العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

المال و الاقتصاد

وليد كانو: الشركات العائلية تمثل 95% من حجم الأنشطة التجارية في دول مجلس التعاون

الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

كتبت‭: ‬نوال‭ ‬عباس‭ ‬

 

أكد‭ ‬وليد‭ ‬كانو‭ ‬نائب‭ ‬الأمين‭ ‬المالي‭ ‬رئيس‭ ‬المجموعة‭ ‬التنسيقية‭ ‬للجان‭ ‬القطاعية‭ ‬بغرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين،‭ ‬إن‭ ‬الشركات‭ ‬ذات‭ ‬الطبيعة‭ ‬العائلية‭ ‬تمثّل‭ ‬الشريحة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬والصناعية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وتتركّز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وتكمن‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬نسبة‭ ‬95%‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬تواجه‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تعصف‭ ‬بها‭ ‬لتصبح‭ ‬قنبلة‭ ‬موقوتة‭ ‬قد‭ ‬تغيّر‭ ‬معالم‭ ‬بيئة‭ ‬أعمال‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وشدد‭ ‬كانو‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إدراج‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬في‭ ‬البورصة،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الإدراج‭ ‬يضمن‭ ‬استمرارية‭ ‬الشركة‭ ‬العائلية‭ ‬ويحقّق‭ ‬لها‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬أعمالها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فرصة‭ ‬التوسّع‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬ووفقًا‭ ‬لدراسة‭ ‬أجرتها‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية،‭ ‬فإن‭ ‬30%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬تصمد‭ ‬بثبات‭ ‬حتى‭ ‬الجيل‭ ‬الثاني‭ ‬للعائلة،‭ ‬و13%‭ ‬منها‭ ‬تصمد‭ ‬حتى‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث،‭ ‬و3%‭ ‬فقط‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬الجيل‭ ‬الرابع،‭ ‬لذلك‭ ‬فالإدراج‭ ‬يحمي‭ ‬الشركة‭ ‬ويسمح‭ ‬بالانتقال‭ ‬السلس‭ ‬للملكية‭ ‬والتخارج‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬التخارج‭ ‬عندما‭ ‬يزداد‭ ‬عدد‭ ‬الورثة،‭ ‬وكذلك‭ ‬لضمان‭ ‬حوكمة‭ ‬صحيحة‭ ‬عادلة‭ ‬ورقابة‭ ‬أكثر،‭ ‬مضيفا‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لدينا‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الإدراج‭ ‬في‭ ‬البورصة،‭ ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬قريبًا‭ ‬لمنع‭ ‬اندثار‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬التجارية‭ ‬الكبيرة‭.‬

أهمية‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬

وأضاف‭ ‬كانو‭: ‬‮«‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬أغلبيّة‭ ‬الشركات‭ ‬الموجودة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالبحرين‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬ففي‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬ومع‭ ‬دخول‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬تبدأ‭ ‬المشاكل‭ ‬والضغوطات‭ ‬تؤثّر‭ ‬عليها‭ ‬ويصبح‭ ‬هناك‭ ‬اندثار‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬للشركات‭ ‬العائلية،‭ ‬ملفتا‭ ‬ان‭ ‬انتقال‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬الجيل‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬هو‭ ‬الأصعب‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬حياة‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية،‭ ‬موضحًا‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬تواجه‭ ‬اليوم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تهدّد‭ ‬استمراريتها‭ ‬وتؤثّر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أدائها‭ ‬وبالتالي‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬تحققها،‭ ‬وتظهر‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬حاليًا‭ ‬عند‭ ‬تولي‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬الإدارة‭ ‬أو‭ ‬دمجه‭ ‬ضمن‭ ‬أصحاب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الشركة،‭ ‬حيث‭ ‬يحدث‭ ‬تصادم‭ ‬بين‭ ‬نظرته‭ ‬لأسلوب‭ ‬الإدارة‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتطوّرات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬عالم‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال‭ ‬والنظام‭ ‬التقليدي‭ ‬الذي‭ ‬يعتمده‭ ‬الجيل‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬الشركة‮»‬‭. ‬

توريث‭ ‬الشركات

وعن‭ ‬توريث‭ ‬الشركات‭ ‬للأبناء‭ ‬علق‭ ‬كانو‭ ‬‮«‬تقوم‭ ‬طبيعة‭ ‬الشركة‭ ‬العائلية‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬إرثها‭ ‬وكيانها‭ ‬الذي‭ ‬تشكّل‭ ‬على‭ ‬مرّ‭ ‬السنين‭ ‬إلى‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬متاحًا‭ ‬دائمًا،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للأولاد‭ ‬خطط‭ ‬وميول‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بنشاط‭ ‬الشركة‭ ‬أو‭ ‬أنهم‭ ‬يريدون‭ ‬الاستقلال‭ ‬وإنشاء‭ ‬شركة‭ ‬خاصة،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬الحل‭ ‬على‭ ‬إجبار‭ ‬الأولاد‭ ‬أو‭ ‬تخييرهم،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬المؤسسون‭ ‬في‭ ‬تكييف‭ ‬نظام‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬بعينه،‭ ‬بل‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬سيرورة‭ ‬الأعمال‭ ‬تلقائية‭ ‬وتحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬فصل‭ ‬الملكية‭ ‬عن‭ ‬الإدارة‭. ‬وأكّد‭ ‬أنّه‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بحيث‭ ‬تضمن‭ ‬استدامة‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬تنتهي‭ ‬وتختفي‭ ‬كالكثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ومثلها‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والدول‭ ‬العربية،‭ ‬فالتحدّيات‭ ‬والمصير‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬ملفتا‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬لابدّ‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬العائلة‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬لضمان‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬للشركة‭ ‬وثقة‭ ‬البنوك‭ ‬لها‭ ‬وعدم‭ ‬التأثر‭ ‬بالخلافات‭. ‬

وشدد‭ ‬كانو‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الفصل‭ ‬بين‭ ‬ثلاثة‭ ‬أقطاب‭ ‬في‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية،‭ ‬هم‭ ‬الملكية‭ ‬والإدارة‭ ‬والعائلة،‭ ‬حيث‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬يصبح‭ ‬له‭ ‬دستور‭ ‬وقواعد‭ ‬تحكمه‭.‬

كما‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تواصل‭ ‬وتقبل‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الأول‭ ‬للجيل‭ ‬الجديد‭ ‬لاحتضانه،‭ ‬وكذلك‭ ‬استفادة‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬المؤسسين‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات‭ ‬والبُعد‭ ‬عن‭ ‬التنافر‭ ‬والتنافس‭ ‬بينهم‭ ‬وعدم‭ ‬تقبل‭ ‬الطرفين‭ ‬للآخر،‭ ‬كما‭ ‬اكد‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬الحوكمة‭ ‬العادلة‭ ‬وتكون‭ ‬لصالح‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬المساهمين‭ ‬وبالذات‭ ‬المساهمين‭ ‬الصغار،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬حوكمة‭ ‬للعائلة‭ ‬وأخرى‭ ‬للإدارة،‭ ‬والمقصود‭ ‬بالحوكمة‭ ‬العائلية‭ ‬هو‭ ‬التقارب‭ ‬والتعارف‭ ‬بين‭ ‬الأهل‭ ‬بعضهم‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬والتشاور‭ ‬والاجتماعات‭ ‬الدورية‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬ينشأ‭ ‬جيل‭ ‬يكون‭ ‬توجهه‭ ‬التعليمي‭ ‬في‭ ‬تخصصات‭ ‬تفيد‭ ‬الشركة‭ ‬العائلية‭ ‬المنتمي‭ ‬إليها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا