العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

تجربة أهديها لبعضكم (3)

والتجربة‭ ‬هي‭ ‬إزالة‭ ‬المياه‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬العين،‭ ‬وقد‭ ‬خضعت‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬أبريل‭ ‬المنصرم‭ ‬في‭ ‬العين‭ ‬اليمنى،‭ ‬والآن‭ ‬لقرابة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسابيع‭ ‬لا‭ ‬أستخدم‭ ‬النظارات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬لازمتني‭ ‬منذ‭ ‬معركة‭ ‬القادسية،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬العين‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬النظارة،‭ ‬لأنها‭ ‬استردت‭ ‬قوى‭ ‬الإبصار‭ ‬بصورة‭ ‬شبه‭ ‬كاملة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مواصفات‭ ‬نظارتي‭ ‬الحالية‭ ‬تناسبها،‭ ‬وسأبقى‭ ‬بلا‭ ‬نظارات‭ ‬حتى‭ ‬يتم‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬من‭ ‬العين‭ ‬اليسرى،‭ ‬وبعدها‭ ‬قد‭ ‬أحتاج‭ ‬الى‭ ‬نظارة‭ ‬بنت‭ ‬ناس‭ (‬بعكس‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬كعب‭ ‬الفنجان‭) ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬أحتاج‭.‬

وأهدي‭ ‬التجربة‭ ‬لمن‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬ضبابية‭ ‬الرؤية‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مستخدمي‭ ‬النظارات‭ ‬الطبية‭ ‬أو‭ ‬لا،‭ ‬فشفط‭ ‬المياه‭ ‬البيضاء‭ ‬يردّ‭ ‬للعين‭ ‬شبابها‭ ‬بنسبة‭ ‬عالية،‭ ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬هنا‭ ‬ليوم‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬فإن‭ ‬عملية‭ ‬الإزالة‭ ‬بسيطة‭ ‬جدا‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بالجراحة‭ ‬أو‭ ‬الليزر،‭ ‬ونسبة‭ ‬نجاحها‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬جراح‭ ‬العيون‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬في‭ ‬الـ100،‭ ‬ولكن‭ ‬مسؤولية‭ ‬نجاحها‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬المريض،‭ ‬فلقرابة‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬عليه‭ ‬تجنب‭ ‬إدخال‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬العين‭ ‬ورفع‭ ‬الأشياء‭ ‬الثقيلة،‭ ‬وتفادي‭ ‬الانحناء‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الرأس‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الصدر،‭ (‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تكون‭ ‬الصلاة‭ ‬جلوسا‭ ‬مع‭ ‬قصر‭ ‬الركوع‭ ‬والسجود‭ ‬على‭ ‬الإيماءات‭)‬،‭ ‬ولا‭ ‬عليك‭ ‬إذا‭ ‬أجريت‭ ‬عملية‭ ‬الشفط‭ ‬تلك‭ ‬بما‭ ‬قضت‭ ‬به‭ ‬أم‭ ‬الجعافر‭ ‬زوجتي‭ ‬من‭ ‬‮«‬لا‭ ‬للتلفزيون،‭ ‬ولا‭ ‬للتلفون،‭ ‬ولا‭ ‬للكمبيوتر‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬نتاج‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بلاءات‭ ‬الخرطوم‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬قتلت‭ ‬ذبابة‭ (‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬جيوش‭ ‬مصر‭ ‬والأردن‭ ‬وسوريا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1967‭ ‬انعقدت‭ ‬قمة‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬الختامي‭: ‬لا‭ ‬صلح‭ ‬ولا‭ ‬تفاوض‭ ‬ولا‭ ‬اعتراف‭ ‬بالعدوّ‭ ‬الصهيوني‭)‬،‭ ‬فلا‭ ‬تدع‭ ‬أمّ‭ ‬جعافرك‭ ‬تنصّب‭ ‬نفسها‭ ‬طبيبة‭ ‬عيون‭ ‬كأم‭ ‬جعافري،‭ ‬وتستولي‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وتحتجزك‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الطاعة‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حالي‭ ‬الآن،‭ ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬حالي‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الكورونا،‭ ‬حيث‭ ‬تآمرت‭ ‬عليّ‭ ‬أم‭ ‬الجعافر‭ ‬ومعها‭ ‬ولدي‭ ‬وفرضوا‭ ‬علي‭ ‬حظر‭ ‬التجوال،‭ ‬بأن‭ ‬صادروا‭ ‬مفتاح‭ ‬سيارتي،‭ ‬وغمروا‭ ‬أطراف‭ ‬جسمي‭ ‬بالكحول‭ ‬حتى‭ ‬صارت‭ ‬بشرتي‭ ‬فاتحة‭ ‬وكدت‭ ‬أصدق‭ ‬أنني‭ ‬سويدي،‭ ‬وصرت‭ ‬سودانيا‭ ‬نتيجة‭ ‬لخطأ‭ ‬في‭ ‬طباعة‭ ‬الاسم‭.‬

والشاهد‭ ‬يا‭ ‬عزيزي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬شفط‭ ‬المياه‭ ‬البيضاء‭ ‬من‭ ‬العين‭ ‬يتبعه‭ ‬تزويد‭ ‬العين‭ ‬بعدسة‭ ‬جديدة‭ ‬تجعل‭ ‬البصر‭ ‬حديدا،‭ ‬وبإمكانك‭ ‬تشخيص‭ ‬حالة‭ ‬عينك‭ ‬مبدئيا‭ ‬لتعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬بعينك‭ ‬مياه‭ ‬بيضاء،‭ ‬فمن‭ ‬أعراض‭ ‬الإصابة‭ ‬بتلك‭ ‬المياه‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬تغيير‭ ‬النظارات‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬متقاربة،‭ ‬والشعور‭ ‬بنقص‭ ‬في‭ ‬الضوء‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬وأن‭ ‬الألوان‭ ‬صارت‭ ‬باهتة،‭ ‬وعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الإضاءة‭ ‬القوية،‭ ‬والرؤية‭ ‬الضبابية‭ ‬بحيث‭ ‬يحسّ‭ ‬الإنسان‭ ‬أنه‭ ‬يرى‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ستارة‭ ‬أو‭ ‬لوح‭ ‬زجاجي،‭ ‬ورؤية‭ ‬هالات‭ ‬حول‭ ‬بؤر‭ ‬الضوء‭ ‬أو‭ ‬ازدواج‭ ‬الرؤية‭.‬

وتبدأ‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬العين‭ ‬البيضاء‭ ‬عادة‭ ‬في‭ ‬العقد‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬العمر‭ (‬الخمسينيات‭) ‬ولكن‭ ‬عامل‭ ‬الوراثة‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬البعض‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة،‭ ‬ومما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بها‭ ‬التعرض‭ ‬لحوادث‭ ‬عنيفة‭ ‬في‭ ‬الرأس‭ ‬أو‭ ‬الوجه،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬الضربة‭ ‬المباشرة‭ ‬للعين‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬السير‭ ‬والرياضة،‭ ‬والتعرض‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المباشرة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مياه‭ ‬العين‭ ‬البيضاء‭ ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬لدى‭ ‬مرضى‭ ‬السكري،‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬القول‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬الإصابة‭ ‬بيد‭ ‬طبيب‭ ‬العيون،‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬التشويش‭ ‬البصري‭ ‬والرؤية‭ ‬الضبابية‭ ‬نتيجة‭ ‬علل‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العين،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬لأنه‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬في‭ ‬الوسائط‭ ‬الصينية‭ ‬لنوع‭ ‬من‭ ‬قطرات‭ ‬العين‭ ‬يقال‭ ‬إنها‭ ‬يابانية‭ ‬الصنع‭ ‬تزيل‭ ‬المياه‭ ‬البيضاء‭ ‬والحَوَل‭ ‬بعد‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الاستعمال،‭ ‬ويذكرني‭ ‬هذا‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الإفك‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬روّج‭ ‬له‭ ‬دخلاء‭ ‬عن‭ ‬الطب‭ ‬عن‭ ‬عشبة‭ ‬تشفي‭ ‬من‭ ‬الإيدز‭ ‬وأخرى‭ ‬تقضي‭ ‬على‭ ‬التهاب‭ ‬الكبد،‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬لتلك‭ ‬القطرة‭ ‬معشار‭ ‬مفعولها‭ ‬المعلن‭ ‬لذاع‭ ‬أمرها‭ ‬واختفت‭ ‬بعض‭ ‬علل‭ ‬العيون‭ ‬نهائيا،‭ ‬والشاهد‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬النوبي‭ ‬‮«‬مانج‭ ‬دفّو،‭ ‬دنيا‭ ‬دفّو‮»‬‭ = ‬ضياع‭ ‬العين‭ ‬يعني‭ ‬ضياع‭ ‬الدنيا‭ (‬الحياة‭)‬،‭ ‬فلا‭ ‬تسلم‭ ‬أمر‭ ‬عينك‭ ‬لغير‭ ‬الطبيب‭ ‬المختص‭ ‬المرخّص‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا