العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حلف شمال الأطلسي «الناتو» ودول الجنوب

بقلم: د.أشرف محمد كشك

الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬انتهج‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬استراتيجيات‭ ‬عديدة‭ ‬لتأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭  ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬لدوله‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬يعد‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬وللحلف‭ ‬جبهتان‭ ‬مهمتان،‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬الجبهة‭ ‬الشرقية‭ ‬والتي‭ ‬تضم‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬ودول‭ ‬آسيا‭ ‬الوسطى‭ ‬وتجربة‭ ‬الحلف‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجبهة‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭ ‬ومنها‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬أفغانستان‭ ‬والانسحاب‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬والجبهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬وتضم‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬أولاها‭ ‬الحلف‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬الحوار‭ ‬المتوسطي‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬وتضم‭ ‬سبع‭ ‬دول‭ ‬متوسطية‭ ‬بدأت‭ ‬حواراً‭ ‬مع‭ ‬الحلف‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬منتظمة‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الوزارية‭ ‬وغيرها‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬تضم‭ ‬القضايا‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬ومبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬والتي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬خارج‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬وتتضمن‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬الأمني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬فردية‭ ‬وفق‭ ‬صيغة‭ ‬32‭+‬1‭ ‬أي‭ ‬الحلف‭ ‬ككل‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬الحلف‭ ‬بذلك‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مأسسة‭ ‬علاقته‭ ‬بالجنوب‭ ‬وخاصة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬يعتبرها‭ ‬الحلف‭ ‬شركاء‭ ‬استراتيجيين،‭ ‬ففي‭ ‬فبراير‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬قرر‭ ‬وزراء‭ ‬دفاع‭ ‬الناتو‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬الجنوب‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬تنسيق‭ ‬المعلومات‭ ‬حول‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬ومقره‭ ‬مدينة‭ ‬نابولي‭ ‬في‭ ‬إيطاليا،‭ ‬وفي‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬افتتح‭ ‬الناتو‭ ‬المركز‭ ‬الإقليمي‭ ‬لحلف‭ ‬الناتو‭ ‬ومبادرة‭ ‬إسطنبول‭ ‬للتعاون‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬تقديم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬وورش‭ ‬عمل‭ ‬ومحاضرات‭ ‬حول‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬والتخطيط‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬والتخطيط‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المدنية‭ ‬وإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬يرى‭ ‬الحلف‭ ‬ودول‭ ‬مبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬مشتركاً‭ ‬وتتطلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬بشأنها‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬أطر‭ ‬مؤسسية‭ ‬منتظمة‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬قدماً،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يوليه‭ ‬الحلف‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬قمة‭ ‬الحلف‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬تنعقد‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬سوف‭ ‬تخصص‭ ‬بنداً‭ ‬لعلاقة‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بدول‭ ‬الجنوب،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬مناسبتين‭ ‬مهمتين‭ ‬الأولى‭: ‬احتفال‭ ‬الحلف‭ ‬بمرور‭ ‬خمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬تأسيسه،‭ ‬والثانية‭: ‬مرور‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬استانبول‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وجميعها‭ ‬أحداث‭ ‬مهمة،‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الحلف‭ ‬معني‭ ‬بتقييم‭ ‬استراتيجيته‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬75‭ ‬عاماً‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬يثار‭ ‬لدى‭ ‬الجبهة‭ ‬الجنوبية‭ ‬للحلف‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مداخل‭ ‬مهمة‭ ‬أولها‭: ‬هل‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬الجنوب‭ ‬هي‭ ‬ذاتها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن؟‭ ‬وثانيها‭: ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬أسس‭ ‬ومضامين‭ ‬لشراكة‭ ‬جديدة‭ ‬بين‭ ‬الحلف‭ ‬ودول‭ ‬الجنوب؟‭ ‬وثالثها‭: ‬ما‭ ‬معوقات‭ ‬تطور‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة؟

وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الراهنة‭ ‬تختلف‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬فيها‭ ‬الحلف‭ ‬مبادراته‭ ‬تجاه‭ ‬الجنوب،‭ ‬فآنذاك‭ ‬كانت‭ ‬أجواء‭ ‬مناخ‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬وسعي‭ ‬الحلف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دوره‭ ‬خارج‭ ‬أراضيه‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬التهديدات‭ ‬التقليدية‭ ‬هي‭ ‬السائدة‭ ‬سواء‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬مساعي‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لامتلاك‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‭ ‬وكذلك‭ ‬تهديدات‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة،‭ ‬وقد‭ ‬عكس‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحلف‭ ‬الذي‭ ‬يصدر‭ ‬كل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬بعضاً‭ ‬من‭ ‬مدركات‭ ‬الحلف‭ ‬لتلك‭ ‬التهديدات‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يشر‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬تحديداً‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬ضمن‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬الشركاء‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬الآن‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬قائمة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬الحادة‭ ‬والمتزامنة‭ ‬منها‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬والتهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التهديدات،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كدول‭ ‬صغرى‭ ‬ومتوسطة‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خياراتها‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬دولية‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬الحلف‭ ‬تجاه‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬منطقياً،‭ ‬فبمقارنة‭ ‬سريعة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أرسل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أربع‭ ‬بعثات‭ ‬بحرية‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وهي‭ ‬إيريني‭ ‬قبالة‭ ‬السواحل‭ ‬الليبية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬الأسلحة‭ ‬لأطراف‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬ذاته‭ ‬أعلنت‭ ‬فرنسا‭ ‬قيادة‭ ‬بعثة‭ ‬أوروبية‭ ‬لمراقبة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬بدعم‭ ‬ثماني‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬ومقرها‭  ‬مدينة‭ ‬أبوظبي،‭ ‬أما‭ ‬البعثة‭ ‬الثالثة‭ ‬فكانت‭ ‬أتلانتا‭ ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬والتي‭ ‬تأسست‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬أما‭ ‬البعثة‭ ‬الرابعة‭ ‬فهي‭ ‬‮«‬أسبايدس‮»‬‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬لحماية‭ ‬الشحن‭ ‬البحري‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬ذلك‭ ‬أرسل‭ ‬الحلف‭ ‬بعثة‭ ‬بحرية‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬‮«‬درع‭ ‬المحيط‮»‬‭  ‬لمكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬ولكنها‭ ‬غادرت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬تجاه‭ ‬البحر‭ ‬الأسود‭ ‬وفقاً‭ ‬لأولويات‭ ‬الحلف‭ ‬الأمنية‭ ‬آنذاك،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬سوى‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬،‭ ‬واتصالاً‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬شراكات‭ ‬الناتو‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬للغاية‭ ‬تحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬الجنوب‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬ذلك‭ ‬المفهوم‭ ‬أولويات‭ ‬للحلف،‭ ‬لأنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إلى‭ ‬المفهوم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للحلف‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬أولوياته‭ ‬هي‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬هي‭ ‬ذات‭ ‬الأولوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واضحاً‭ ‬لدى‭ ‬الحلف‭ ‬المقصود‭ ‬بالجنوب‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬مفهوماً‭ ‬فضفاضاً،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬الأمن‭ ‬جراء‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والتي‭ ‬غيرت‭ ‬قواعد‭ ‬الاشتباك‭ ‬وكذلك‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الدفاع‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ويثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬استعداد‭ ‬الناتو‭ ‬لدعم‭ ‬الشركاء‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬فإن‭ ‬سبل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬أمر‭ ‬له‭ ‬وجاهته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬المحتملة‭ ‬جراء‭ ‬استهداف‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬وأيضاً‭ ‬تداعيات‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬جديد‭ ‬للشراكة‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬اليسير‭ ‬ولكنه‭ ‬يرتكز‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬الحلف‭ ‬الرسمية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬توقع‭ ‬صدور‭ ‬رؤية‭ ‬الحلف‭ ‬2030‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الحالي‭ ‬والتي‭ ‬ربما‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬الجديد‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬شركاء‭ ‬الحلف‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬للحلف‭ ‬ميثاقا‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدة‭ ‬أمنية‭ ‬سوى‭ ‬لدوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬الخامسة‭ ‬صراحة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شراكات‭ ‬الحلف‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬لعقود‭ ‬قد‭ ‬أسست‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬فهما‭ ‬مشتركا‭ ‬لواقع‭ ‬البيئة‭ ‬الأمنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تتداخل‭ ‬فيها‭ ‬التحديات‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وربما‭ ‬أضحى‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الآن‭ ‬الحديث‭ ‬صراحة‭ ‬وتحديد‭ ‬هواجس‭ ‬ومطالب‭ ‬دول‭ ‬الجنوب‭ ‬من‭ ‬الحلف‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ولوج‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬للمنطقة‭ ‬وبقوة‭ ‬ويمثل‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تحديا‭ ‬لشراكات‭ ‬الحلف‭.‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا