العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرياضة

أول حكمة بحرينية مريم عبدالله لـ«أخبار الخليج الرياضي»:
الإصابة سبب اقتحامي التحكيم وحلمي نهائيات كأس العالم

حاورها: علي مجيد - تصوير: محمد سرحان

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

مريم‭ ‬عبدالله،‭ ‬دونت‭ ‬اسمها‭ ‬بأحرف‭ ‬من‭ ‬ذهب،‭ ‬وفي‭ ‬مسابقة‭ ‬تحمل‭ ‬اسما‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬أيضًا‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬دوري‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لجيل‭ ‬الذهب،‭ ‬حينما‭ ‬أدارت‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬للموسم‭ ‬الرياضي‮ ‬2024‭/‬2023،‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬حكم‭ ‬من‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬البحرينية‭.‬

كيف‭ ‬لا،‭ ‬وهي‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬أسرة‭ ‬رياضية،‭ ‬أفرادها‭ ‬غنية‭ ‬عن‭ ‬التعريف،‭ ‬بدءًا‭ ‬بوالدها‭ ‬عبدالله‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬لمختلف‭ ‬الفرق‭ ‬المحلية‭ ‬وآخرها‭ ‬النجمة،‭ ‬وعمها‭ ‬هو‭ ‬نجم‭ ‬منتخبنا‭ ‬سابقًا‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬سلمان‭ ‬عيسى‭ ‬الذي‭ ‬تعملق‭ ‬محليا‭ ‬وخارجيا،‭ ‬وأخوها‭ ‬عيسى‭ ‬عبدالله‭ ‬لاعب‭ ‬منتخبنا‭ ‬الأولمبي‭ ‬وفريق‭ ‬المنامة‭ ‬الأول‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬يعتبر‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ويعطي‭ ‬دلالة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬والدعم‭ ‬الكبيرين‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والرياضية‭ ‬تجاه‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مميزًا‭ ‬وفعالًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬ومنها‭ ‬الرياضة،‭ ‬كما‭ ‬يُحسب‭ ‬للاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬أفكاره‭ ‬النيرة‭ ‬والهادفة لدعم‭ ‬السيدات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصافرة‭ ‬ومواكبة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭.‬

‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬الرياضي‮»‬‭ ‬استضاف‭ ‬الحكمة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭ ‬وانفردّ‭ ‬معها‭ ‬بهذا‭ ‬الحوار‭.‬

 

‭-‬‮ ‬بدايةً،‭ ‬عرفينا‭ ‬بِنفسك؟

اسمي‭ ‬مريم‭ ‬عبدالله،‭ ‬عمري‭ ‬20‭ ‬عامًا،‭ ‬ثاني‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬التحكيم،‭ ‬ولعبت‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬عمري‭ ‬13‭ ‬عامًا‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭.‬

‮ ‬‭-‬‮ ‬قصة‭ ‬مشواركِ‭ ‬الرياضي؟

منذ‭ ‬الصغر‭ ‬كنت‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬بطولات‭ ‬المدارس‭ ‬بجانب‭ ‬زميلاتي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬لصفوف‭ ‬المنتخب‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الـ‭ ‬13‭ ‬عامًا،‭ ‬وبدأت‭ ‬تدريجيًا‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬نفسي‭ ‬وكلاعبة‭ ‬أساسية‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬عام‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬عبر‭ ‬مركز‭ ‬الظهير‭ ‬الأيمن‭.‬

‮ ‬

‭-‬‮ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتِها‭ ‬مع‭ ‬المنتخب؟

أول‭ ‬بطولة‭ ‬ألعبها‭ ‬هي‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2016‭ ‬وحققنا‭ ‬فيها‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬وشاركنا‭ ‬في‭ ‬التصفيات‭ ‬ولم‭ ‬نتأهل،‭ ‬وشاركنا‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬مرارًا‭ ‬ولم‭ ‬يحالفنا‭ ‬الحظ،‭ ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬بطولتين‭ ‬وهما‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬حققنا‭ ‬المركز‭ ‬الثاني،‭ ‬وبعدها‭ ‬انتقلت‭ ‬الى‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول‭ ‬كأصغر‭ ‬لاعبة،‭ ‬وحققنا‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬‮«‬أنس‭ ‬دي‭ ‬أف‮»‬‭ ‬للصالات‭.‬

‮ ‬‭-‬‮ ‬كيف‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬لاعبة‭ ‬إلى‭ ‬حكمة؟

بسبب‭ ‬الإصابة‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬وصعوبة‭ ‬المضي‭ ‬كلاعبة‭ ‬حينها،‭ ‬اقترح‭ ‬عليّ‭ ‬والديّ‭ ‬أن‭ ‬أدخل‭ ‬دورة‭ ‬تحكيمية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لأخذ‭ ‬فكرة‭ ‬مبدئية‭ ‬عنها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اتخذ‭ ‬قرار‭ ‬الاستمرار‭ ‬من‭ ‬عدمه‭. ‬وفعلاً،‭ ‬دخلت‭ ‬الدورة‭ ‬وبعدها‭ ‬إدارة‭ ‬المباريات‭ ‬الودية،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحولّ‭ ‬التحكيم‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬فكرة‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬يسوده‭ ‬الشغف‭ ‬والإدمان‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬عليه‭ ‬كلاعبة‭.‬

‮ ‬‭-‬‮ ‬لماذا‭ ‬فضلتِ‭ ‬مجال‭ ‬التحكيم‭ ‬على‭ ‬اللعب؟

لأنه‭ ‬ليس‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬أحدٍ‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬حكمًا،‭ ‬ويستمع‭ ‬للكم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬الانتقادات،‭ ‬ويكون‭ ‬غير‭ ‬مشجع‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الناس،‭ ‬ويحفظ‭ ‬كتابًا‭ ‬لقانون‭ ‬اللعبة‭ ‬ويفهمه‭ ‬ويطبقه،‭ ‬ويكون‭ ‬موازنًا‭ ‬بين‭ ‬القانون‭ ‬وروح‭ ‬القانون،‭ ‬والتحكيم‭ ‬كله‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثانية،‭ ‬وهو‭ ‬بمثابة‭ ‬التحدي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬وأنا‭ ‬قبلت‭ ‬ذلك‭ ‬وسأكمل‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬المشوار‭.‬

‭-‬‮ ‬ما‭ ‬موقف‭ ‬العائلة‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬التحكيم؟

بحكم‭ ‬انتمائي‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬رياضية‭ ‬من‭ ‬والدي‭ ‬عبدالله‭ ‬عيسى،‭ ‬وأخي‭ ‬عيسى‭ ‬عبدالله‭ ‬وعمي‭ ‬سلمان‭ ‬عيسى،‭ ‬فكان‭ ‬الأمر‭ ‬مقبولًا،‭ ‬وهم‭ ‬يدعمونني‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحكيم‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬عليه‭ ‬كلاعبة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتيّ‭ ‬دائمًا‭ ‬يتواجدان‭ ‬في‭ ‬غالبية‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬أديرها،‭ ‬ومنها‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬لجيل‭ ‬الذهب‭.‬

‭-‬‮ ‬شعوركِ‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬مباراة‭ ‬نهائية‭ ‬تديرينها؟

المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬مختلفة‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬أدرتها،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الأضواء‭ ‬مسلطة‭ ‬عليّ،‭ ‬واختلاف‭ ‬الحضور‭ ‬الجماهيري‭ ‬وملعب‭ ‬المباراة،‭ ‬ولكن‭ ‬كلمات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لاتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬راشد‭ ‬الزعبي‭ ‬الداعمة‭ ‬لي‭ ‬قبل‭ ‬صافرة‭ ‬البداية‭ ‬وهي‭ (‬مريم،‭ ‬احنه‭ ‬جايين‭ ‬اليوم‭ ‬عشانش،‭ ‬نبي‭ ‬نشوفش‭ ‬انتي‭ ‬ونبيش‭ ‬تبدعين،‭ ‬واحنه‭ ‬متأكدين‭ ‬أن‭ ‬لش‭ ‬مستقبل‭ ‬قوي‭)‬،‭ ‬أعطتني‭ ‬أريحية‭ ‬كبيرة‭ ‬وحافزًا‭ ‬للعطاء‭ ‬وإلى‭ ‬إثبات‭ ‬نفسي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬الموسم‭.‬

‭-‬‮ ‬وكيف‭ ‬كانت‭ ‬أجواء‭ ‬المباراة‭ ‬الختامية؟

المباراة‭ ‬كانت‭ ‬ممتعة‭ ‬وحماسية،‭ ‬وكل‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬كنت‭ ‬أسمع‭ ‬صوت‭ ‬الجمهور،‭ ‬بخلاف‭ ‬مباريات‭ ‬الفئات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يحضرها‭ ‬جمهور‭ ‬بهذه‭ ‬الكثافة‭ ‬العددية،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المميز‭ ‬أيضًا‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬الداعمين‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المباراة‭ ‬وهو‭ ‬يعني‭ ‬له‭ ‬الشيء‭ ‬الكثير‭.‬

‭- ‬كيف‭ ‬تتعاملين‭ ‬مع‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬تجاهك؟

الانتقادات‭ ‬السلبية‭ ‬آخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬نفسي‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬مفيدة‭ ‬لي،‭ ‬وبخلاف‭ ‬ذلك‭ ‬أضعها‭ ‬خلف‭ ‬ظهري‭ ‬وأكمل‭ ‬مسيري،‭ ‬دون‭ ‬التفكير‭ ‬والتأثر‭ ‬بها،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬لا‭ ‬ينال‭ ‬رضا‭ ‬الجميع‭ ‬تمامًا‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬خرج‭ ‬بخطأ‭ ‬واحد‭ ‬مقابل‭ ‬99‭ ‬قرارًا‭ ‬صحيحًا،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬راضية‭ ‬عن‭ ‬نفسي،‭ ‬ورضى‭ ‬الناس‭ ‬المقربين‭ ‬كذلك‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رضى‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬مؤيد‭ ‬ومعارض‭ ‬لكِ؟

نعم،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬أغلب‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يتقبلونني‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬الإطار‭ ‬الرياضي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬صغيرة‭ ‬كانت‭ ‬تقف‭ ‬معي‭ ‬بالكلام‭ ‬والفعل،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كنت‭ ‬مخطئة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات‭ ‬وحصل‭ ‬تقصير‭ ‬مني،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬بشر‭ ‬ومعرض‭ ‬للخطأ،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬سعيت‭ ‬ومازلت‭ ‬أسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬لأن‭ ‬أكسب‭ ‬اللاعبين‭ ‬والأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬والإدارية،‭ ‬لأن‭ ‬نجاحي‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬عليهم‭.‬

‭-‬‮ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الفئات؟

مثلًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬أدرت‭ ‬مباريات‭ ‬للفئات‭ ‬العمرية‭ (‬15‭ ‬‭ ‬17‭ ‬و19‭ ‬عامًا‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬فئة‭ ‬تحت‭ ‬17‭ ‬عاماً‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬باعتبارهم‭ ‬مراهقين‭ ‬ويكون‭ ‬التعامل‭ ‬معهم‭ ‬صعبا،‭ ‬وبدوري‭ ‬أتعامل‭ ‬معهم‭ ‬كأختهم‭ ‬وكحكمة‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬تقبل‭ ‬لي،‭ ‬وتصرفاتهم‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬وعي،‭ ‬وفيه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإثبات‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬تصرفهم‭ ‬خطًأ،‭ ‬بخلاف‭ ‬فئة‭ ‬15‭ ‬عامًا‭ ‬يكون‭ ‬اللاعبون‭ ‬أخف‭ ‬باعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تعلم‭ ‬ومساعدة‭.‬

‭-‬‮ ‬ما‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬شيئًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لك؟

نعم،‭ ‬موقف‭ ‬جعلني‭ ‬أكون‭ ‬أكثر‭ ‬شجاعة‭ ‬حينما‭ ‬أشهرت‭ ‬البطاقة‭ ‬الحمراء‭ ‬الأولى‭ ‬لي‭ ‬كحكمة،‭ ‬وحدث‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ثاني‭ ‬مباراة‭ ‬لي‭ ‬بالموسم‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬أخرجت‭ ‬البطاقة‭ ‬الحمراء‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬للاعب‭ ‬منع‭ ‬هدفًا‭ ‬محققًا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬يده‭ ‬وهو‭ ‬آخر‭ ‬مدافع‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬المرمى،‭ ‬فلم‭ ‬أتردد‭ ‬وأخف‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬كان‭ ‬القرار‭ ‬موفقًا‭ ‬حينها‭.‬

‭-‬‮ ‬وماذا‭ ‬كانت‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬حول‭ ‬ذلك؟

بعد‭ ‬نهاية‭ ‬المباراة،‭ ‬مدرب‭ ‬ولاعبو‭ ‬الفريق‭ ‬كلهم‭ ‬اتجهوا‭ ‬نحوي‭ ‬ووجهوا‭ ‬لومهم‭ ‬لي‭ ‬وسؤالهم‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬البطاقة‭ ‬الحمراء،‭ ‬وبدوري‭ ‬كنت‭ ‬راضية‭ ‬عن‭ ‬القرار‭ ‬باعتبار‭ ‬أنني‭ ‬طبقت‭ ‬القانون‭ ‬بحذافيره‭.‬

‭- ‬هل‭ ‬ندمتِ‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬مجال‭ ‬التحكيم؟

في‭ ‬بداياتي‭ ‬بسلك‭ ‬التحكيم‭ ‬نعم،‭ ‬ندمت‭ ‬وبكيت‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬نفسي‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المواقف‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬الملعب،‭ ‬وأقول‭ ‬لنفسي‭ ‬حينها‭ ‬سأترك‭ ‬التحكيم،‭ ‬ولكن‭ ‬بعدها‭ ‬وعبر‭ ‬تفكير‭ ‬متزن‭ ‬وهادئ،‭ ‬استعيد‭ ‬ثقتي‭ ‬وأجرع‭ ‬نفسي‭ ‬بشحنات‭ ‬إيجابية،‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬بعملي‭ ‬والسعي‭ ‬للتطوير‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬لي،‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬إيجابية‭ ‬سأعمل‭ ‬على‭ ‬تعزيزها،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬سلبية‭ ‬وهادفة‭ ‬سأعمل‭ ‬على‭ ‬الأخذ‭ ‬بها‭ ‬وعلاجها،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬الأمر‭.‬

‭-‬‮ ‬هل‭ ‬تنصحين‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬بمجال‭ ‬التحكيم؟

نعم،‭ ‬أنصح‭ ‬بخوض‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بشرط‭ ‬الالتزام‭ ‬والانضباط،‭ ‬وسأكون‭ ‬أول‭ ‬الداعمة‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النجاح‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬العالمية‭. ‬حيث‭ ‬الأمر‭ ‬جدًا‭ ‬ممتع،‭ ‬وفيه‭ ‬تحديات،‭ ‬ويتطلب‭ ‬شخصًا‭ ‬قويًا‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يبني‭ ‬شخصية،‭ ‬وله‭ ‬فوائده‭ ‬عدة‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬نفسه‭.‬

‭-‬‮ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬طموحكِ‭ ‬وأهدافكِ‭ ‬الساعية‭ ‬إليها؟

طموحي‭ ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬ممتازة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬عبر‭ ‬كسب‭ ‬حب‭ ‬واحترام‭ ‬الجميع،‭ ‬كما‭ ‬أطمح‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬حكمة‭ ‬دولية‭ ‬وأحكم‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬المباريات‭ ‬خارجيًا،‭ ‬ولديّ‭ ‬حلم‭ ‬لا‭ ‬يتمثل‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬حكمًا‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أسعى‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عملي‭ ‬واجتهادي‭ ‬ومثابرتي‭.‬

‭-‬‮ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الداعمين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي؟

في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬طبعًا‭ ‬والدي‭ ‬ووالدتي،‭ ‬ورئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الحكام‭ ‬علي‭ ‬السماهيجي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬لي‭ ‬منذ‭ ‬البداية،‭ ‬وكل‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬نواف‭ ‬شكر‭ ‬الله،‭ ‬ياسر‭ ‬تلفت،‭ ‬إبراهيم‭ ‬سبت‭ ‬وعبدالشهيد‭ ‬عبدالأمير،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحكام‭ ‬الدوليين‭ ‬حسين‭ ‬الشويخ،‭ ‬محمد‭ ‬خالد،‭ ‬عبدالله‭ ‬يعقوب،‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يبخلون‭ ‬عليّ‭ ‬بمساعدتهم‭ ‬ومساندتهم‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬ألجأ‭ ‬إليهم‭.‬

‮ ‬‭-‬‮ ‬من‭ ‬قدوتكِ‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي؟

من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬عمي‭ ‬سلمان‭ ‬عيسى،‭ ‬فهو‭ ‬يحظى‭ ‬بسمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬مميزة،‭ ‬والتزامه‭ ‬وانضباطه،‭ ‬واحترامه‭ ‬للاعبين‭ ‬والحكام‭ ‬ومساعدتهم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اقتدائي‭ ‬بالحكام‭ ‬الموجودين،‭ ‬حيث‭ ‬أحب‭ ‬التعلم‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

‭- ‬رأيكِ‭ ‬في‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬الفار»؟

قرار‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب‭ ‬سيفرق‭ ‬كثيرًا‭ ‬بدون‭ ‬تدخل‭ ‬‮«‬الفار‮»‬‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬قراره‭ ‬أقوى،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يمنع‭ ‬من‭ ‬تدخل‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المستعصية‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬ويصعب‭ ‬عليه‭ ‬رؤيتها،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬في‭ ‬الأحداث‭ ‬الكبيرة‭ ‬والأوقات‭ ‬الصعبة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬كما‭ ‬لها‭ ‬سلبيات‭ ‬أيضًا‭ ‬لها‭ ‬إيجابيات‭ ‬ومنها‭ ‬زادّ‭ ‬الدهشة‭ ‬والإثارة‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم،‭ ‬ومثالاً‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬ينتظر‭ ‬قرار‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬لجوئه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الفار‮»‬‭ ‬ليبت‭ ‬في‭ ‬لقطة‭ ‬ركلة‭ ‬جزاء،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬صحتها‭ ‬من‭ ‬عدمه‭.‬

‭-‬‮ ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬تطبيق‭ ‬‮«‬الفار‮»‬‭ ‬في‭ ‬دورينا؟

من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬سيكون‭ ‬عنصرا‭ ‬مساعدا‭ ‬لتقليل‭ ‬الأخطاء‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬المباريات،‭ ‬وسيعطي‭ ‬أريحية‭ ‬للحكم‭ ‬أولاً‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عاملا‭ ‬مساعدا‭ ‬له‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬شيء‭ ‬سيتم‭ ‬تنبيهه‭ ‬إليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬للجمهور‭ ‬ثانيًا‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬حدتهم تجاه‭ ‬طاقم‭ ‬التحكيم‭.‬

‭-‬‮ ‬هل‭ ‬دراسة‭ ‬وتعلم‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬صعبة؟

نعم،‭ ‬حيث‭ ‬يحتاج‭ ‬حكم‭ ‬تقنية‭ ‬‮«‬الفار‮»‬‭ ‬التركيز‭ ‬مدة‭ ‬45‭ ‬دقيقة‭ ‬كاملة،‭ ‬وهذه‭ ‬التقنية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الشك،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬يجب‭ ‬الشك‭ ‬بالقرار،‭ ‬والتأكد‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬أرضية‭ ‬الملعب،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬حكم‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬اللعبة‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بنفسه‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬غرفة‭ ‬‮«‬الفار‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يغتفر‭ ‬له‭ ‬إذا‭ ‬أخطأ،‭ ‬بحكم‭ ‬وجود‭ ‬الشاشة‭ ‬أمام‭ ‬مرآه‭ ‬ويرى‭ ‬اللقطة‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة،‭ ‬بخلاف‭ ‬حكم‭ ‬الساحة‭ ‬الذي‭ ‬يبني‭ ‬قراره‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الثانية‭ ‬بما‭ ‬يراه‭ ‬بعينه‭.‬

‮ ‬‭-‬‮ ‬مريم‭ ‬عبدالله‭.. ‬كلمة‭ ‬أخيرة؟

أولًا،‭ ‬أتوجه‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬إلى‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬دعمه‭ ‬المستمر‭ ‬للفئة‭ ‬العمرية‭ ‬تحت‭ ‬15‭ ‬عامًا،‭ ‬وكذلك‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الشيخ‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ونائبه‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬راشد‭ ‬الزعبي،‭ ‬ورئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الحكام‭ ‬علي‭ ‬السماهيجي‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬ساندني‭ ‬ووقف‭ ‬معي‭. ‬متمنية‭ ‬التوفيق‭ ‬لي‭ ‬ولزملائي‭ ‬الحكام‭ ‬جميعًا،‭ ‬والظهور‭ ‬بأفضل‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنجاح‭ ‬الأحداث‭ ‬بأقصى‭ ‬درجة‭ ‬ممكنة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا