هل ترغب في الاستثمار برأسمال بسيط والحصول على عائد جيد ومصدر دخل شهري ثابت مقاوم للتضخم؟ اذن الحل الأمثل أمامك هو الاستثمار العقاري.
هذا ما يؤكده المستشار المالي فؤاد صدقي، لافتا الى أن الامر لا يخلو من سلبيات وعيوب، ولكن يبقى هذا الاستثمار هو الأكثر ضمانا واستقرارا عبر التاريخ.
ويشرح ذلك بقوله:
العقار بشكل عام يقصد به الأرض وكل ما هو عليها أو داخلها أو مرتبط عليها. ويمكن تقسيم العقار إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- السكني: مثل البيوت والعمارات والتجمعات السكنية والأراضي.
- التجاري: مثل المكاتب الإدارية والشركات والمخازن والمحلات.
- الصناعي: كالمصانع والمناجم والمزارع.
وبشكل عام، يمكن للفرد ان يستثمر في العقار بعدة طرق من دون ان يمتلك رأس المال الكامل لشراء عقار، وهناك عدة طرق ووسائل لذلك أبرزها:
الإيجار
يكون ذلك من خلال شراء وحدة عقارية ثم تأجيرها للحصول على عائد دوري. ويمكن ذلك من خلال دفع جزء من سعر الوحدة قد لا يتجاوز 10%-20%، ثم الحصول على باقي سعر الوحدة من خلال تمويل عقاري. وهنا المكسب يكون من تأجير الوحدة شرط ان يكون الإيجار يغطي أقساط البنك والمصاريف الإدارية. وفي النهاية تكون قد تملكت العقار ولم تدفع سوى نسبة من قيمته. ومثال ذلك ان تشتري شقة بقيمة 100 ألف دولار. فتدفع 20 ألف دولار فقط لصاحب الشقة، وتحصل على باقي المبلغ بتمويل من البنك مدة عشر سنوات. فيكون القسط الشهري حوالي 750 دولارا. ثم تؤجر الشقة بمبلغ أعلى من هذا المبلغ، لتغطي قيمة القسط والضرائب والصيانة. وقد يتبقى مبلغا إضافيا، ولكن من المهم هنا ان تدرس أسعار الإيجارات ووضع السوق حتى تضمن الا يقل الايجار عن الأقساط والمصروفات.
والسؤال هنا: إذا امتلكت قيمة الوحدة بالكامل، هل الأفضل أن تشتري العقار بالكامل، أم هناك طريقة أفضل؟
يعتمد هذا الأمر على احتياجاتك ورغبتك. فإذا اشتريت الوحدة بمبلغ كامل فإن العقار يكون ملكك تماما وتحصل على قيمة الإيجار بالكامل. وبنفس الوقت يمكنك بيع الوحدة متى شئت.
ولكن، هناك طريقة أخرى، وهي أنه بدل ان تدفع 100 ألف دولار في وحدة واحدة، تقوم بشراء خمس وحدات وتدفع 20 الفا كمقدم لكل منها، وتقوم بنفس الطريقة السابقة بالحصول على تمويل بنكي، وتؤجر الوحدات الخمس. وهنا يكون العائد مضاعفا وفي النهاية تحصل على خمس عقارات بدل عقار واحد.
الشراء والبيع
الطريقة الأخرى هي شراء الوحدة العقارية سواء بمبلغ كامل تمتلكه او بتمويل عقاري، وهنا تنتظر مدة من الزمن حتى يرتفع السعر ثم تبيعها محققا أرباحا بعد خصم قيمة الفوائد والمصروفات. ويمكن هنا تأجير الوحدة حتى الوقت المناسب لبيعها. ثم تشتري وحدة أخرى وتعيد التجربة مرة أخرى.
الأسهم العقارية
من الطرق التي صارت منتشرة بشكل واسع هي الاستثمار في الشركات العقارية من خلال شركات متخصصة. حيث تشتري الأسهم العقارية من خلال بورصات موثوقة او منصات التداول او الشركات العقارية الموثوقة.
مميزات.. وعيوب
اجمالا، يحمل الاستثمار العقاري جوانب إيجابية وأخرى لا تخلو من المخاطرة. فمن مميزات الاستثمار العقاري:
- مصدر دخل إضافي قابل للتغيير بحسب وضع السوق والقوانين.
- تحقيق أرباح ومكاسب عند ارتفاع أسعار العقارات. فتاريخيا يشهد الاستثمار العقاري ارتفاعا مستمرا، وبنفس الوقت يتميز بمقاومته للتضخم.
- إمكانية الاستثمار بتمويل من جهة أخرى وليس برأس مال كامل تمتلكه، وتدفع الأقساط من الإيجارات.
ولكن لا يخلو الامر كما أسلفنا من بعض العيوب منها:
- عدم السيولة، فحركة البيع والشراء للعقار قد تكون بطيئة، لأنك قد تقرر البيع ولكن قد تمر فترة طويلة جدا حتى تحصل على الزبون المناسب بالسعر المناسب. وإذا كنت مستعجلا وتحتاج الى البيع عاجلا قد لا تحصل على المبلغ الذي تريده.
- عدم إمكانية التقسيم، مثلا إذا كنت بحاجة الى مبلغ 100 ألف، ولديك عقار قيمته مليون، فستكون مضطرا إلى بيع العقار بالكامل والتضحية بأصل كامل من أجل جزء من المبلغ.
- رأس المال الكبير، فالعقارات تتسم بقيم عالية، وحتى لو تمكنت من الحصول على تمويل، فإنك تكون بحاجة الى امتلاك 10%-50% من قيمة العقار كمقدم لسعر الوحدة.
- الحاجة المستمرة إلى متابعة المستأجرين والصيانة وإدارة العقارات.
وعلى الرغم من ذلك كله، يبقى الاستثمار العقاري هو الأشهر وأقوى أنواع الاستثمار عبر التاريخ والأكثر ضمانا واستقرارا. ولكنه يبقى أكثر مناسبة لمن لديه مقدم كاف، ووقت وخبرة كافية لمعرفة توجهات السوق وأسعاره. والنجاح في ذلك قد يعني الاستغناء عن الوظيفة تماما والاكتفاء بعائد الإيجارات بعد ان كانت مجرد دخل إضافي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك