الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
قمة البحرين.. وخطة «التعافي السياسي»
حينما أرادت مملكة البحرين أن تعالج وتتجاوز تحديات «جائحة كورونا»، وفق رؤية واقعية ومستقبلية مستدامة، أطلقت خطة «التعافي الاقتصادي»، بهدف تعزيز الاستقرار المالي، ومواصلة العمل بروح الفريق الواحد، لتحقيق التطلعات التنموية المنشودة، بما يعود إيجابياً على الوطن والمواطنين، وترتكز الخطة على (5) أولويات ومبادرات، وتضم 27 برنامجًا متكاملا.
ومع نجاح خطة «التعافي الاقتصادي» البحرينية، قامت المملكة وخلال «قمة البحرين» بتقديم خطة للتعافي السياسي والتنموي في المنطقة، من خلال (5) أولويات ومبادرات، شاملة ومتكاملة، لكل الجوانب السياسية والدبلوماسية، والتعليمية والصحية، والاقتصادية، وفق رؤية تنموية عصرية مستدامة.
كنت قد أشرت في لقاء بتلفزيون البحرين، إلى أن حكمة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، اعتمدت وقصدت عقد «قمة البحرين» بالتزامن مع ((اليوم العالمي للعيش بسلام معا)) الذي يحتفل فيه العالم في 16 مايو من كل عام، وهي رسالة بحرينية عربية حضارية، في المكان والتوقيت، لتضاف إلى الدلالات الرفيعة التي أحاطت بالمجريات والتطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة.
في المبادرات البحرينية، والتي تبنتها القمة العربية، وأصبحت مبادرات عربية خالصة، ستقوم مملكة البحرين وبحكم رئاستها للقمة على متابعة تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع، فالقمة أنهت أعمالها مساء يوم 16 مايو، ولكن مملكة البحرين ستواصل عملها العربي، الدبلوماسي والتنموي، من أجل تحقيق السلام والاستقرار والازدهار، لتؤكد دورها العروبي ورسالتها الحضارية، نحو تعزيز العمل العربي المشترك، ومصلحة المنطقة ومستقبلها.
وقد تضمنت المبادرات البحرينية الخمس لخطة التعافي السياسي والتنموي العربي، والتي ستحقق أهدافا عديدة، خاصة في الحضور الفاعل والكوادر والعناصر البشرية البحرينية، على النحو التالي:
((الدبلوماسية السياسية))، والمتمثلة في الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في المنطقة وبرعاية الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية، بجانب توجيه وزراء الخارجية العرب بالتحرك الفوري والتواصل مع وزراء خارجية دول العالم لحثهم على الاعتراف السريع بدولة فلسطين.
((الدبلوماسية التعليمية))، من خلال توفير الخدمات التعليمية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، ممن حرموا من حقهم في التعليم النظامي بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية وتداعيات النزوح واللجوء والهجرة، بالتعاون والتنسيق بين جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية (اليونسكو) ومملكة البحرين.
((الدبلوماسية الصحية))، من خلال تحسين الرعاية الصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات بالمنطقة، وتطوير صناعة الدواء واللقاحات في الدول العربية، وضمان توفر الدواء والعلاج، بالتعاون والتنسيق المشترك بين جامعة الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية ومملكة البحرين.
((الدبلوماسية الاقتصادية))، من خلال تطوير التعاون العربي في مجال التكنولوجيا المالية والابتكار والتحول الرقمي، من أجل توفير بيئة ملائمة لتطوير منتجات وخدمات مالية مبتكرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
تبقى مسألة غاية في الأهمية، جديرة بالتركيز والتأكيد، بأن ما قامت به مملكة البحرين خلال القمة العربية، وما جاء في الكلمة الملكية السامية، وما تضمنه «إعلان البحرين»، وما جاء في البيان الخاص حول العدوان على غزة، أكد الموقف البحريني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والرد على المشككين والمزايدين في الدور البحريني، ورغبتها الكبيرة وحرصها الشديد على السلام العادل والشامل والمستدام، ومصالح شعبها وشعوب المنطقة والمستقبل معا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك