبر حلم لكل فارس أو رياضي بالحصول على ميدالية، عدا ذلك فهي بطولات أسبوعية ومختلفة.
- هل أثرت المخاوف عليك خلال ممارسة ركوب الخيل؟
الحمد لله لم يكن هناك أي مخاوف أو شك من قبل أو خلال ممارسة الفروسية.
- ما المواقف التي صادفتك في الفروسية؟
موقف إصابة كسر يدي في بطولة الرياض الدولية في الشوط المؤهل لنهائي كأس العالم ضمن الدوري العربي، وكانت حظوظي كبيرة للتأهل لوجودي في مركز متقدم مع جاهزية فرسي والمستويات التي قدمتها في أشواط كاس العالم قبل الإصابة، ولكن قدر الله وما شاء فعل.
- بحكم عمرك تعتبر أصغر مدرب بحريني محترف.. ماذا يعني لك؟
الاحتراف كان شغف من الصغر، فكنت كثير الاطلاع والدراسة في جميع الأمور المتعلقة برياضة قفز الحواجز حتى تمكنت بفضل الله سبحانه باحتراف مهنة التدريب واكتساب المعرفة والخبرة العملية، وهذا يعني لي الكثير وخصوصًا بعد النجاح في مسيرة التدريب بألمانيا مرورًا بالصين والآن في دولة الكويت.
- حدثنا عن تعاقد نادي المسيلة الكويتي معك؟
إدارة نادي المسيلة تواصلوا معي في شهر يونيو العام الماضي للتعاقد معي وتدريب الفريق ولكن كنت مرتبط بعقد مع نادي فيلكس الصيني للفروسية، وبعد تواصل رئيس مجلس إدارة النادي السيد بدر الميلم، قررت فسخ التعاقد مع النادي الصيني وتوقيع العقد مع النادي الكويتي في شهر اكتوبر 2023 ويمتد لـ 5 أعوام مقبلة.
- وما التطور الذي حدث في النادي الكويتي خلال فترة قضائك معهم؟
أنا حاليا أشغل منصب مدير النادي ومدرب الفريق الاول، وبفضل الله سبحانه ثم ثقة مجلس الإدارة وتعاون الفرسان حدثت طفرة جديدة في نادي المسيلة بعد سنوات طويلة ابتعد فيه عن المنصات، إذ حققنا مراكز أولى عديدة، والأهم أيضًا استطعنا تصعيد فرسان من مستويات صغيرة إلى مستويات متوسطة ومتقدمة، وزيادة الفرسان المشاركين في البطولات الى عدد 36 فارسا بعد ما كان العدد لا يتجاوز 12 فارسًا.
- هل ترى أن رياضة ركوب الخيل متقدمة في الكويت؟
الكويت مليئة بالمواهب في رياضة القفز على الحواجز، وحصول فارسة الكويت نادية المطوع على ذهبية بطولة الآسياد التاسعة في الهند عام 1982 وحصول الفارس الكويتي علي الخرافي على ذهبية اسياد جاكرتا عام 2018 يعكس مدى التطور واهتمام الاتحاد الكويتي للفروسية برياضة قفز الحواجز والمجتمع الكويتي بركوب الخيل عامة. وعلى سبيل المثال فهناك أكثر من 350 فارسا وفارسة بجميع الأعمار مسجلة في نادي المسيلة بخلاف نادي الكويت ونادي صحاري وأندية أخرى عديدة كلها تعكس تقدم الكويت في رياضة ركوب الخيل.
- ما الصعوبات التي تواجهها خلال فترة التدريب؟
تختلف الصعوبات من دولة الى دولة وكل بيئة ولها ظروفها، مثلاً التدريب في ألمانيا نادرًا ما تكون هناك صعوبات وذلك يعود لتوفر كل الفرص والمقومات المناسبة، خلاف الدول العربية فهناك صعوبة تواجد الخيول المناسبة للمتدربين او قلة البطولات، أما في الصين فكانت اللغة والتعامل مع الفرسان من أكبر الصعوبات التي واجهتها.
- ما طموحك وأهدافك في هذه الرياضة؟
طموحي تحقيق ميدالية في بطولة الأسياد المقبلة والتأهل الى الأولمبياد، وأهدافي في هذا العام بكل تأكيد وضع نادي المسيلة كأفضل نادي بالكويت وتخريج فرسان يمثلون منتخب الكويت للفروسية.
- ماذا منحتك الفروسية في حياتك؟
منحتني الثقة بالنفس والصبر والوصول الى الحلم ممكن، متى ما توفرت العزيمة والإصرار.
- ما نصيحتك إلى كل من يدخل مجال الفروسية؟
الصبر وعدم الاستعجال في الصعود إلى مستوى أعلى أو المشاركة في مسابقات بدون الوصول للجاهزية المطلوبة. حيث الفروسية رياضة تجمع بين المهارات البدنية والعقلية، فلذلك يجب أخذ الوقت الكافي لتعلم كل المهارات.
- من الداعم لك في هذه الرياضية؟
بالرغم من تكلفة هذه الرياضة، فإن أهلي مع بعض أصدقائي هم الداعمون لي طوال مسيرتي فهناك بعض الأصدقاء من خلفي لا يتوانون في دعمي معنويا وحتى مادياً.
- من قدوتك في الرياضة؟
لا يوجد شخص معين، قدوتي كل إنسان تعرفت عليه وترك أثرًا إيجابيًا أو ساعدني على تخطي مرحلة ما في حياتي.
- كلمة أخيرة لك؟
أود أن أشكر الملحق الرياضي لـ«أخبار الخليج الرياضي» على متابعته واهتمامه لي كرياضي بحريني بالخارج، وإلى كل من وقف معي طوال مسيرتي وساعدني للوصول إلى ما وصلت إليه الآن بدون استثناء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك