العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اتجاهات التناول الغربي لـ«منتدى التعاون العربي – الصيني»

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٤ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬30‭ ‬مايو2024،‭ ‬استضاف‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬الشخصيات‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬العاشر‭ ‬لمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭- ‬العربي،‭ ‬بحضور‭ ‬قادة‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬رئيس‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬رئيسا‭ ‬ووزير‭ ‬خارجية‭. ‬احتفى‭ ‬الرئيس‭ ‬شي،‭ ‬بتطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬وتبنى‭ ‬قناعات‭ ‬بالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التمويل،‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬التحليل‭ ‬الغربي‭ ‬للقمة،‭ ‬جرى‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬المسؤولون‭ ‬الصينيون‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬ينتج‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬اصطفاف‭ ‬بكين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭. ‬وسجل‭ ‬المعهد‭ ‬الإيطالي‭ ‬للدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬والدولية،‭ ‬كيف‭ ‬اغتنم‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬أصوات‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وصادف‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬بكين،‭ ‬الذكرى‭ ‬السنوية‭ ‬العشرين‭ ‬لتأسيس‭ ‬منتدى‭ ‬التعاون‭ ‬العربي‭- ‬الصيني،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬في‭ ‬عضويته‭ ‬كافة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وتتم‭ ‬استضافته‭ ‬بالتناوب‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬ودول‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬ريبيكا‭ ‬ريدليش‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى،‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬مصادفة‭ ‬مواكبة‭ ‬استضافة‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬عشرة‭ ‬أضعاف،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأولى‭ ‬لبكين‭ ‬للمشاركة‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭.‬

وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬فإن‭ ‬القمة‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022‭ ‬بالرياض‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وأبحاث‭ ‬السيارات‭ ‬وتنمية‭ ‬السياحة،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬كوسيلة‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأوسع‭ ‬بين‭ ‬الصين،‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭. ‬وبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ -‬التي‭ ‬صرحت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الصينية‭ ‬الرسمية‭ ‬حينها‭ ‬بأنها‭ ‬العمل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الأعلى‭ ‬مستوى،‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬جمهورية‭ ‬الصين‭ ‬الشعبية‭- ‬توسطت‭ ‬بكين‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬السعودية،‭ ‬وإيران،‭ ‬وهي‭ ‬الصفقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اضطراب‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭. ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬ريدليش،‭ ‬فإن‭ ‬حكومة‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ،‭ ‬تواصل‭ ‬الافتخار‭ ‬بها،‭ ‬كعلامة‭ ‬على‭ ‬تأثيرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وفي‭ ‬نسخة‭ ‬2024‭ ‬لـمنتدى‭ ‬التعاون‭ ‬الصيني‭- ‬العربي؛‭ ‬مثل‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ورئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬والرئيس‭ ‬المصري،‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬ورئيس‭ ‬تونس،‭ ‬قيس‭ ‬سعيد،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط،‭ ‬ووزراء‭ ‬خارجية‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬هيمنة‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬الشؤون‭ ‬الإقليمية‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬التسعة‭ ‬الماضية،‭ ‬وفشل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬عدوان‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬أوضحت‭ ‬الصحف‭ ‬العربية‭ ‬والصينية،‭ ‬كيف‭ ‬تبوأت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬جدول‭ ‬الأعمال‭ ‬للحاضرين‭ ‬في‭ ‬المنتدى‭. ‬وأشار‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬قدمت‭ ‬الصين،‭ ‬نفسها‭ ‬كقوة‭ ‬عظمى‭ ‬بديلة،‭ ‬وموضع‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭. ‬وبشكل‭ ‬خاص،‭ ‬تأتي‭ ‬استضافتها‭ ‬للقادة‭ ‬العرب‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬عقب‭ ‬دعوتها‭ ‬بشهر‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬لمسؤولين‭ ‬من‭ ‬حركتي‭ ‬حماس،‭ ‬وفتح،‭ ‬للانخراط‭ ‬فيما‭ ‬وصفته‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية‭ ‬بـالحوار‭ ‬المتعمق‭ ‬والصريح‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬المصالحة‭ ‬الفلسطينية‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬دينغ‭ ‬لي،‭ ‬نائب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الصيني‭ -‬قبيل‭ ‬اجتماع‭ ‬المنتدى‭- ‬على‭ ‬موقف‭ ‬بكين،‭ ‬بشأن‭ ‬ضرورة‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقرار‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬أشارت‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج،‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬إظهار‭ ‬الصين‭ ‬اصطفافها‭ ‬مع‭ ‬شركائها‭ ‬العرب،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬قرارها‭ ‬بشأن‭ ‬غزة‭ ‬سيساعدها‭ ‬على‭ ‬بسط‭ ‬نفوذها‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬كانت‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬ترى‭ ‬فيها‭ ‬شريكا‭ ‬اقتصاديا‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الفوز‭ ‬بحلفاء‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬منافستها‭ ‬العالمية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬تقييمه‭ ‬للوضع‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬الأوسع،‭ ‬رأى‭ ‬جاي‭ ‬بيرتون،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬لانكستر،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬سيساعدها‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ضد‭ ‬الجرائم‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭. ‬وكما‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬عبودة،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المحادثات‭ ‬تقدم‭ ‬لحكومة‭ ‬شي،‭ ‬فرصة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتعزيز‭ ‬سمعتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية؛‭ ‬فإن‭ ‬المنتدى،‭ ‬يخدم‭ ‬بدوره‭ ‬تركيز‭ ‬بكين‭ ‬على‭ ‬تقويض‭ ‬مصداقية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ونفوذها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬مازالوا‭ ‬غير‭ ‬متأكدين‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تصريحات‭ ‬شي،‭ ‬بأن‭ ‬العدالة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تغيب،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السماح‭ ‬للحرب‭ ‬بالاستمرار‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى؛‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬دائم‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراعات‭ ‬الراهنة‭ ‬أم‭ ‬لا‭. ‬وتساءل‭ ‬بيرتون،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬ومصير‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬سيتجلى‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬واضح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬كلام‭ ‬خطابي‭ ‬قوي‭. ‬وردا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬باولو‭ ‬مورسيلي،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الإيطالي‭ ‬للدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬الدولية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بكين‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬التورط‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬وذلك‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬موقفها‭ ‬المتوازن،‭ ‬لـحماية‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬أنها‭ ‬داعم‭ ‬لحقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬المسرح‭ ‬الدولي‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬تطور‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشرين‭ ‬الماضية؛‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬مناقشة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬التعاون‭ ‬المتعلقة‭ ‬بـالتمويل‭ ‬الإنمائي‭ ‬الدولي،‭ ‬وأمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬المتعددة‭ ‬الأطراف‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬مجموعة‭ ‬لينوفو‭ ‬الصينية‭ ‬ببيع‭ ‬ما‭ ‬قيمته‭ ‬ملياري‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬السندات‭ ‬القابلة‭ ‬للتحويل‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادية‭ ‬السعودي،‭ ‬وقيام‭ ‬شركة‭ ‬النفط‭ ‬السعودية‭ ‬أرامكو‭ ‬بمحادثات‭ ‬لشراء‭ ‬حصة‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬بتروكيماويات‭ ‬صينية؛‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬مجموعة‭ ‬فاو‭ ‬الصينية‭ -‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬صينية‭ ‬لإنتاج‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭- ‬عن‭ ‬اتفاقها‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬جي‭ ‬في‭ ‬الاستثمارية‭ ‬المصرية‭ ‬لتصنيع‭ ‬سيارات‭ ‬كهربائية‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬سيتم‭ ‬بيعها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬

واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتلقى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬أوضحت‭ ‬شيرلي‭ ‬يو،‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬بكين‭ ‬مع دول‭ ‬الخليج‭ ‬يعتمد‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬نشر‭ ‬قوتها‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المهمة‭. ‬ويرى‭ ‬محللو‭ ‬بنك‭ ‬يو‭ ‬بي‭ ‬إس،‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬الصينية‭ ‬المتنامية‭ ‬مع‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تضيف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬إلى‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالطاقة‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي‭.‬

وعلى‭ ‬خلفية‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬ركزت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الصينية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التضامن‭ ‬وحجم‭ ‬التعاون،‭ ‬بين‭ ‬حكومتها‭ ‬والدول‭ ‬العربية،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المنتدى‭ ‬قاد‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬ريدليش،‭ ‬كشفت‭ ‬الاجتماعات‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬حدود‭ ‬للنفوذ‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬وبينما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬التحفظ‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بسبب‭ ‬إحجامها‭ ‬عن‭ ‬معالجة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬الناشئة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬أن‭ ‬الثقل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬آخذ‭ ‬في‭ ‬الارتفاع،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تظل‭ ‬بلا‭ ‬منازع‭ ‬الشريك‭ ‬الأمني‭ ‬الرئيسي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دفع‭ ‬واشنطن،‭ ‬نحو‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬دفاعي‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬السعودية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬إبطاء‭ ‬وتيرة‭ ‬التقدم‭ ‬التجاري‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفع‭ ‬العقبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬انتشار‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتقدمة‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الأمنية‭ ‬القصوى‭.‬

وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تعد‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬سارية‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬أكبر‭ ‬شركة‭ ‬للذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬جي‭ ‬42‮»‬،‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الأمريكية‭ ‬العملاقة‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬في‭ ‬صفقة‭ ‬بقيمة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إبرام‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‮ ‬منافسيها‭ ‬الصينيين‭. ‬ورأى‭ ‬عبودة،‭ ‬أن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬التحوط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬إلى‭ ‬المواءمة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تظل‭ ‬الرياض‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬بكين‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬إدراك‭ ‬كاميل‭ ‬لونز،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية،‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬أصبحت‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا،‭ ‬من‭ ‬آمال‭ ‬وطموحات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬ومع‭ ‬اصطفافها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بشأن‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بسبب‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر،‭ ‬والحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتحقيق‭ ‬السلام‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬معها‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر؛‭ ‬فإن‭ ‬القيود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بنفوذها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬التوقعات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا