تواصلت فعاليات المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار 2024 (WEIF) في نسختها الخامسة والتي تعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وذلك بالتزامن مع انعقاد قمة البحرين، القمة العربية الثالثة والثلاثين، بتنظيم مشترك من قبل مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في مملكة البحرين، وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، واتحاد الغرف العربية، والبنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية وعدد من المؤسسات المحلية، والشركاء الإقليميين والدوليين تحت شعار: «تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي».
وبحث عدد من المسؤولين والمختصين والخبراء في مجالات ريادة الأعمال والاستثمار خلال الجلسات الحوارية من فعاليات اليوم الثاني دور ريادة الأعمال والابتكار في تحقيق الأهداف التنموية وخلق فرص العمل وتلبية احتياجات الأسواق فضلاً عن آليات استغلال الفرص التجارية من خلال إنشاء مشاريع جديدة أو توسيع المشاريع القائمة، كما تطرقت الجلسات إلى أهمية تنسيق الجهات الحكومية المعنية مع القطاع الخاص لتعزيز مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي والصادرات، وركزت الجلسات على أهمية تسخير التكنولوجيا الزراعية في الأمن الغذائي ودور العلم والتكنولوجيا في تحقيق الأمن الغذائي، والتقدم التكنولوجي في الزراعة لتحقيق تنمية زراعية مستدامة قادرة على توفير احتياجات كافة شعوب العالم من الموارد الغذائية.
وشارك في الجلسة الحوارية الأولى، تحت عنوان »بيئة ريادة الأعمال والابتكار: نموذج البحرين» المنعقدة الأربعاء، سونيا محمد جناحي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين عضو مجلس إدارة منظمة العمل الدولية، ومها عبدالحميد مفيز الرئيس التنفيذي لصندوق العمل «تمكين»، ودلال الغيص الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية، وبدر ساتر، الرئيس التنفيذي لخليج البحرين للتكنولوجيا المالية، والدكتور خالد فهد العلوي الوكيل المساعد لتنمية الصناعة في وزارة الصناعة والتجارة، وعبدالرحيم عبدالحميد أحمد مدير تمويل الشركات والاستدامة، وفجر صالح الباجه جي مدير عام صندوق الأمل.
من جانبها أكدت جناحي التزام مملكة البحرين باستيعاب الشركات بجميع أحجامها، مشيرة إلى أن أكثر من 92% من السجلات التجارية تمثل المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وأن الهدف الأساسي منها المساهمة في عمليات التوظيف وتنمية المهارات ونمو الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز البحرين عالميًا.
وشددت على دور غرفة البحرين في توفير منصة للشركات للتعبير عن مخاوفهم وتبادل الرؤى وتقديم الحلول للنهوض بواقع ريادة الأعمال الذي تحتل فيه البحرين مكانة متميزة على المستويين الإقليمي والدولي، مبينة أن الغرفة قامت بإعادة هيكلة اللجان لتتوافق مع استراتيجية الحكومة، مع إعطاء الأولوية للقطاعات الرئيسية لنمو الناتج المحلي الإجمالي وإضافة القيمة المجتمعية.
ودعت جناحي الشركات إلى التفكير عالميًا في الابتكار بهدف عولمة كل خدمة ومنتج وإنشاء سفراء للترويج للبحرين والدول العربية على المستوى الدولي، منوهة إلى أن حل المشكلات والتفكير الاستراتيجي طريقة مثالية للتقدم والتطور على كافة المستويات ومختلف الأوجه، مستشهدة بإنشاء مركز أبحاث لتحديد الأهداف الاستراتيجية وتحقيقها.
بينما استعرضت الجلسة الحوارية الثانية التي جاءت تحت عنوان «التقدم عن طريق الابتكار: دور التحول الرقمي والابتكار في ريادة الأعمال» بمشاركة الدكتور محمد حمودة أستاذ كرسي الأمن السيبراني في أرامكو السعودية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والدكتورة فضيلة غرين كبير المستشارين بمنتدى شباب التعاون الإسلامي بالجزائر والدكتور حمد سالم مجيغير المدير التنفيذي لاستشارة الأعمال والاحتضان لبنك قطر للتنمية، والدكتور وسام ستيتي الرئيس التنفيذي لأكاديمية مانشستر للابتكار والتكنولوجيا، ونورة حسن النصف رئيسة شؤون الشركات والعلامة التجارية والتسويق لمنطقة الشرق الأوسط ببنك ستاندرد تشارترد البحرين والشرق الأوسط.
وجاءت الجلسة الحوارية الثالثة بعنوان: »الاستفادة من شبكة ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بمشاركة الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومنسق ITPO شتاين هانسن، ورئيس مكتب ITPO بألمانيا، رولف ستيلتيماير، ورئيسة مكتب ITPO باليابان فوميو أداتشي، ورئيس مكتبITPO في بكين، يابين وو، ورئيسة مكتب ITPO في إيطاليا ديانا باتاجيا، ورئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في جمهورية كوريا مانجو شين.«
وجاءت الجلسة الحوارية الرابعة بعنوان» :التجارة والتراث يلتقيان بالابتكار: إطلاق الإمكانات الإبداعية»، بمشاركة البروفيسور جوليو فينزي، وعمار بشير، رجل أعمال في مجال الإبداع الفني، ورائدة الأعمال السيدة تمارا هوستال المؤسس والرئيس التنفيذي لمعهد الأزياء الفرنسي E.S.M.O.D، والسيد الدكتور فيصل نواش الرئيس والمؤسس صاحب الرؤية للوئام الثقافي الأوروبي، وسمراويت ميرسيهازن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة SAMRA Leather، في إثيوبيا، وأدارت الجلسة الرئيس التنفيذي لمعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات) الدكتورة نورا جمشير.«
بينما جاءت الجلسة الخامسة بعنوان «دور الجامعات والمؤسسات التعليمية في إطلاق العنان لريادة الأعمال والابتكار» بمشاركة رئيس الجامعة الملكية للبنات الاستاذ الدكتور رياض حمزة، والدكتور عبداللطيف كومات عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة الحسن الثانية بالدار البيضاء بالمغرب، وفدوى من أكاديمية سليمان حسين بالسودان، والدكتور ياني دومينيس قائد دورة الماجستير في المالية وإدارة المخاطر ومحاضر أول في الماجستير في تحليلات الأعمال في كلية كلود ليتنر للأعمال بجامعة غرب لندن، وأولاو الي أنيوفووز مدير البرامج والشراكات في جامعة عموم الأطلسي، في نيجيريا، والدكتورة أمل الجودر الخبير التربوي الأول في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعيةITPO البحرين، ويدير الجلسة رئيس المجلس الرئاسي الاستشاري للتنمية الاقتصادية؛ والمدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية د. عبلة عبداللطيف. وشهدت فعاليات المنتدى حلقة نقاشية بعنوان «تسخير التكنولوجيا الزراعية من أجل الأمن الغذائي» بمشاركة المهندس باسم محمد الساعي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، رئيس مجلس إدارة شركة غذاء البحرين القابضة، والسيدة رنا الأكحل المؤسس والمدير الإداري لشركة Medal، والدكتور محمد شريف مستشار العلوم والتكنولوجيا من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، والدكتورة طريفة الزعابي مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية، وأحمد مختار خبير منظمة الأغذية والزراعة، والدكتور عماد حمدان مدير عام صندوق لبنان للتنمية والابتكار، والدكتور أسامة الريس رئيس وحدة ريادة الأعمال بالمنظمة العربية للتنمية الزراعية بالسودان، وفروخ عليمدجانوف مسؤول التنمية الصناعية، وسارة روفرسي رئيس معهد غذاء المستقبل في إيطاليا، وأدار الجلسة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس لجنة الأغذية بغرفة تجارة وصناعة البحرين.
بدوره أكد الساعي أهمية تعزيز سبل التعاون والتنسيق المشترك بين الحكومات والقطاع الخاص في إحداث تغييرات كبيرة في قطاع الزراعة والتكنولوجيا الزراعية والأمن الغذائي، مشدداً على أنه لا يمكن لأي من الجانبين تحقيق تقدم كبير بمفرده وإنما هو جهد جماعي للوصول إلى معدلات غذائية آمنة في مختلف الأسواق الإقليمية والدولية في ظل المتغيرات العالمية الراهنة وما تشهده الأسواق من ناحية توفير المواد الغذائية الأساسية لمواطنيها.
وقال الساعي إن هناك حاجة إلى وضع استراتيجية ورؤية واضحة لتوجيه الاستثمارات والقرارات السياسية في قطاع الزراعة، نظرا لطبيعته طويلة المدى، مبيناً أهمية خلق سياسات متسقة ومتناغمة لتوفير حوافز لمشاركة القطاع الخاص وتضمن الالتزام على المدى الطويل، موضحاً أن الابتكار يلعب دورا حاسما في مواجهة تحديات الأمن الغذائي لكونه بمثابة القوة الدافعة والمحورية التي من الممكن أن تصنع تحولًا في النظم الزراعية والغذائية، بما يسهم في تحقيق معدلات آمنة من الأمن الغذائي العالمي.
ودعا إلى استغلال الإمكانات المائية المتوافرة في بعض دول المنطقة وخاصة في ظل وجود ثلاثة أنهار من أكبر الأنهار في العالم، للنهوض بالواقع الزراعي من خلال جذب الاستثمار الزراعي في القطاع الخاص لتحقيق التنمية الزراعية التي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى دورها في تحقيق الأمن الغذائي، وتنمية الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل، مبيناً أهمية إيجاد بيئة تنظيمية مواتية للقطاع الزراعي تمكن القطاع الخاص من اغتنام الفرص والاستثمار لتحقيق فوائد طويلة ومتوسطة المدى، مشددا على أهمية النظر إلى مبادرات الأمن الغذائي من منظور طويل الأجل بدلا من السعي إلى الإشباع الفوري.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك