العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فشل خطة بايدن لوقف الحرب في غزة.. وجهة نظر غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١١ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

تعثرت‭ ‬محاولات‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬عدة‭ ‬مرات؛‭ ‬بسبب‭ ‬مماطلة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بقيادة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭. ‬حيث‭ ‬أحبطت‭ ‬عدة‭ ‬محاولات‭ ‬تفاوضية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومصر،‭ ‬وقطر‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭. ‬وأقر‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬أن‭ ‬المتطرفين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬مازالوا‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬ضم‭ ‬كامل‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سعي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭. ‬

ودفع‭ ‬رفض‭ ‬إسرائيل،‭ ‬قبول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬مايو‭ ‬2024،‭ ‬جون‭ ‬سباركس،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز،‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬ذلك‭ ‬بعيدًا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬دائمًا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بدء‭ ‬هجومها‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬رفح‭ -‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬للخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭- ‬قد‭ ‬جعل‭ ‬فرص‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال‭. ‬وانتقد‭ ‬يوسي‭ ‬ميكيلبيرغ،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬نتنياهو؛‭ ‬لاستخدامه‭ ‬التحايل،‭ ‬كأسلوب‭ ‬واضح‭ ‬تجاه‭ ‬المفاوضات‭ ‬لتعزيز‭ ‬طموحاته‭ ‬الشخصية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬ظل‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬اليمينيون‭ ‬المتطرفون‭ ‬متشبثين‭ ‬بموقفهم‭ ‬من‭ ‬الهدنة،‭ ‬حيث‭ ‬ذكرت‭ ‬هيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية،‭ ‬أنهم‭ ‬يعارضون‭ ‬بشدة‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬فقد‭ ‬فوجئ‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬بتقديم‭ ‬بايدن‭ ‬مقترحا‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬مايو‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اعتراف‭ ‬جوليان‭ ‬بورجر،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬بأن‭ ‬خطة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬مثلت‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬تاريخية،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الانتقادات‭ ‬السريعة‭ ‬والحاسمة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬نتنياهو،‭ ‬الذي‭ ‬تعهد‭ ‬بمواصلة‭ ‬الحرب؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يمثل‭ ‬دلالة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬النفوذ‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لبايدن‭ ‬شخصيا‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬وصف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬خطته‭ ‬بأنها‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬كونها‭ ‬تتضمن‭ ‬اتفاقا‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬لتحرير‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬والسجناء‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وزيادة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬وإنهاء‭ ‬دائم‭ ‬للأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭. ‬وشبه‭ ‬جوليان‭ ‬بورغر،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬بـإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬مقترح‭ ‬قديم،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬استيائه‭ ‬من‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬توقعت‭ ‬بها‭ ‬واشنطن‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬مقترحها،‭ ‬الذي‭ ‬يتبع‭ ‬نفس‭ ‬الخط‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬انهار‭ ‬خلال‭ ‬محادثات‭ ‬القاهرة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والاعتقاد‭ ‬بأنه‭ ‬ستتم‭ ‬الموافقة‭ ‬عليه‭ ‬لأنه‭ ‬جاء‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬خلالها‭.‬

ويتضمن‭ ‬المخطط‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إعلانه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬مع‭ ‬نية‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬شاحنات‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬600‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬العراقيل‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬يضعها‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬لمنع‭ ‬هذا‭ ‬التدفق،‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬والتي‭ ‬قدرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنه‭ ‬سيستغرق‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2040‭ ‬على‭ ‬الأقل؛‭ ‬لاستعادة‭ ‬ما‭ ‬دمره‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬دون‭ ‬ممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬فعلية‭ ‬على‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لقبولها‭.‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬تأكيد‭ ‬بايدن،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬اقتراح‭ ‬إسرائيلي‭ ‬للسلام؛‭ ‬تساءل‭ ‬بورغر‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬إعلان‭ ‬الشروط‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬فقط،‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كذلك،‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬إعلان‭ ‬مصاحب‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭. ‬وعندما‭ ‬علق‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬فإن‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ظروف‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬تتغير،‭ ‬وأنه‭ ‬سيواصل‭ ‬هجماته‭ ‬العسكرية،‭ ‬قد‭ ‬قوض‭ ‬بشكل‭ ‬خطير‭ ‬لغة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬التي‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الوقت‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

ومع‭ ‬اعتقاد‭ ‬بورغر،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ -‬خلافا‭ ‬لاعتقاد‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭- ‬هي‭ ‬مشارك‭ ‬على‭ ‬مضض‭ ‬في‭ ‬محادثات‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال؛‭ ‬استشهدت‭ ‬بيثان‭ ‬ماكيرنان‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭ ‬بتهديد‭ ‬الأعضاء‭ ‬المتطرفين‭ ‬في‭ ‬الائتلاف‭ ‬الإسرائيلي‭ -‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش،‭ ‬وزير‭ ‬المالية،‭ ‬وإيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭- ‬بالاستقالة‭ ‬حال‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬السلام‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جاي‭ ‬زيف‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بواشنطن،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نزاع‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الجنرالات‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬ورؤساء‭ ‬المخابرات‭ ‬السابقين‭ ‬والحاليين،‭ ‬بشأن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وسلوكه‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬العلمانية‭ ‬تعارض‭ ‬بشدة‭ ‬أجندة‭ ‬حكومته‭ ‬الحالية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬السيادة‭ ‬اليهودية‭ ‬وإضعاف‭ ‬القضاء،‭ ‬وضم‭ ‬أراضي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وإعادة‭ ‬توطين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خارج‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬ومع‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬لتجنب‭ ‬المحاسبة‭ ‬عن‭ ‬فساده،‭ ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يسترضي‭ ‬الأصوات‭ ‬القومية‭ ‬المتطرفة‭ ‬داخل‭ ‬ائتلافه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬والتي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬الحرب‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬آرون‭ ‬ميلر،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحتاج‭ -‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المدمرة‭- ‬إلى‭ ‬إظهار‭ ‬أن‭ ‬شيئًا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬عسكريًا؛‭ ‬فقد‭ ‬اعترفت‭ ‬إيما‭ ‬آشفورد،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬ستيمسون،‭ ‬وماثيو‭ ‬كروينج،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬أن‭ ‬إخفاقات‭ ‬إسرائيل‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هي‭ ‬العقبة‭ ‬الأساسية‭ ‬أمام‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬سواء‭ ‬اقترحه‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أو‭ ‬غيرهم‭. ‬ووصفت‭ ‬الأولى‭ ‬الوضع‭ ‬بـالمؤسف‭ ‬للغاية،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬غزت‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خطة‭ ‬محددة‭ ‬لحكمه‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬أو‭ ‬خطة‭ ‬لحماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬هي‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬مناقشتها‭ ‬منذ‭ ‬تسعة‭ ‬أشهر‭ ‬دون‭ ‬نتيجة‭. ‬فيما‭ ‬أوضح‭ ‬كروينج،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬حربها؛‭ ‬فقد‭ ‬فشلت‭ ‬فشلا‭ ‬ذريعا،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أي‭ ‬خطة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬غزة،‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تم‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحرب‭ ‬والمعاناة‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإخفاقات‭ ‬الفادحة‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أشار‭ ‬المحللون‭ ‬الغربيون‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬قصور‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ووفقًا‭ ‬لبورغر،‭ ‬فإن‭ ‬اقتراح‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وافتقاره‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬الأخيرة‭ ‬الفظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬كان‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إذلال‭ ‬بايدن‭ ‬شخصيا‭. ‬ومع‭ ‬رفضها‭ ‬المتكرر‭ ‬لممارسة‭ ‬واشنطن‭ ‬لنفوذها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب،‭ ‬وتجاهل‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعدم‭ ‬مهاجمة‭ ‬رفح؛‭ ‬علق‭ ‬بورغر،‭ ‬بأن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ومستشاريه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬الآن‭ ‬معتادين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الإذلال‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بايدن‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مبررة‭ ‬في‭ ‬خطاباته‭ ‬الأخيرة‭ ‬فحسب؛‭ ‬بل‭ ‬أوضحت‭ ‬آشفورد،‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بدأت‭ ‬تتراجع‭ ‬بشكل‭ ‬محموم‭ ‬عن‭ ‬انتقاداتها‭ ‬اللاذعة‭ ‬لقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬خلال‭ ‬هجومها‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الزعم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬توغلاً‭ ‬كبيرا،‭ ‬أو‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬انتهاكا‭ ‬للخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬سابقا؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬استمرارا‭ ‬لسياستها‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬والتحقيق‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬التصرف‭ ‬بحرية‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المحاولات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للضغط،‭ ‬لاحظت‭ ‬آشفورد،‭ ‬أن‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬الذي‭ ‬وضعها‭ ‬بايدن،‭ ‬تستمر‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬انتهاكها‭ ‬بالتحرك‭ ‬غربًا‭ ‬وجنوبًا‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وبهذا‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الشرسة‭ ‬ستكون‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬الجديدة‭ ‬عدم‭ ‬تجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصفها‭.‬

ويتجلى‭ ‬ضعف‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬حقيقية‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬لقبول‭ ‬شروط‭ ‬خطة‭ ‬التهدئة،‭ ‬ووقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬رحبت‭ ‬بالشروط‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬بايدن،‭ ‬وذكرت‭ ‬أنها‭ ‬مستعدة‭ ‬للعمل‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬وبناء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬حث‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬تحالف‭ ‬إقليمي‭ ‬داعم‭ ‬للخطة،‭ ‬وحث‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬قبولها‭ ‬دون‭ ‬تأخير،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬فيه‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬عرقلتها؛‭ ‬وعدم‭ ‬انعكاس‭ ‬المناورات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬غزة؛‭ ‬لإرضاء‭ ‬طموحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬وإرضاء‭ ‬أعضاء‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬ائتلافه‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬رفضت‭ ‬إسرائيل‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬بايدن،‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وإحراز‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬بشأنها‭. ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬تمت‭ ‬دعوة‭ ‬نتنياهو،‭ ‬شخصيًا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬للتحدث‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬المدعي‭ ‬العام‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية،‭ ‬واتهام‭ ‬حكومته‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬بارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ويؤكد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬للمشرعين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬معايير‭ ‬مزدوجة‭ ‬تجاه‭ ‬قواعد‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬العالمية،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬يرحب‭ ‬السياسيون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بزعيم‭ ‬دولة‭ ‬مارقة،‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬سيمون‭ ‬تيسدال‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا