تتصاعد الأوضاع والأحداث في المنطقة خاصة في المثلث إسرائيل وفلسطين ولبنان وإسرائيل وإيران ليكون الاحتلال الصهيوني نقطة الارتكاز في هذا التوتر الذي يسارع الجميع اليوم إلى محاولة تهدئته والدعوة إلى عدم توسع رقعة الحرب في المنطقة، ولكن من المؤسف أن هذه الدعوات التي تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية خاصة ومن دول أخرى بوجه عام لم توجه إلى إسرائيل بل لم يتم إدانة عدوان إسرائيل المستمر على سوريا ولبنان حيث تبدو إسرائيل وكأنها مرفوع عنها القلم مثلما يقول المثل العربي فهي لا تدان ولا تعاقب ولا تحاسب وكأنها تتحرك في طريق مفتوح في كل مكان وفي كل اتجاه من دون قيد أو شرط إضافة إلى أن القانون الدولي أو ما يسمى بالقانون الدولي وكأنه بات لا ينطبق على إسرائيل بأي شكل من الأشكال فلا القرارات الدولية بشأن الصراع بين إسرائيل وفلسطين وبين إسرائيل والعرب طبقت وحتى القرار الأخير الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار في غزة لم يطبق ولم يوجه أحد لوما أو انتقادا لإسرائيل لأنها لم تلتزم بهذا القرار الأحدث من نوعه.
في مقابل هذا الطريق المفتوح من دون عوائق قانونية وأخلاقية وعقابية أمام إسرائيل فإن الدنيا تقوم ولا تهدأ إذا ما تعرضت إسرائيل إلى أي رد فعل من أي جهة كانت من لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن والأكثر من ذلك أن الأساطيل الغربية وفي مقدمتها الأساطيل الأمريكية والبريطانية تسارع لحماية إسرائيل من أي هجوم مفترض حتى وإن كان غير واقعي أو نسبة احتمال حدوثه لا تتجاوز 1%.
هذه هي الصورة التي يعيشها العالم اليوم وهي صورة غريبة عجيبة تجعل العالم يسأل لماذا تتصرف إسرائيل بمثل هذه الوحشية والهمجية والعدوانية تجاه الجميع فهي تقتل في لبنان وسوريا وفي غزة وفي الضفة الغربية بل وحتى في أماكن أخرى من العالم وتضرب وتقصف بالأسلحة الذكية والأسلحة الغبية على حد سواء ولا تراعي عرفا قانونيا أو دوليا أو دبلوماسيا فهي دولة خارج القانون.
في ظل هذه المعادلة المختلة وعدم تحمل الولايات المتحدة الأمريكية الراعي والحامي الأساسي والرئيسي للكيان الصهيوني لمسؤوليتها السياسية والأخلاقية تجاه هذا الوضع من الطبيعي أن يزداد التوتر والمخاطر التي تهدد المنطقة بأكملها وإذا ما استمر هذا التهديد اليومي والمتكرر فمعنى ذلك أن الاقتصاد والتجارة في المنطقة كلها سوف تصبح مهددة فيزداد الوضع سوءا أكثر مما هو عليه حاليا وإذا ما استمرت هذه التوترات ، فإنه أيضا لا ولن يكون هناك سلام أو تعاون بين دول المنطقة كما كان يؤمل قبل عدة أشهر بل إنه يهدد حتى السلام القائم حاليا بحكم أن الكيان الصهيوني لا يخضع للقانون مما يرفع منسوب التوتر إلى أعلى درجة ممكنة ولذلك لا غرابة أن تعيش المنطقة والعالم حاليا على وقع الضربات والرد على الضربات والرد على الرد في حلقة مفرغة من العنف والعدوان والرد على العنف والعدوان ليكون السلام والاستقرار بعيد المنال.
لقد أمضت إسرائيل أكثر من سبعة أشهر في الاعتداء على سكان غزة وقتلهم وتهجيرهم بل وزيادة أعداد القتلى التي تجاوزت 40 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ودمرت البنية التحتية الأساسية لتصبح الحياة غير ممكنة على هذه الأرض الضيقة والمحدودة إضافة إلى ذلك فإنها تحاصر هذا الشعب بسلاح الجوع والعطش ولذلك تصرخ المنظمات الدولية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة محذرة من المجاعة التي بدأت بالفعل تهدد حياة هؤلاء السكان الذين إذا نجوا من القتل بالرصاص والقنابل فإنهم لن ينجوا من الموت جوعا وعطشا.
هذا هو الوضع الآن بالرغم من القرارات والجهود المبذولة من عديد من الأطراف سواء من الأمم المتحدة أو من منظمات حقوق الإنسان العالمية أو من محكمة الجنايات بـ«لاهاي» أو غيرها فإن إسرائيل ماضية في عدوانها للقضاء على سكان غزة وحرمانهم من الحياة طالما إنها تتلقى الدعم اللامحدود من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وطالما لا يوجد لها رادع يردعها وعليه فإن المنطقة سوف تبقى تحت التوتر الدائم والمستمر وطالما لم يوضع حد للغطرسة الإسرائيلية وطالما لم تتحمل الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية مسؤوليتها تجاه الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وفي العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك