مثلت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله لجمهورية الصين الشعبية لحظة تاريخية مهمة على أكثر من مستوى سياسي واقتصادي وقومي عربي
فعلى المستوى العربي جاءت هذه الزيارة التاريخية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه للصين بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ للمشاركة في منتدى التعاون العربي الصيني وذلك باعتبار جلالته رئيس القمة العربية في دروتها الثالثة والثلاثين لقادة الدول العربية ولذلك كانت دعوة جلالته الملك إلى مؤتمر سلام لإنهاء الحرب الدائرة حاليا في غزة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الحالة المأساوية التي يعاني منها نتيجة العدوان الصهيوني هي دعوة عربية وهذا ما أكده جلالة الملك المعظم أيضا خلال زيارته لروسيا الاتحادية ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
على المستوى الثنائي تأتي هذه الزيارة لجلالة الملك المعظم لتكتسب أهمية بالغة على مستوى دعم العلاقات الثنائية في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعلمية والسياحية والثقافية وذلك تأكيدا على ما بين البلدين الصديقين من علاقات وطيدة منذ سنين طويلة ولذلك كانت الزيارة فرصة سانحة لتوقيع العديد من الاتفاقيات التي ستستفيد منها البحرين والصين على المدى القصير والبعيد حيث لا يخفى ما للصين من مكانة كبيرة على المستوى الدولي خاصة على الصعيد الاقتصادي والصعيد العلمي باعتبارها دولة متقدمة ذات وزن اقتصادي وصناعي وعلمي ثقيل وعليه فإن مملكة البحرين بإمكانها الاستفادة من هذه القوة الاقتصادية كما استفادت منها العديد من دول العالم الأخرى سواء في آسيا أو إفريقيا أو أمريكا اللاتينية، كما إن الصين تمتلك موارد مالية ضخمة قادرة على الاستثمار في أغلب دول العالم والبحرين تحتاج إلى مثل هذه الاستثمارات الصينية خصوصا في المجالات الصناعية والرقمية والسياحية.
لقد فتحت هذه الزيارة لجلالة الملك المعظم للصين طرقا جديدة أمام مملكة البحرين لتطوير علاقاتها وتنويعها على المستوى العالمي لتكون استكمالا لما تم إنجازه من خطوات سابقة لتطوير علاقات البحرين مع دول العالم في كل المجالات خصوصا وإن أغلب دول العالم تتجه اليوم نحو تنويع علاقاتها على جميع المستويات لتشمل جميع الدول ذات المكانة المتقدمة والكبيرة لما لذلك من أهمية على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وهذا التنوع لا يهدف إلى تغيير وجهة نظر البحرين وعلاقاتها الراسخة مع الأصدقاء في العالم بل هو فرصة لتنويع هذه العلاقات والاستثمار لصالح الاقتصاد البحريني لمواجهة الصعوبات والتحديات الكبيرة التي يواجهها.
وبالنسبة إلى المنتدى فإن الاجتماع بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية في المنتدى على درجة كبيرة من الأهمية لأنه مثل فرصة طيبة لكسب الطرف الصيني لصالح القضايا العربية الاستراتيجية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعتبر في مقدمة اهتمام العرب خاصة في الظروف الحالية التي تشهد فيها غزة الجريحة إبادة جماعية ومجاعة حقيقية حيث دعا العرب خلال هذا المنتدى الصين إلى المساهمة في حل هذه القضية، كما تم خلال هذا المؤتمر المهم الذي حضره العديد من الرؤساء والمسؤولين في الدول العربية مناقشة القضايا العربية الصينية المشتركة في ظل العلاقات الوطيدة بين العرب والصين فضلا عن أن هذا المنتدى سوف يفتح آفاقا جديدة وواسعة بين الصين والعديد من الدول العربية ومنها مملكة البحرين خاصة في ظل الظروف العالمية الحالية السانحة لمد جسور العلاقة بين الطرفين العربي والصيني.
إن منتدى التعاون الصيني العربي الذي تأسس قبل عشرين عاما يعد منصة حقيقية للبناء والتعاون في أفضل صوره بين العرب والصين التي لا تربط علاقاتها بالدول بنوع من التبعية الأيديولوجية أو السياسية بل تبني علاقاتها مع الدول على أساس المصالح المشتركة بالدرجة الأولى.
ومن هذا المنطلق تعد زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم حفظه الله ناجحة ومبشرة وسوف يكون لها تأثير إيجابي على صعيد المصالح المشتركة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك