العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

فكرة للجامعات.. وماذا بعد حفل التخرج؟

في‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حصل‭ ‬موقف‭ ‬طريف،‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬درس‭ ‬مجتمعي‭ ‬جميل‭.. ‬فقد‭ ‬قررت‭ ‬إحدى‭ ‬المدارس‭ ‬تنظيم‭ ‬حفل‭ ‬تخريج‭ ‬للطلبة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬التجاري‭ ‬العالمي،‭ ‬فكتب‭ ‬أحد‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬‮«‬تغريدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬التواصل‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مدرسة‭ ‬ولدي‭ ‬في‭ ‬الشارقة،‭ ‬والتخريج‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬التجاري‭.. ‬ليش؟‭ ‬بتخرجون‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬العبار»؟؟‭ ‬

والمعروف‭ ‬أن‭ ‬السيد‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬العبار‮»‬‭ ‬هو‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬إماراتي،‭ ‬ومؤسس‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إعمار‮»‬‭ ‬العقارية،‭ ‬ولديه‭ ‬مشاريع‭ ‬ضخمة،‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الإمارات،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬مشروع‭ ‬جاليريا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭.. ‬فماذا‭ ‬حصل‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬التغريدة؟

تلقى‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إعمار‮»‬،‭ ‬وعرضت‭ ‬عليه‭ ‬توظيف‭ ‬ابنه‭ ‬فور‭ ‬تخرجه،‭ ‬كما‭ ‬أبلغه‭ ‬مسؤول‭ ‬مركز‭ ‬دبي‭ ‬التجاري،‭ ‬بتنظيم‭ ‬حفل‭ ‬تخرج‭ ‬رائع،‭ ‬وكذلك‭ ‬قدمت‭ ‬له‭ ‬شركات‭ ‬اتصالات،‭ ‬باقة‭ ‬بيانات‭ ‬ورقماً‭ ‬مميزاً‭ ‬كهدية‭ ‬تخرج‭ ‬لابنه‭.‬

لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أقارن‭ ‬الوضع‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬الأعمال‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬العبار‮»‬‭ ‬والشركات‭ ‬الإماراتية،‭ ‬مع‭ ‬تغريدة‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬هناك‭.. ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تعليقات‭ ‬وتغريدات‭ ‬وشكاوى‭ ‬شريحة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬لحظة‭ ‬تخرج‭ ‬أبنائهم،‭ ‬وكيف‭ ‬تتسابق‭ ‬‮«‬بعض‮»‬‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مصرفية،‭ ‬ومعارض‭ ‬سيارات‭ ‬ومطاعم‭ ‬واستديوهات،‭ ‬وحتى‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الزهور‭ ‬والهدايا،‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬حفلات‭ ‬التخرج،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬‮«‬حلب‮»‬‭ ‬ولي‭ ‬الأمر،‭ ‬والدفع‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬‮«‬حفرة‮»‬‭ ‬القروض‭ ‬والديون،‭ ‬تحت‭ ‬عبارات‭ ‬عروض‭ ‬ومفاجآت‭..!!  ‬

هذه‭ ‬الأيام‭ ‬نتابع‭ ‬حفلات‭ ‬التخريج‭ ‬المدرسي‭ ‬والجامعي‭.. ‬ومع‭ ‬بالغ‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬لأبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬وأولياء‭ ‬أمورهم‭.. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والامتنان‭ ‬للإدارات‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭.. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬حفلات‭ ‬التخرج‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬تطورا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬التنظيم‭ ‬والإعداد‭.. ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬مؤشرا،‭ ‬وربما‭ ‬ضغطا‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الوظائف‭ ‬وتقليل‭ ‬نسبة‭ ‬‮«‬البطالة‮»‬‭ ‬وأعداد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭.. ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تبادر‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭ ‬الى‭ ‬إطلاق‭ ‬مشروع‭ ‬التوظيف‭ ‬وفرص‭ ‬العمل‭ ‬عند‭ ‬حفلات‭ ‬التخرج‭.. ‬بحيث‭ ‬تصبح‭ ‬الفرحة‭ ‬فرحتين،‭ ‬ويكون‭ ‬عمل‭ ‬الجامعات‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬مستدامة،‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬وتنقطع‭ ‬علاقتها‭ ‬بالطلاب‭ ‬والطالبات‭ ‬مع‭ ‬حفلة‭ ‬التخريج،‭ ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬لسوق‭ ‬العمل‭: ‬‮«‬تفضلوا‭ ‬هاكم‭ ‬الخريجين‭.. ‬وتصرفوا‭ ‬في‭ ‬توظيفهم‮»‬‭. ‬

سيكون‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬اليوم،‭ ‬ووفقا‭ ‬للظروف‭ ‬والتطورات،‭ ‬وسعيا‭ ‬للتميز‭ ‬واستقطاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدارسين،‭ ‬أن‭ ‬تفكر‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭ ‬بفكرة‭ ‬‮«‬خارج‭ ‬الصندوق‮»‬‭.. ‬فكرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمشاريع‭ ‬الخاصة‭.‬

فمع‭ ‬تميز‭ ‬المناهج‭ ‬وقوة‭ ‬التدريس‭ ‬الجامعي،‭ ‬سيكون‭ ‬الأفضل‭ ‬كذلك‭ ‬لسمعة‭ ‬أي‭ ‬جامعة‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬وتتحرك‭ ‬لتوظيف‭ ‬الخريجين،‭ ‬خاصة‭ ‬المتفوقين‭ ‬منهم،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالرسوم‭ ‬الدراسية‭ ‬الباهظة،‭ ‬ومسارات‭ ‬جامعية‭ ‬غير‭ ‬مطلوبة،‭ ‬ومتخمة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ليجد‭ ‬بعدها‭ ‬المتخرج‭ ‬أنه‭ ‬سيبدأ‭ ‬مشوارا‭ ‬جديدا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة،‭ ‬ربما‭ ‬تناسب‭ ‬شهادته،‭ ‬وربما‭ ‬تضطره‭ ‬الظروف‭ ‬الى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬غير‭ ‬تخصصه‭.‬

هناك‭ ‬جامعات‭ ‬محلية،‭ ‬أصبحت‭ ‬لها‭ ‬سمعة‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬بأن‭ ‬خريجيها‭ ‬مؤهلون‭ ‬ومدربون‭ ‬وجاهزون‭ ‬للعمل‭.. ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬جامعات‭ ‬عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬ودورها‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬التخريج‭ ‬ومنح‭ ‬الشهادة‭ ‬الجامعية‭.. ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أعباء‭ ‬الدولة‭ ‬ومستقبل‭ ‬الشباب‭.. ‬فما‭ ‬رأيكم‭ ‬يا‭ ‬أصحاب‭ ‬الجامعات‭..‬؟؟

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا