العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أي تأثير للأحداث والتحولات الراهنة على الانتخابات الأمريكية؟

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ٢٢ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

كتب‭ ‬الباحث‭ ‬الفلسطيني‭ ‬البارز‭ ‬فايز‭ ‬صايغ‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬بدت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬أقوى‭ ‬حالاتها،‭ ‬فإنها‭ ‬كانت‭ ‬تخفي‭ ‬فقط‭ ‬حقيقة‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أضعف‭ ‬حالاتها‭.‬

ويتجلى‭ ‬هذا‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬التراجع‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬مكانة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجموعات‭ ‬الديموغرافية‭ ‬للناخبين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وبين‭ ‬تصرفات‭ ‬وتصريحات‭ ‬الكونجرس‭ ‬والجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬والتي‭ ‬تجلت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭.‬

لقد‭ ‬ظلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تخسر‭ ‬شعبيتها‭ ‬في‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭. ‬ويظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬غالوب‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬أن‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ــ‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية،‭ ‬ولاتينية،‭ ‬وآسيوية‭ ‬ــ‭ ‬يحملون‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬أقل‭ ‬تعاطفاً‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬تجاه‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الدعم‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬احتفظت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬بالدعم‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فإن‭ ‬الأغلبية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬السكانية‭ ‬تعارض‭ ‬بشدة‭ ‬سياسات‭ ‬الدولة،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬معظمهم‭ ‬إنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬تقطع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مساعداتها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

ولمواجهة‭ ‬ذلك،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬شنت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬هجومًا‭ ‬متعدد‭ ‬الجوانب،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬استهداف‭ ‬وتشويه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬النشطاء‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وأعضاء‭ ‬الكونجرس؛‭ ‬وتمرير‭ ‬قوانين‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬ولاية‭ ‬تعاقب‭ ‬مؤيدي‭ ‬جهود‭ ‬مقاطعة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬عليها؛‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬انتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬اثنتي‭ ‬عشرة‭ ‬دولة‭ ‬أخرى؛‭ ‬وحملة‭ ‬ضخمة‭ ‬بملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬‮«‬هاسبارا‮»‬‭ (‬التفسير‭ ‬بالعبرية‭) ‬لتحسين‭ ‬صورة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬هجوم‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬حظيت‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالتعاطف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬خسائرها‭ ‬وعوضت‭ ‬بذلك‭ ‬بعض‭ ‬الدعم‭ ‬المفقود،‭ ‬ولكنها‭ ‬أهدرت‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬تلت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوحشية‭ ‬المطلقة‭ ‬التي‭ ‬أظهرتها‭ ‬وتجاهلها‭ ‬المتعمد‭ ‬لأرواح‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

ولم‭ ‬تؤد‭ ‬النتائج‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬إضعاف‭ ‬مكانة‭ ‬إسرائيل‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وخاصة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والمجموعات‭ ‬الديموغرافية‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬قاعدة‭ ‬دعمها‭ ‬الأساسية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تمكنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬والقادة‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية،‭ ‬وأغلبية‭ ‬المعلقين‭ ‬و‮«‬المحللين‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬ظلوا‭ ‬متقبلين‭ ‬للرواية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حول‭ ‬الأحداث‭ ‬الجارية‭.‬

لقد‭ ‬ظل‭ ‬المسؤولون‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬يدافعون‭ ‬باستمرار‭ ‬عن‭ ‬السلوك‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬حاولوا‭ ‬تغيير‭ ‬المسار،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬حماية‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬تسريبات‮»‬‭ ‬من‭ ‬المديرين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬لبعض‭ ‬شبكات‭ ‬التلفزيون‭ ‬والصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬الكبرى‭ ‬وهم‭ ‬يخبرون‭ ‬موظفيهم‭ ‬بكيفية‭ ‬تغطية‭ ‬القصص،‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ - ‬بطرق‭ ‬تعكس‭ ‬المواقف‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬وكانت‭ ‬تصريحات‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬مخجلة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬دفاعهم‭ ‬عن‭ ‬التصرفات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التعليمات‭ ‬الفوقية،‭ ‬فقد‭ ‬ظلت‭ ‬المشاكل‭ ‬تتسرب‭ ‬وتتفاقم‭ ‬من‭ ‬الأسفل،‭ ‬فيما‭ ‬تستمر‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬دعم‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الرئيسيين،‭ ‬والناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬و«الأقليات‮»‬،‭ ‬ويؤثر‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬الآن‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬بايدن‭.‬

لقد‭ ‬قيل‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬الانحدار‭ ‬الحاد‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬وأولئك‭ ‬الذين‭ ‬صوتوا‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬لصالح‭ ‬الحملة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الملتزمة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬للحزب‭ ‬الديمقراطي‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست‭ ‬مؤخراً‭ ‬انخفاضاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬بايدن‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬السود،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬المشاركون‭ ‬إلى‭ ‬دعمه‭ ‬لإسرائيل‭ ‬باعتباره‭ ‬أحد‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭.‬

اتخذ‭ ‬المزاج‭ ‬المتغير‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬تجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬طابعا‭ ‬نشطا،‭ ‬حيث‭ ‬نظمت‭ ‬مظاهرات‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭. ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬حكومة‭ ‬محلية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬رئيسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النقابات‭ ‬الكبرى،‭ ‬بيانات‭ ‬قوية‭ ‬تنتقد‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬وكامل‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭.‬

كما‭ ‬دعت‭ ‬تصريحات‭ ‬معلنة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬إفريقي،‭ ‬وآخر‭ ‬لنفس‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬الزعماء‭ ‬الكاثوليك،‭ ‬ومعظم‭ ‬الكنائس‭ ‬البروتستانتية‭ ‬الكبرى،‭ ‬ومجموعات‭ ‬بارزة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬اليهود‭ ‬التقدميين،‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬ووضع‭ ‬شروط‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬المقدمة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭.‬

جاءت‭ ‬المظاهرات‭ ‬المستمرة‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬حرم‭ ‬جامعي‭ ‬أمريكي،‭ ‬ومؤخراً،‭ ‬مخيمات‭ ‬الاحتجاج‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬كلية‭ ‬وجامعة،‭ ‬يقودها‭ ‬طلاب‭ ‬يدعون‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬فوري‭ ‬ودائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭ ‬ويطالبون‭ ‬جامعاتهم‭ ‬بالتخلي‭ ‬عن‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الداعمة‭ ‬لإسرائيل‭.‬

وقد‭ ‬تأثر‭ ‬الكونجرس‭ ‬أيضًا‭ ‬بهذا‭ ‬الزخم‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬قيادة‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬متماسكة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬والممثلين‭ ‬إما‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬رسائل‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬شروط‭ ‬على‭ ‬المساعدات‭ ‬المقدمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أو‭ ‬التصويت‭ ‬ضد‭ ‬التشريعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬التغيير‭ ‬يجري‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وهكذا،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬موقفها‭ ‬المتدهور‭ ‬بسرعة،‭ ‬شرعت‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬شاملة‭ ‬ــ‭ ‬ليس‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضيتها،‭ ‬بل‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬معارضيها‭. ‬إن‭ ‬جهود‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬تعسفية‭ ‬فهي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لديمقراطيتنا‭.‬

وقد‭ ‬خصصت‭ ‬إحدى‭ ‬جماعات‭ ‬الضغط‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لهزيمة‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس،‭ ‬الذين‭ ‬دعموا‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭. ‬وكي‭ ‬نفهم‭ ‬حجم‭ ‬هذا‭ ‬الإنفاق،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬انتخابات‭ ‬الكونجرس‭ ‬تكلف‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭. ‬إن‭ ‬مبلغ‭ ‬العشرين‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬الذي‭ ‬التزموا‭ ‬بتوفيرها‭ ‬لهزيمة‭ ‬النائب‭ ‬جمال‭ ‬بومان‭ ‬هو‭ ‬مبلغ‭ ‬فاحش‭ ‬بالمقارنة‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬فإن‭ ‬اللوبي‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬يضغط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تمرير‭ ‬تشريع‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساوي‭ ‬بين‭ ‬معارضة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬الكليات‭ ‬والمعاهد‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬الفيدرالي‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬اختبار‭ ‬المؤيد‭ ‬الحقيقي‭ ‬والصريح‭ ‬لإسرائيل‭.‬

كما‭ ‬وافق‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأمريكي‭ (‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬مجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬بعد‭) ‬على‭ ‬تشريع‭ ‬يلغي‭ ‬الإعفاء‭ ‬الضريبي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬داعمة‭ ‬للمنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ــ‭ ‬مع‭ ‬تعريف‭ ‬‮«‬الدعم‮»‬‭ ‬بشكل‭ ‬فضفاض‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يشمل‭ ‬ببساطة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية‭.‬

كما‭ ‬هدد‭ ‬زعماء‭ ‬الكونجرس‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بتشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬إذا‭ ‬اتهموا‭ ‬أي‭ ‬زعيم‭ ‬إسرائيلي‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتوسيع‭ ‬الحظر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تمويل‭ ‬أمريكي‭ ‬لدعم‭ ‬وكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ (‬الأونروا‭).‬

وكان‭ ‬قادة‭ ‬الكونجرس‭ ‬والجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬يرددون‭ ‬أيضًا‭ ‬خطاب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬تشويه‭ ‬سمعة‭ ‬الطلاب‭ ‬المحتجين،‭ ‬ووصفهم‭ ‬بمعادي‭ ‬السامية‭ (‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬منهم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬متناسب‭ ‬يهود‭) ‬ومساواة‭ ‬احتجاجهم‭ ‬بمناهضة‭ ‬النازيين‭ ‬وبالحملات‭ ‬السامية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬الهولوكوست‭.‬

وأخيرًا،‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬نفسها‭ ‬‮«‬بفضح‮»‬‭ ‬وتشويه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الداعمة‭ ‬للجماعات‭ ‬اليهودية‭ ‬التقدمية‭ ‬المعارضة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتدعو‭ ‬إلى‭ ‬نبذها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬اليهودي‭ ‬نفسه‭.‬

إن‭ ‬قدرة‭ ‬الجماعات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬دفع‭ ‬الإدارة‭ ‬والكونجرس‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الرئيسية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬متحيزة،‭ ‬وتمرير‭ ‬قوانين‭ ‬قمعية،‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعة‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬أو‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يعارضونها‭ ‬والإضرار‭ ‬بها،‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تثبت‭ ‬قوتها‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬والمحاولات‭ ‬تعكس‭ ‬ضعف‭ ‬هذه‭ ‬الجماعات‭ ‬ووهن‭ ‬دعوتها‭. ‬إن‭ ‬جهودها‭ ‬البعيدة‭ ‬المدى‭ ‬لضبط‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الصحفيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتقدون‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسياساتها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتذكرنا‭ ‬بمكارثي‭.‬

ولكن‭ ‬لأن‭ ‬السلوك‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لن‭ ‬يتغير،‭ ‬فإن‭ ‬المنتقدين،‭ ‬وخاصة‭ ‬أولئك‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬لن‭ ‬‮«‬يتلاشوا‭ ‬صمتا‭ ‬تحت‭ ‬جنح‭ ‬الظلام‮»‬‭. ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬تشتد‭ ‬عزيمة‭ ‬هؤلاء‭ ‬المنتقدين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬بمحاولة‭ ‬بايدن‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخابه‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا