العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أي تداعيات للمظاهرات الطلابية على حظوظ بايدن الانتخابية؟

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

انتشرت‭ ‬شرارة‭ ‬احتجاجات‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬للحرب‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬كالنار‭ ‬في‭ ‬الهشيم،‭ ‬حيث‭ ‬شملت‭ ‬المظاهرات‭ ‬المتواصلة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬حرم‭ ‬جامعي‭.‬

وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لجأ‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬نصب‭ ‬مخيمات‭ ‬احتجاجية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬بعض‭ ‬الجامعات‭. ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬اتسعت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬لتطول‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬جامعة‭.‬

أما‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬التحركات،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يتعلق‭ ‬أيضا‭ ‬بالتنوع‭ ‬المذهل‭ ‬للطلاب‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المظاهرات‭. ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬طلاباً‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الذين‭ ‬انضم‭ ‬إليهم‭ ‬زملاؤهم‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعراق‭ ‬والعقائد‭. ‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬قيادة‭ ‬الطلاب‭ ‬المحتجين‭ ‬منضبطة‭ ‬وواضحة‭ ‬في‭ ‬مطالبتها‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬كما‭ ‬دعا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬جامعاتهم‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬الكيانات‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬المجهود‭ ‬الحربي‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وكان‭ ‬المتظاهرون‭ ‬سلميين،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التخريب‭ ‬المتعمد‭. ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬احتل‭ ‬الطلبة‭ ‬مواقع‭ ‬مركزية‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي،‭ ‬كما‭ ‬هتفوا‭ ‬ورددوا‭ ‬بعض‭ ‬الشعارات‭ ‬كما‭ ‬اعتاد‭ ‬المتظاهرون‭ ‬أن‭ ‬يفعلوا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وكما‭ ‬لاحظ‭ ‬المراقبون‭ ‬المحترمون‭ ‬الذين‭ ‬زاروا‭ ‬مواقع‭ ‬المتظاهرين،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬سلمية‭ ‬ومنظمة‭.‬

وبدفع‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬الكونجرس‭ ‬الذي‭ ‬يسيطر‭ ‬عليه‭ ‬الجمهوريون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬اليهودية‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولة‭ ‬لتصوير‭ ‬هذه‭ ‬المظاهرات‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬معادية‭ ‬للسامية‭ ‬وأنها‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدا‭ ‬لسلامة‭ ‬الطلاب‭ ‬اليهود‭.‬

لقد‭ ‬كثف‭ ‬أعضاء‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬هذه‭ ‬المساعي‭ ‬وراحوا‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬دق‭ ‬إسفين‭ ‬لضرب‭ ‬هذه‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬كما‭ ‬عملوا‭ ‬على‭ ‬تصوير‭ ‬الطلبة‭ ‬المحتجين‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬نخب‭ ‬ليبرالية،‭ ‬أسيرة‭ ‬للجماعات‭ ‬المناهضة‭ ‬لإسرائيل‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬استخدمت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الجمهورية‭ ‬ومجموعة‭ ‬يهودية‭ ‬صغيرة‭ ‬ولكنها‭ ‬مؤثرة،‭ ‬برامجها‭ ‬الخاصة‭ ‬للقول‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬بأن‭ ‬الهتافات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬والشعارات‭ ‬التي‭ ‬يرددونها‭ ‬معادية‭ ‬للسامية‭ ‬بطبيعتها‭.‬

فقد‭ ‬ادعوا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬ستتحرر‭ ‬من‭ ‬النهر‭ ‬إلى‭ ‬البحر‮»‬‭ ‬يمثل‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬دعوة‭ ‬لارتكاب‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضد‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وقد‭ ‬قاموا‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بتمرير‭ ‬قرار‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬بالذات‭.‬

لقد‭ ‬اعتمدوا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التفسيرات‭ ‬التي‭ ‬يتعمدون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تشويه‭ ‬الشعارات‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬الطلبة‭ ‬لدعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬رؤساء‭ ‬الجامعات‭ ‬لتقديم‭ ‬استقالاتهم،‭ ‬كما‭ ‬راحوا‭ ‬يستهدفون‭ ‬الآخرين‭ ‬ويضيقون‭ ‬عليهم‭ ‬الخناق‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تجاهله‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬مخيمات‭ ‬المتظاهرين‭ ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬متفاوت‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬اليهود‭ ‬الذين‭ ‬انضموا‭ ‬إلى‭ ‬المحتجين‭ ‬المطالبين‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

ومن‭ ‬المفارقات‭ ‬أنه‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬القادة‭ ‬اليهود‭ ‬ينصح‭ ‬الطلاب‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬وعدم‭ ‬القدوم‭ ‬إلى‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬لأنه‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم،‭ ‬وكان‭ ‬يحث‭ ‬حاكم‭ ‬نيويورك‭ ‬على‭ ‬استدعاء‭ ‬وحدات‭ ‬الحرس‭ ‬الوطني‭ ‬لاستعادة‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي،‭ ‬كان‭ ‬الطلاب‭ ‬اليهود‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬يحتفون‭ ‬بعيد‭ ‬الفصح‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬صدرت‭ ‬أوامر‭ ‬لشرطة‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬بالتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا‭ ‬والتدخل‭ ‬لفك‭ ‬الاعتصامات‭ ‬الطلابية‭. ‬

وقد‭ ‬اتخذت‭ ‬عقب‭ ‬ذلك‭ ‬إجراءات‭ ‬مماثلة‭ ‬للشرطة‭ ‬في‭ ‬تكساس‭ ‬وكاليفورنيا‭ ‬وجورجيا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استخدام‭ ‬مستويات‭ ‬مثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬من‭ ‬العنف‭ (‬الغاز‭ ‬المسيل‭ ‬للدموع‭ ‬والرصاص‭ ‬المطاطي‭ ‬ومسدسات‭ ‬الصعق‭ ‬الكهربائي‭ ‬والضرب‭ ‬بالهراوات‭) ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬السلميين‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬إضعاف‭ ‬التزام‭ ‬الطلاب‭ ‬بمواصلة‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬فقد‭ ‬زادتهم‭ ‬تصرفات‭ ‬الشرطة‭ ‬والمسؤولين‭ ‬المنتخبين‭ ‬ومديري‭ ‬الجامعات‭ ‬إصرارا‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬حركاتهم‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬ومظاهراتهم‭. ‬وهكذا،‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لفك‭ ‬الاعتصامات‭ ‬بالقوة،‭ ‬عاد‭ ‬الطلاب‭ ‬وأعادوا‭ ‬إنشاء‭ ‬مواقعهم‭ ‬الاحتجاجية‭.‬

ومع‭ ‬تصاعد‭ ‬غضب‭ ‬الشباب‭ ‬الموجه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬عدوان‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬بها‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬الاستمرار،‭ ‬فإن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تجري‭ ‬بها‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬لا‭ ‬تبشر‭ ‬بالخير‭ ‬للرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬خلال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الانتخابية‭.‬

يتم‭ ‬إجراء‭ ‬مقارنات‭ ‬مع‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المناهضة‭ ‬لحرب‭ ‬فيتنام‭ ‬عام‭ ‬1968‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبته‭ ‬في‭ ‬خسارة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئاسة‭. ‬وبما‭ ‬أنني‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬فيمكنني‭ ‬أن‭ ‬أشهد‭ ‬على‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أوضح‭ ‬أيضا‭ ‬بعض‭ ‬أوجه‭ ‬الاختلاف‭ ‬المهمة‭.‬

كانت‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬هي‭ ‬الحرب‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بثها‭ ‬على‭ ‬التلفاز،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬دخولها‭ ‬إلى‭ ‬المنازل‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬الأمريكيون‭ ‬تأثير‭ ‬قنابل‭ ‬النابالم‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬وعلموا‭ ‬باستخدام‭ ‬التعذيب‭ ‬ضد‭ ‬السجناء‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬معارضة‭ ‬الحرب‭ ‬لأسباب‭ ‬أخلاقية‭ ‬أو‭ ‬سياسية،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬قلق‭ ‬شخصي‭ ‬ومثير‭ ‬للقلق‭ ‬بشأن‭ ‬التجنيد‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬التسجيل‭ ‬للخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭.‬

اتسمت‭ ‬حقبة‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام‭ ‬أيضًا‭ ‬بتصاعد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬والمظاهرات‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية،‭ ‬والمخاوف‭ ‬البيئية،‭ ‬وحقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬تداخل‭ ‬محدود‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬المختلفة‭. ‬

أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬اختلف‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬جوانب‭. ‬فهناك‭ ‬تداخل‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬الحركات‭ ‬المناصرة‭ ‬لحقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬وتمكين‭ ‬السود،‭ ‬والعدالة‭ ‬البيئية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬الحركة‭ ‬الراهنة‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

وبسبب‭ ‬تأثير‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإن‭ ‬شباب‭ ‬اليوم،‭ ‬الذين‭ ‬يسميهم‭ ‬أخي‭ ‬جون‭ ‬زغبي‭ ‬‮«‬العالميون‭ ‬الأوائل‮»‬،‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بلا‭ ‬توقف،‭ ‬ويتابعونها‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬وبشكل‭ ‬شخصي،‭ ‬وهم‭ ‬يستنكرون‭ ‬بقوة‭ ‬ما‭ ‬يشاهدونه‭. ‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬طلاب‭ ‬فيتناميون‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬الطلاب‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والطلاب‭ ‬الأمريكيون‭ ‬اليهود‭ ‬التقدميون‭ ‬المتمكنون‭ ‬والمنظمون،‭ ‬وهم‭ ‬يأخذون‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬المعارضة‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الأول‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬باسم‭ ‬شعبنا‮»‬،‭ ‬ويقول‭ ‬الأخير‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬باسمنا‮»‬‭. ‬ولأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬حلفاء‭ ‬في‭ ‬الحركات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬شاركوا‭ ‬فيها‭ ‬أيضًا،‭ ‬فقد‭ ‬تعزز‭ ‬زخم‭ ‬الحركة‭ ‬المناهضة‭ ‬للحرب‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬سلطات‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭ ‬اهتمامًا‭ ‬محدودًا‭ ‬فقط،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬العاصفة‭ ‬وإلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بدونالد‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬نوفمبر‭ ‬القادمة‭. ‬كما‭ ‬ترفض‭ ‬سلطات‭ ‬واشنطن‭ ‬نتائج‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬بدأ‭ ‬يفقد‭ ‬الدعم‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬و«الأقليات‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬سوء‭ ‬تقدير‭ ‬خطير‭. ‬وكما‭ ‬أظهرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬هناك‭ ‬نزيف‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الداعمة‭ ‬لإعادة‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬القمع‭ ‬ضد‭ ‬الطلاب‭ ‬المتظاهرين‭ ‬تترسخ‭ ‬تلك‭ ‬المعارضة‭.‬

إذا‭ ‬استمرت‭ ‬الحرب‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬أخرى‭ ‬وكان‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الديمقراطي‭ ‬هذا‭ ‬الصيف‭ ‬في‭ ‬شيكاغو‭ ‬سيئا‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968،‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الشباب‭ ‬سيواجهون‭ ‬ضغوطًا‭ ‬شديدة‭ ‬للتصويت‭ ‬لصالح‭ ‬بايدن‭. ‬إنهم‭ ‬لن‭ ‬يصوتوا‭ ‬لصالح‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬لكنهم‭ ‬سيصوتون‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬لطرف‭ ‬ثالث‭ ‬أو‭ ‬يمتنعون‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭. ‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا