العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

خمسة مشاهد لمستقبل الأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٧ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

أشرت‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬عديدة‭ ‬سابقة‭ ‬لموضوع‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬مفهومًا‭ ‬وسيطًا‭ ‬بين‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي‭ ‬وخصص‭ ‬له‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فصلاً‭ ‬كاملاً‭ ‬وهو‭ ‬الفصل‭ ‬الثامن‭ ‬وتم‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬بتنظيمات‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭  ‬من‭ ‬بينها‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وكذلك‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬كتنظيم‭ ‬فرعي‭ ‬للنظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬جهود‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬انتظام‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وما‭ ‬يصدر‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬تعيد‭ ‬تأكيد‭ ‬أولويات‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬كما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثون‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬القضية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬ذات‭ ‬اهتمام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬فإن‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن‭ ‬يجتاز‭ ‬حالة‭ ‬مخاض‭ ‬بالغة‭ ‬التعقيد‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬أكثر‭ ‬منها‭ ‬قرارات،‭ ‬فالقضايا‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬البعض‭ ‬منفصلة‭ ‬تعد‭ ‬متصلة‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬بل‭ ‬حتمية‭ ‬وضع‭ ‬الرؤى‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ذلك‭ ‬الأمن‭ ‬ليتكامل‭ ‬مع‭ ‬الأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬خمسة‭ ‬مشاهد‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يتعين‭ ‬وجود‭ ‬رؤى‭ ‬إقليمية‭ ‬محددة‭ ‬بشأنها،‭ ‬أولها‭: ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬منشأة‭ ‬لها‭ ‬بل‭ ‬كاشفة‭ ‬لمدى‭ ‬خطورتها‭ ‬على‭ ‬جوهر‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تجارتها‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬العالم،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬فيها‭ ‬المنطقة‭ ‬تهديدات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬التهديدات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬جماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬مقابل‭ ‬دول‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مستجد‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وربما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬مضمونا‭ ‬لبعض‭ ‬خطابات‭ ‬الرؤساء‭ ‬في‭ ‬القمة‭  ‬العربية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬صدور‭ ‬تصريحات‭ ‬من‭ ‬الحوثيين‭ ‬بتوسيع‭ ‬الضربات‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬فإننا‭ ‬سنكون‭ ‬أمام‭ ‬مشهد‭ ‬جديد‭ ‬فهي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬قوات‭ ‬للناتو‭ ‬‮«‬حارس‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬مهمتها‭ ‬في‭ ‬تفتيش‭ ‬السفن‭ ‬التي‭ ‬يشتبه‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬تحمل‭ ‬أشياء‭ ‬محظورة‭ ‬وتتولى‭ ‬تلك‭ ‬المهمة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬عملها‭ ‬عام‭ ‬2001‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬المسعى‭ ‬النشط‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬توسيع‭ ‬رقعة‭ ‬التهديدات‭.‬

ثانيها‭: ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول،‭ ‬فالمتتبع‭ ‬لتهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الأخيرة‭ ‬يدرك‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤكدة‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وهي‭ ‬تراجع‭ ‬مخاطر‭ ‬الحروب‭ ‬البرية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬التسلح‭ ‬الكمي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬عامل‭ ‬الردع‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬فالحديث‭ ‬الآن‭ ‬بامتياز‭ ‬عن‭ ‬الطائرات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬بل‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬وكانت‭ ‬طائرة‭ ‬الاستطلاع‭ ‬التركية‭ ‬التي‭ ‬حلقت‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬واستطاعت‭ ‬تحديد‭ ‬مكان‭ ‬سقوط‭ ‬مروحية‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬ومرافقيه‭ ‬حديث‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وما‭ ‬لدى‭ ‬تركيا‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬تكنولوجية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬قدرات‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬أو‭ ‬البعيد‭.‬

‭ ‬ثالثها‭: ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ربما‭ ‬شهدت‭ ‬كتابات‭ ‬عديدة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬حال‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬لتلك‭ ‬القضية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وفقاً‭ ‬للقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬المدخل‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتأسيس‭ ‬منظومة‭ ‬أمن‭ ‬إقليمي‭ ‬مستقرة،‭ ‬حيث‭ ‬ثبت‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬كافة‭ ‬فالمسألة‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬المباشر‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬ذاتها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬تداعيات‭ ‬تلك‭ ‬القضية‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬المظاهرات‭ ‬العارمة‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المشروعة‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬

‭ ‬رابعها‭: ‬علاقة‭ ‬النظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬بدول‭ ‬الجوار‭ ‬وأعني‭ ‬بها‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬والتي‭ ‬تشهد‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬المد‭ ‬والجزر‭ ‬وفقاً‭ ‬للتوافقات‭ ‬أو‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬علاقة‭ ‬التأثير‭ ‬والتأثر‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬والنظام‭ ‬الإقليمي‭ ‬العربي‭ ‬عموماً‭ ‬والخليجي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص،‭ ‬ولكن‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬يشهد‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬شهدت‭ ‬فيها‭ ‬علاقات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭  ‬ببعض‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تحسناً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬أرضية‭ ‬مناسبة‭ ‬لصياغة‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬لمسار‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬ويعيد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬مقترح‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬السيد‭ ‬عمرو‭ ‬موسى‭ ‬‮«‬رابطة‭ ‬دول‭ ‬الجوار‮»‬‭  ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وإيران‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وهو‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬آثار‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬آنذاك‭.‬

‭ ‬خامسها‭: ‬تصورات‭ ‬وأطر‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فمع‭ ‬أهمية‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وكذلك‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬كتنظيمين‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بل‭ ‬إنهما‭ ‬ركيزتان‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬إتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬لأطر‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬وخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تستهدف‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬محدد‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تجمع‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وخليج‭ ‬عدن‭ ‬والذي‭ ‬تأسس‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ويضم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مصر‭ ‬والسعودية‭  ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الآلية‭ ‬الإقليمية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬مقترحات‭ ‬وتصورات‭ ‬أخرى‭ ‬تضم‭ ‬أطرافاً‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬قد‭ ‬تتوافق‭ ‬أو‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالحها‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬قائمة‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تطول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬أزمات‭ ‬إقليمية‭ ‬أخرى‭ ‬تضاف‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬،وثمة‭ ‬ضرورة‭ ‬لوجود‭ ‬تصورات‭ ‬مشتركة‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مشاهد‭ ‬دولية‭ ‬أولها‭: ‬إعلان‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬وثيقة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الجنوب‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬ويقصد‭ ‬به‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭  ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تعرض‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬وثانيها‭: ‬المشهد‭ ‬الانتخابي‭ ‬المرتقب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬بريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكذلك‭ ‬مؤسسات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬بقاء‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬النخب‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬وثالثها‭: ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬المحتدم‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬مجدداً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تعكسه‭ ‬المبادرات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬التي‭ ‬أعادت‭ ‬مجدداً‭ ‬تأكيد‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭.‬

إن‭ ‬إطلاق‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬رؤيته‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬وكذلك‭ ‬مخرجات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يتكاملان‭ ‬معاً‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬ملامح‭ ‬رؤية‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬أحد‭ ‬أسس‭ ‬المشهد‭ ‬الإقليمي‭ ‬مستقبلاً‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬المشتركة‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬صياغة‭ ‬أطر‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تطوير‭ ‬الأطر‭ ‬القائمة‭ ‬فجميها‭ ‬مسارات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الهدف‭ ‬ذاته‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعد‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬صمام‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.      ‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات

‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا