العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نجاح البحرين في استضافة القمة العربية

بقلم: د. نبيل العسومي

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

كان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الـ33‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قمة‭ ‬ناجحة‭ ‬بل‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬أبوالغيط‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أنجح‭ ‬القمم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬ويرجع‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬والتي‭ ‬أبلت‭ ‬بلاء‭ ‬حسنا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬التنظيمي‭ ‬والتواصلي‭ ‬والإعلامي‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬أبهرت‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الاستضافة‭ ‬والتنظيم‭ ‬هي‭ ‬شهادة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمعروفة‭ ‬بحسن‭ ‬تنظيمها‭ ‬وإدارتها‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬والمناسبات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعربية‭ ‬والدولية‭ ‬وهذا‭ ‬النجاح‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬ووفود‭ ‬وإعلاميين‭ ‬فهنيئا‭ ‬للبحرين‭ ‬وهنيئا‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬المميز‭.‬

إن‭ ‬مجرد‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬وبيانها‭ ‬الختامي‭ ‬وما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬عربية‭ ‬حظيت‭ ‬بالإجماع‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬وجلي‭ ‬يكتشف‭ ‬إصرار‭ ‬القادة‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬مواقف‭ ‬صارمة‭ ‬وجدية‭ ‬وخاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬أهم‭ ‬قضية‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬وهي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بمنعطف‭ ‬تاريخي‭ ‬صعب‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وعمليات‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتهجير‭ ‬الممنهج‭ ‬والتدمير‭ ‬للبنية‭ ‬التحية‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬عند‭ ‬نقطتين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تعتبران‭ ‬أهم‭ ‬نقطتين‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬القمة‭:‬

أولا‭: ‬تأكيد‭ ‬ضرورة‭ ‬إيقاف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬ضرب‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتحول‭ ‬نحو‭ ‬مسار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬كحل‭ ‬وحيد‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬76‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬دعت‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الختامي‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬برعاية‭ ‬وضمانة‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬زمني‭ ‬للعملية‭ ‬السياسية‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬واضحة‭ ‬قابلة‭ ‬للتنفيذ‭ ‬وفقا‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬للجميع‭ ‬وهذه‭ ‬الدعوة‭ ‬تشكل‭ ‬السبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لحل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشكل‭ ‬جوهري‭ ‬وجاد‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الشعارات‭ ‬وبعيدا‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬الاستعلائية‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬المتطرفة‭ ‬والتي‭ ‬ترفض‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬وترفض‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وحرية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬سيادته‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬كما‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬قوانين‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬بعيدا‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الفكر‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عامة‭ ‬وعن‭ ‬فكر‭ ‬ومواقف‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬التطرف‭ ‬والمواقف‭ ‬المتشددة‭ ‬تجاه‭ ‬السلام‭ ‬وتجاه‭ ‬المفاوضات‭ ‬السلمية‭ ‬وأي‭ ‬حل‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الشرعية‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

ثانيا‭: ‬تشمل‭ ‬عددا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬العربية‭ ‬الحيوية‭ ‬والتي‭ ‬منها‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬العربي‭ ‬وخاصة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬شعب‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬والسودان‭ ‬بسبب‭ ‬التصرفات‭ ‬الإثيوبية‭ ‬المنافية‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والمنافي‭ ‬لحسن‭ ‬الجوار‭ ‬والتفاهمات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمياه‭ ‬النيل‭.‬

وكذلك‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬القطران‭ ‬العربيان‭ ‬السوري‭ ‬والعراقي‭ ‬من‭ ‬ضغوط‭ ‬تركية‭ ‬خانقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تدفق‭ ‬مياه‭ ‬نهري‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬واستراتيجي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬اللذين‭ ‬يمران‭ ‬بأصعب‭ ‬فترة‭ ‬بسبب‭ ‬سياسة‭ ‬التعطيش‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬تركيا‭ ‬تماما‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإثيوبية‭.‬

ثالثا‭: ‬الإصرار‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬دعم‭ ‬المليشيات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬اليمن‭ ‬والتي‭ ‬تثير‭ ‬الفوضى‭ ‬وتتسبب‭ ‬في‭ ‬ضعف‭ ‬سلطة‭ ‬الدولة‭ ‬وعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ترفض‭ ‬تقسيم‭ ‬السلطة‭ ‬داخل‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬اليوم‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬نموا‭ ‬مقلقا‭ ‬وخطيرا‭ ‬لهذه‭ ‬المليشيات‭.‬

إذن‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬قد‭ ‬حققت‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬إجماعا‭ ‬عربيا‭ ‬حول‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتواجه‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الجهود‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬قادها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬والتي‭ ‬أكدت‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬أشقائها‭ ‬وأصدقائها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا