العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

«البنك الدولي»: تحسين جودة التعليم ضرورة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام

الخميس ٣٠ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

وفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ (‬عدد‭ ‬ربيع‭ ‬2024‭) ‬عن‭ ‬أحدث‭ ‬المستجدات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬ينتعش‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬8%‭ ‬و4‭.‬7%‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2024‭ ‬و2025‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

وتبعث‭ ‬الآفاق‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬التفاؤل،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬انتعاش،‭ ‬والسبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬التعافي‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬فحسب،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬أوبك‭+ ‬تقوم‭ ‬حالياً‭ ‬بتحرير‭ ‬حصص‭ ‬الإنتاج‭ ‬تدريجياً‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬الزخم‭ ‬القوي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬النفطي،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬التوسع‭ ‬بوتيرة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬تموج‭ ‬بالتقلبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬النشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ستظل‭ ‬عائدات‭ ‬الهيدروكربونات‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬أرصدة‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬وأرصدة‭ ‬حسابات‭ ‬المعاملات‭ ‬الخارجية‭ ‬للمنطقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬سيستمر‭ ‬فائض‭ ‬المالية‭ ‬العامة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬0‭.‬1%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬فائض‭ ‬الحساب‭ ‬الجاري‭ ‬إلى‭ ‬7‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ (‬مقارنة‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬4%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭).‬

وحتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الزخم‭ ‬الحالي‭ ‬لتنويع‭ ‬اقتصاداتها‭ ‬وتحقيق‭ ‬إمكاناتها‭ ‬الكاملة،‭ ‬يبرز‭ ‬التقرير‭ ‬أهمية‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭. ‬ويعرض‭ ‬القسم‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬إطلاق‭ ‬الطاقات‭ ‬الكامنة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرخاء‭: ‬إحداث‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬لتحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬اقتصادية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬‭ ‬لمحة‭ ‬عامة‭ ‬عن‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم،‭ ‬ويحلل‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬الطلاب‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬ويقيم‭ ‬أداء‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬مقارنة‭ ‬بالبلدان‭ ‬ذات‭ ‬مستويات‭ ‬الدخل‭ ‬المماثلة‭.‬

وفي‭ ‬كلمة‭ ‬لها،‭ ‬أشارت‭ ‬صفاء‭ ‬الطيب‭ ‬الكوقلي،‭ ‬المديرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدائرة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بالبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التعليم‭ ‬الجيّد‭ ‬يُعدّ‭ ‬الشبابَ‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬أفضل‭ ‬وأجور‭ ‬أعلى،‭ ‬وهذا‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬تحفيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭. ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬شهدت‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬تحسناً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لمواصلة‭ ‬تحسين‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم‭ ‬لأنها‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‮»‬‭.‬

وانعدام‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬سبب‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تنمية‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتقييد‭ ‬قدرة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬مع‭ ‬أفضل‭ ‬البلدان‭ ‬أداءً‭. ‬وفي‭ ‬المتوسط،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬12‭.‬7‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬بحلول‭ ‬سن‭ ‬18‭ ‬عاما‭. ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬تنخفض‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬المتوقعة‭ ‬إلى‭ ‬8.6‭ ‬سنوات،‭ ‬مما‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬تفقد‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬4‭.‬1‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التعلم‭ ‬بسبب‭ ‬تدني‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ووفقا‭ ‬لمؤشر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬لرأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬ألا‭ ‬يحقق‭ ‬الطفل‭ ‬المولود‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬سوى‭ ‬62%‭ ‬من‭ ‬كامل‭ ‬إنتاجيته‭ ‬المحتملة،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬أساساً‭ ‬إلى‭ ‬تدني‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭.‬

وللاستفادة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬إمكانات‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬يوصي‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬تقوم‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بالاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬لتحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعلم‭ ‬والتعليم،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بناء‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬الطفولة‭ ‬المبكرة،‭ ‬وتحسين‭ ‬ممارسات‭ ‬التدريس،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تقييمات‭ ‬التعلم‭ ‬للاسترشاد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬بشأن‭ ‬سياسات‭ ‬التعليم‭. ‬ويشدد‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ببناء‭ ‬مهارات‭ ‬أساسية‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬لأنها‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬التعلم‭ ‬والمهارات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬كما‭ ‬يؤدي‭ ‬المعلمون،‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬تأثير‭ ‬واضح‭ ‬وإيجابي،‭ ‬دوراً‭ ‬محورياً‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬نواتج‭ ‬التعلم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تزويدهم‭ ‬بالمعارف‭ ‬والمعلومات‭ ‬المناسبة‭ ‬وآليات‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭.‬

آفاق‭ ‬البحرين

تعتمد‭ ‬الآفاق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للبحرين‭ ‬على‭ ‬التوجهات‭ ‬المستقبلية‭ ‬لسوق‭ ‬النفط‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭. ‬وتشير‭ ‬التقديرات‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدل‭ ‬النمو‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬5%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬سيظل‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬قاطرة‭ ‬النمو‭ ‬الرئيسية‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروكربونات‭ ‬توسعاً‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬3%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬أقل‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬غير‭ ‬الهيدروكربونية‭ ‬البالغ‭ ‬4%‭ ‬والمدعوم‭ ‬بالتعافي‭ ‬في‭ ‬قطاعي‭ ‬السياحة‭ ‬والخدمات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬مشروعات‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا