العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

صرصار بالدولار

وجود‭ ‬كتائب‭ ‬من‭ ‬الخفافيش‭ ‬في‭ ‬أسقف‭ ‬غرف‭ ‬مدرسة‭ ‬ثانوية‭ ‬سودانية‭ ‬عملت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرتي‭ ‬العملية‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دفعتني‭ ‬لاحقا‭ ‬الى‭ ‬هجر‭ ‬التدريس،‭ ‬وذلك‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬نقلي‭ ‬في‭ ‬مقبل‭ ‬الأعوام‭ ‬الى‭ ‬مدرسة‭ ‬أخرى‭ ‬محتلة‭ ‬خفاشيا،‭ ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬أعلم‭ ‬ان‭ ‬الصينيين‭ ‬يأكلون‭ ‬لحم‭ ‬الخفاش،‭ ‬لبقيت‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة‭ ‬لأحصل‭ ‬على‭ ‬توكيل‭ ‬تصدير‭ ‬الخفافيش‭ ‬الى‭ ‬الصين،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬خفافيش‭ ‬السودان‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كوفيد‭ ‬المسبب‭ ‬للكورونا‭.‬

أثناء‭ ‬تقليب‭ ‬أوراقي‭ ‬القديمة‭ ‬عثرت‭ ‬على‭ ‬كنز‭ ‬سيتيح‭ ‬لك‭ ‬عزيزي‭ ‬القارئ‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬تكسب‭ ‬من‭ ‬ورائه‭ ‬ذهبا،‭ ‬عوضا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تضيع‭ ‬نقودك‭ ‬التي‭ ‬اقترضتها‭ ‬او‭ ‬انت‭ ‬بصدد‭ ‬اقتراضها‭ ‬لقضاء‭ ‬إجازة‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬بعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬فبدلا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬تهدر‭ ‬بضعة‭ ‬آلاف‭ ‬في‭ ‬بانكوك‭ ‬بحجة‭ ‬أنها‭ ‬مدينة‭ ‬استثمارية‭ ‬شريفة،‭ ‬بدليل‭ ‬ان‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬بانك‭ ‬كوك‮»‬‭ ‬أي‭ ‬طبخ‭ ‬وإعداد‭ ‬الوصفات‭ ‬البنكية،‭ (‬قبل‭ ‬أعوام‭ ‬أصر‭ ‬صديق‭ ‬لي‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬الى‭ ‬تايلند‭ ‬لعلاج‭ ‬ألم‭ ‬في‭ ‬الظهر‭.. ‬قلت‭ ‬له‭: ‬بلاش‭... ‬بكرة‭ ‬تندم‭ ‬يا‭ ‬جميل،‭ ‬ولكنه‭ ‬سافر‭ ‬وعاد‭ ‬إلينا‭ ‬بعد‭ ‬اسبوعين‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬متحرك‭ ‬وخضع‭ ‬لعلاج‭ ‬طبيعي‭ ‬‮«‬حقيقي‮»‬‭ ‬لشهرين‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬رجليه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭). ‬المهم‭ ‬بلاش‭ ‬من‭ ‬بانكوك،‭ ‬وعليك‭ ‬بالتفكير‭ ‬جديا‭ ‬بزيارة‭ ‬مدينة‭ ‬تسكون‭ ‬بولاية‭ ‬اريزونا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬حيث‭ ‬ستتاح‭ ‬لك‭ ‬الفرصة‭ ‬لكسب‭ ‬50‭ ‬الف‭ ‬دولار‭ ‬او‭ ‬اكثر‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬طرحت‭ ‬شركة‭ ‬اريزونا‭ ‬بست‭ ‬كنترول‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الحشرات‭ ‬والقوارض،‭ ‬مسابقة‭ ‬للقبض‭ ‬على‭ ‬مائة‭ ‬صرصور‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬المثقف،‭ ‬وعن‭ ‬كل‭ ‬صرصور‭ ‬تأتي‭ ‬به‭ ‬الى‭ ‬الشركة‭ ‬ستقبض‭ ‬100‭ ‬دولار،‭ ‬غير‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬صرصورا‭ ‬معينا‭ ‬ستكون‭ ‬جائزة‭ ‬اصطياده‭ ‬خمسون‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬تعتقد‭ ‬انك‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تضحك‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬وتأتيها‭ ‬بصراصير‭ ‬أي‭ ‬كلام‭ ‬فانك‭ ‬ستكون‭ ‬خارج‭ ‬المنافسة،‭ ‬فالشركة‭ ‬أطلقت‭ ‬مائة‭ ‬صرصور‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬يحمل‭ ‬‮«‬بار‭ ‬كود‮»‬‭ ‬أي‭ ‬رمزا‭/ ‬رقما‭ ‬إلكترونيا‭ ‬خاصا‭ ‬ولا‭ ‬جوائز‭ ‬الا‭ ‬لمن‭ ‬يقبض‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬الصراصير‭ ‬المرمزة،‭ ‬وقد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭: ‬ولماذا‭ ‬لا‭ ‬تذهب‭ ‬انت‭ ‬يا‭ ‬ابو‭ ‬الجعافر‭ ‬الى‭ ‬اريزونا‭ ‬لتنفرد‭ ‬بالجائزة؟‭ ‬سؤال‭ ‬وجيه‭ ‬ولكني‭ ‬ردي‭ ‬عليه‭ ‬اكثر‭ ‬وجاهة‭: ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬عاشت‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬وتجولت‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬عواصم‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬حلفت‭ ‬زوجتي‭ ‬بالطلاق‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تتركني‭ ‬ازور‭ ‬بلدا‭ ‬خارج‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬بمفردي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬دخلنا‭ ‬سوقا‭ ‬شعبيا‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬معظم‭ ‬البائعات‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬وكن‭ ‬يتصايحن‭: ‬جافا‭.. ‬سويت‭ ‬جافا‭.. ‬والانجليز‭ ‬يسقطون‭ ‬حرف‭ ‬الراء‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬معظم‭ ‬الكلمات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فهمت‭ ‬ام‭ ‬المعارك‭ ‬انهن‭ ‬يتحرشن‭ ‬بي،‭ ‬ولم‭ ‬أحاول‭ ‬أن‭ ‬أفقد‭ ‬اعترافها‭ ‬لي‭ ‬بأنني‭ ‬جذاب‭ ‬وبأنني‭ ‬فتنة‭ ‬للنساء،‭ ‬لأنني‭ ‬وعن‭ ‬تجربة‭ ‬كنت‭ ‬أعرف‭ ‬أنهن‭ ‬يروجن‭ ‬لبرتقال‭ ‬وتفاح‭ ‬يافا‭ ‬وتنطق‭ ‬بالإنجليزية‭ ‬‮«‬جافا‮»‬‭!! ‬اما‭ ‬الامر‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬ان‭ ‬زوجتي‭ ‬تخاف‭ ‬من‭ ‬الصراصير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خوف‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬اسرائيل،‭ ‬وإذا‭ ‬عرفت‭ ‬انني‭ ‬كسبت‭ ‬مالا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬الصراصير‭ ‬فإنها‭ ‬ستضعني‭ ‬في‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬لمدة‭ ‬شهر‭ ‬وتحرمني‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬الأكل‭.‬

وهناك‭ ‬عرض‭ ‬صرصوري‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬اغراء‭ ‬عن‭ ‬العرض‭ ‬الامريكي‭ ‬واظن‭ ‬انه‭ ‬سيلقى‭ ‬هوى‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القراء،‭ ‬لأنه‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفليبين‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬اخت‭ ‬تايلند‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬برحلات‭ ‬الصيف‭ ‬لوصل‭ ‬الأرحام‭ ‬مع‭ ‬شعوب‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬آسيا،‭ ‬فحسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬اساهي‭ ‬ايفننينج‭ ‬نيوز‭ ‬الفليبينية‭ ‬فان‭ ‬بلدية‭ ‬العاصمة‭ ‬مانيلا‭ ‬وبعد‭ ‬ان‭ ‬تكاثرت‭ ‬الصراصير‭ ‬تقدم‭ ‬ما‭ ‬يساوي‭ ‬ستة‭ ‬سنتات‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬صرصور‭. ‬طبعا‭ ‬المبلغ‭ ‬هزيل‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعرض‭ ‬الامريكي‭ ‬آنف‭ ‬الذكر،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬قيد‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬الصراصير‭ ‬بمعنى‭ ‬انها‭ ‬ليست‭ ‬كالصراصير‭ ‬الأمريكية‭ ‬عليها‭ ‬ارقام‭ ‬كودية،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اهل‭ ‬الفلبين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تربية‭ ‬الصراصير‭ ‬لتوريدها‭ ‬لبلدية‭ ‬مانيلا،‭ ‬ومهما‭ ‬فعل‭ ‬هؤلاء‭ ‬فانهم‭ ‬لن‭ ‬يجنوا‭ ‬أرباحا‭ ‬طائلة‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬المستثمرين‭: ‬يشترون‭ ‬رقعة‭ ‬ارض‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الفلبين‭ ‬ويربون‭ ‬فيها‭ ‬الصراصير‭ ‬للسوق‭ ‬المحلية‭ ‬ولكوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬الصرصار‭ ‬المشوي‭ ‬والمقلي‭ ‬بالزيت‭ ‬وجبة‭ ‬‮«‬تصبيرة‮»‬‭ ‬خفيفة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا