ليوبليانا - (أ ف ب): من الوالد إلى الابن: بعد غياب ثمانية أعوام، تعتمد رومانيا على أبناء اثنين من كبار نجوم القدم في بلادها خلال المشوار في كأس أوروبا 2024 لكرة القدم.
أحدهما هو المدرب إدوارد يوردانيسكو (45 عاماً) حامل الشعلة من والده أنغل الذي علِق في ذاكرة الرومانيين بقيادته منتخب بلاده إلى أفضل نتيجةٍ له ضمن بطولةٍ كبرى: الفوز على الأرجنتين في ثمن نهائي كأس العالم 1994.
أمّا الآخر فهو لاعب الوسط يانيس هاجي (25 عاماً) الذي سيرتدي القميص رقم 10 كما فعل والده الأسطورة جورجي هاجي.
يعتبر المدرب الذي تولّى مهامه في مطلع عام 2022 ضمن مقابلةٍ مع موقع الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) نُشرت هذا الأسبوع، أنه بالتأهّل من التصفيات من دون خسارة «أنقذنا سمعة رومانيا، لكن لا يزال أمامنا الكثير لتحقيقه».
تأهلت رومانيا متصدرةً المجموعة التاسعة بستة انتصارات وأربعة تعادلات، حيث لعبت إلى جانب سويسرا، إسرائيل، بيلاروس، كوسوفو وأندورا، مسجّلة 16 هدفاً كثاني أفضل خط هجوم في المجموعة، فيما لم يدخل شباكها سوى 5 أهداف كأفضل خط دفاع.
بعد «العودة إلى النخبة»، لم يضع لنفسه هدفاً محدداً، بل يريد ببساطة «الاستمتاع بكل لحظة، كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة في البطولة، وتقديم كل شيء».
في غرف تبديل الملابس، يستمتع بتحفيز فريقه، داعياً إياهم إلى «رسم طريقهم الخاص» و«استعادة الفرح المفقود»، كما يكشف فيلم وثائقي عُرض مؤخراً في السينما الرومانية.
«أسلافنا أظهروا لنا الطريق»
يرى يوردانيسكو الابن أن التأهّل هو «احتفال» بعد «اللحظات الصعبة» التي مرّت على المنتخب الغائب عن المونديال منذ 1998 وتعرّض للانتقادات فترةٍ طويلة.
بعد الخسارة أمام مونتينيغرو 0-3 ودياً في 2022، هتف المشجعون «عارٌ عليكم، استقيلوا»، فيما انتقد أحد المعلّقين الرياضيين «تواضع» المنتخب.
يقول المعلّق تسيبريان روس لوكالة فرانس برس إن «رومانيا هي الأقل خبرة بين جميع المنتخبات المشاركة في كأس أوروبا»، مضيفاً «فقط أربعة إلى خمسة لاعبين يلعبون في الدوريات الخمسة الكبرى ومعظمهم كبدلاء».
يتابع بمرارة «هذا هو مستوانا». حتّى المدرب نفسه يعترف بـ«نقص الخبرة» لدى لاعبيه مقارنةً بمنافسيه في المجموعة الخامسة التي تضمّ سلوفاكيا وأوكرانيا وبلجيكا.
في المقابل، يشيد بـ«المجموعة القوية جداً من اللاعبين» الذين وصلوا إلى نصف نهائي كأس أوروبا دون 21 عاماً في 2019 وخسروا أمام ألمانيا الوصيفة 2-4.
معظمهم كبروا معاً وتدرّبوا في أكاديمية أسسها جورجي هاجي بالقرب من مسقط رأسه كونستانتا على شاطئ البحر الأسود.
بعد أن أصبحوا في عمر 25-26 عاماً، توفّر لهم كأس أوروبا «فرصة لإثبات أنفسهم»، وفقًا لروس، وتسجيل أنفسهم كـ«الجيل الذهبي الجديد».
يقول يانيس هاجي الذي يعتبره مدربه «طموحاً وعنصراً أساسياً»: «أسلافنا أظهروا لنا الطريق. نريد بدورنا أن نجعل الجماهير تحلم ونترك تأثيرنا على الجيل المقبل».
لا شك أنه عندما يطأ أرض ميونيخ للمباراة الأولى المقررة أمام أوكرانيا في 17 حزيران/يونيو، سيفكّر في والده الذي صعد مع زملائه إلى ربع النهائي قبل 24 عاماً.
بعد انتهاء التصفيات، لعبت رومانيا أربع مبارياتٍ استعدادية، لم تفز بأيّ منها، فاكتفت بالتعادل مع إيرلندا الشمالية، بلغاريا وليختنشتاين، فيما خسرت أمام كولومبيا.
إلى جانب هاجي، تعتمد في تشكيلتها على لاعب الوسط المخضرم نيكولاي ستانسيو (70 مباراة و14 هدفاً) كما المهاجم جورجي بوشكاش (42، 11).
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك