العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وثيقة حلف الناتو لدول الجنوب

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬قبل‭ ‬الماضي‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب‭ ‬والمقصود‭ ‬بها‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصته‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬أطلق‭ ‬مبادرتين‭ ‬لتعزيز‭ ‬شراكته‭ ‬مع‭ ‬دولها‭ ‬الأولى‭: ‬هي‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬وشمل‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬من‭ ‬حوض‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬والثانية‭: ‬مبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬وانضمت‭ ‬إليها‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬هي‭ ‬البحرين‭ ‬والإمارات‭ ‬والكويت‭ ‬وقطر،‭ ‬وأشرت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬يستعد‭ ‬لإصدار‭ ‬وثيقة‭ ‬تعكس‭ ‬رؤيته‭ ‬المستقبلية‭ ‬لعلاقته‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬الخبراء‭ ‬المستقل‭ ‬يدعم‭ ‬عملية‭ ‬التفكير‭ ‬الشامل‭ ‬والعميق‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬الجوار‭ ‬الجنوبي‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الوثيقة‭ ‬تكتسب‭ ‬أهميتها‭ ‬لأسباب‭ ‬ثلاثة‭ ‬أولها‭: ‬إنها‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يطلق‭ ‬فيها‭ ‬الحلف‭ ‬استراتيجية‭ ‬لمنطقة‭ ‬فرعية،‭ ‬حيث‭ ‬اعتاد‭ ‬الحلف‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬مفهوم‭ ‬استراتيجي‭ ‬شامل‭ ‬كمراجعة‭ ‬أمنية‭ ‬لسياسته‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬لكل‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الجنوب،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إصدار‭ ‬الحلف‭ ‬لتلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬يعكس‭ ‬ربما‭ ‬قصور‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬وثانيها‭: ‬يتزامن‭ ‬إطلاق‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي،‭ ‬وعشرين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬الوثيقة‭ ‬الجديدة‭ ‬ستكون‭ ‬المبادئ‭ ‬العامة‭ ‬الحاكمة‭ ‬لمسار‭ ‬هاتين‭ ‬المبادرتين‭ ‬مستقبلاً‭ ‬تكاملاً‭ ‬لا‭ ‬تعارضاً‭ ‬مع‭ ‬نصوصهما،‭ ‬وثالثها‭: ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬المتزامنة‭ ‬والمترابطة‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬تؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬إيضاح‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬سياساتها‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬التحولات‭ ‬والتي‭ ‬أوجدت‭ ‬تهديدات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬ليس‭ ‬أقلها‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬أثارت‭ ‬تساؤلات‭ ‬عديدة‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬شركاء‭ ‬الحلف‭ ‬مجملها‭: ‬أين‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات؟‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬قمة‭ ‬الحلف‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬فرصة‭ ‬لإيضاح‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬الجنوب‭ ‬تأسيساً‭ ‬على‭ ‬توصيات‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬الاستشارية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬معنية‭ ‬بإصدار‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬بدأت‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

‭ ‬وثيقة‭ ‬الحلف‭ ‬الجديدة‭ ‬تجاه‭ ‬الجنوب‭ ‬أعدها‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬المستقلين‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬الحلف‭ ‬وهي‭: ‬الدنمارك،‭ ‬فرنسا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬اليونان،‭ ‬إيطاليا،‭ ‬بولندا،‭ ‬البرتغال،‭ ‬إسبانيا،‭ ‬تركيا،‭ ‬بريطانيا،‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬لوحظ‭ ‬أنهم‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬والعسكريين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬وهذه‭ ‬سمة‭ ‬للتفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحلف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مؤسساته‭ ‬وإصداراته‭ ‬أن‭ ‬يضم‭ ‬العنصرين‭ ‬المدني‭ ‬والعسكري‭ ‬معاً‭.‬

‭ ‬تحتوي‭ ‬الوثيقة‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الحلف‭ ‬والنهج‭ ‬الإقليمي‭ ‬والشراكات،‭ ‬ثم‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الحديث‭ ‬مباشرة‭ ‬عن‭ ‬المناطق‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للحلف‭ ‬وهي‭ ‬كما‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬الوثيقة‭: ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الساحل‭ ‬وإفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى،‭ ‬وقد‭ ‬حددت‭ ‬الوثيقة‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬وهي‭ ‬الأمن‭ ‬الإنساني،‭ ‬المرأة‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن،‭ ‬الحكم‭ ‬الرشيد،‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العامة‭ ‬والاتصالات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬التلاعب‭ ‬بالمعلومات‭ ‬واختتمت‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬علاقة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬مضامين‭ ‬الوثيقة‭ ‬والتي‭ ‬عكست‭ ‬آليات‭ ‬عديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬ودول‭ ‬الجنوب‭ ‬فإنه‭ ‬مما‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭ ‬فيها‭ ‬ست‭ ‬رؤى‭ ‬محددة‭ ‬أولها‭: ‬حول‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حيث‭ ‬تضمنت‭ ‬الوثيقة‭ ‬توصية‭ ‬بأن‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ويمكن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬دعوة‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬بصفة‭ ‬مراقب،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬الحلف‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ولكن‭ ‬تضمينها‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الوثيقة‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحلف‭ ‬يريد‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الجنوب‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬تهديداً‭ ‬لمصالح‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬يسعى‭ ‬الحلف‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬مركزين‭ ‬جديدين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬التلاعب‭ ‬بالمعلومات‭ ‬والتدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬والمناخ‭ ‬والأمن،‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬المقترح‭ ‬ضمن‭ ‬خطوات‭ ‬مماثلة‭ ‬اتخذها‭ ‬الحلف‭ ‬سابقاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬الحلف‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬بالكويت‭ ‬2017‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬قرر‭ ‬قادة‭ ‬الحلف‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬بحري‭ ‬لمكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬وتم‭ ‬افتتاحه‭ ‬رسمياً‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نابولي‭ ‬بإيطاليا‭ ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬استمرار‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬النهج‭ ‬ذاته‭ ‬يعني‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مراكز‭ ‬عديدة‭ ‬نوعية‭ ‬معنية‭ ‬بمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بعضها‭ ‬مستهدفاً‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرتيه‭ ‬المشار‭ ‬إليهما‭ ‬تجاه‭ ‬الجنوب،‭ ‬وثالثها‭: ‬تعيين‭ ‬مبعوث‭ ‬خاص‭ ‬للجنوب،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬برغم‭ ‬أنها‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬فإنها‭ ‬تأتي‭ ‬بشكل‭ ‬متأخر‭ ‬نسبياً‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مبعوثا‭ ‬خاصا‭ ‬للقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وكذلك‭ ‬ممثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وكذلك‭ ‬يوجد‭ ‬مبعوث‭ ‬خاص‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ولكنها‭ ‬تبقى‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬لإمكانية‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬حلقة‭ ‬الاتصال‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬والشركاء‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬بروتوكولات‭ ‬انعقاد‭ ‬جولات‭ ‬الشراكات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ورابعها‭: ‬تأسيس‭ ‬الحلف‭ ‬بعثات‭ ‬تدريبية‭ ‬واستشارية‭ ‬لدى‭ ‬الشركاء،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬الحلف‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬فللحلف‭ ‬بعثة‭ ‬تدريبية‭ ‬تستهدف‭ ‬تدريب‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬العراقية،‭ ‬ولكن‭ ‬يلاحظ‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬التوصية‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وفقاً‭ ‬لطلب‭ ‬الشركاء‭ ‬حسب‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأمنية‭ ‬وليست‭ ‬برغبة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحلف،‭ ‬وتعد‭ ‬تلك‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬الحلف‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬عسكرية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬لتقديم‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الأمن‭ ‬الناعم‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1000‭ ‬ضابط‭ ‬ومدني‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الحلف‭ ‬والدول‭ ‬الشريكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمرين‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬كاتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬أحد‭ ‬الموجهين‭ ‬الأكاديميين‭ ‬لذلك‭ ‬التمرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬بكلية‭ ‬دفاع‭ ‬الحلف‭ ‬بروما،‭ ‬وخامسها‭: ‬تكثيف‭ ‬الحوار‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬لإيضاح‭ ‬سياسات‭ ‬الحلف‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومنها‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬لدرجة‭ ‬التمثيل‭ ‬السياسي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬العسكري‭ ‬الراهن،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يعكس‭ ‬قناعة‭ ‬الحلف‭ ‬بأهمية‭ ‬دور‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬المستجدات‭ ‬الأمنية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تعزيز‭ ‬تبادل‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬،وسادسها‭: ‬تحديد‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتغير‭ ‬المناخ‭ ‬كأولويات‭ ‬أمنية‭ ‬للحلف‭ ‬ضمن‭ ‬شراكته‭ ‬مع‭ ‬الجنوب‭ ‬يعكس‭ ‬إدراك‭ ‬الحلف‭ ‬للأمن‭ ‬التقليدي‭ ‬وغير‭ ‬التقليدي،‭ ‬ففي‭ ‬النهاية‭ ‬تتشكل‭ ‬بيئة‭ ‬غير‭ ‬آمنة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحلف‭ ‬التحرك‭ ‬لدرء‭ ‬المخاطر‭ ‬فيها‭.‬

اللافت‭ ‬في‭ ‬الوثيقة‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬توصيفاً‭ ‬لكل‭ ‬منطقة‭ ‬فرعية‭ ‬وتهديداتها‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬توصيات‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬للحلف‭ ‬اتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬مناسباً‭ ‬وفقاً‭ ‬للأولويات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومخاطرها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬ذاته‭ ‬هل‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬أولويات‭ ‬للجنوب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته؟‭ ‬

{ ‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا