اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
أزمة الهوت شورت
مؤخرا خرجت علينا البلوجر «فدوى مواهب» بفتوى تقول فيها إن ارتداء الفتاة للهوت شورت في المنزل أمام والدتها حرام شرعا، لأنها بذلك تكشف عورتها، الأمر الذي قلب الدنيا ولم يقعدها على وسائل التواصل الاجتماعي لتفتح الباب من جديد إلى التطرق لقضية الفتاوى مجبرين غير مختارين.
هذه الفتوى أحدثت ضجة كبيرة وأصبحت حديث الناس في الأيام الأخيرة، فهناك فريق أيدها بشدة، وراح يؤكد أهميتها في عصرنا هذا الذي عز فيه الخجل والحياء بشكل عام، وآخر تهجم على صاحبتها واتهمها بالتزمت والترهيب.
لقد علق الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف على فيديو «فدوى» الذي تحدثت فيه عن عورة المرأة أمام والدتها ومن ثم والدها وإخوانها بأن هذا الرأي صحيح، حيث لا يجوز أن تجلس الفتاة البالغة أمام كل هؤلاء بالهوت شورت، موضحا أنه بالإمكان أن تلبس شورت تحت الركبة، وتيشرت نصف كم، وتلك هي الحدود المسموح بها شرعا.
هذا في الوقت الذي وصفت فيه المحامية الشهيرة نهاد أبو قمصان «فدوى» بأنها منتحلة صفة داعية، مشيرة إلى أنها كانت مخرجة كليبات معتزلة، ومؤكدة أن فتواها هذه تتهم الآباء والأمهات المصريين بالانحرافات الجنسية، الأمر الذي يعرض الفتيات المراهقات إلى التحرش من قبل الأم والأب، مما دفعها إلى تقديم بلاغ للنائب العام ضد صاحبة الفتوى.
وبغض النظر عن صحة أو خطأ الفتوى دينيا، أو مدى ما تحمله من مغالطة أو مبالغة، كنا نتمنى لو أن القضية خرجت من إطار ما أطلق عليه «أزمة الهوت شورت»، لتأخذ منحى آخر أشمل وأعم من ذلك بكثير يستفاد منه على أرض الواقع، بحيث يتم طرحها من قبل المختصين من باب أهمية الالتزام الأخلاقي، والدعوة إلى إنعاش سمة «الحياء» في نفوس بنات هذا الجيل، ليس أمام عائلتهن فقط بل خارج بيوتهن، في أي مكان، وبأسلوب لا يشوبه الترهيب بل الترغيب بعيدا عن التراشق والعراك والاتهام والقضاء.
بنات اليوم بحاجة إلى تأكيد أن الأنوثة حياء قبل أن تكون أزياء، وعلى أنه كلما ازدادت المرأة حياء ازدادت جمالا، حياء ليس في اللباس فقط، بل في الكلمة والصوت والضحكة والنظرة، في كل شيء، عملا بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء»!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك