العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ماذا يعني صعود البحرين في التقارير الدولية؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٠٤ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

تعكس‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجالها،‭ ‬وحسب‭ ‬المقاييس‭ ‬والمعايير‭ ‬التي‭ ‬تضعها؛‭ ‬صورة‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬توضحها‭ ‬البيانات‭ ‬الصادرة‭ ‬أو‭ ‬المجمعة‭ ‬عنها،‭ ‬ولهذا‭ ‬فهي‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬يأخذها‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الحسبان،‭ ‬حين‭ ‬يتخذ‭ ‬قراره‭ ‬بالتوجه‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الدولة،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬استقبلت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ (‬1.7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬استثمارات‭ ‬أجنبية‭ ‬مباشرة،‭ ‬وجاءت‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات‭ ‬لتشارك‭ ‬في‭ ‬النجاح‭ ‬وتقطف‭ ‬بعض‭ ‬ثماره،‭ ‬وزاد‭ ‬هذا‭ ‬التدفق‭ ‬عن‭ ‬السنة‭ ‬السابقة‭ ‬بنسبة‭ ‬55%‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬التدفق‭ (‬1.1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الداعمة‭ ‬والمحفزة‭ ‬لهذه‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬ما‭ ‬أدخلته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إصلاحات‭ ‬لتيسير‭ ‬أنشطة‭ ‬الأعمال،‭ ‬فيما‭ ‬نجحت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2024،‭ ‬في‭ ‬جمع‭ (‬ملياري‭ ‬دولار‭) ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الدين‭ ‬العالمية،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬ارتفاع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬وجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مؤشرات‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬تعكسه‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬وانحسار‭ ‬دور‭ ‬قطاع‭ ‬الهيدروكربونات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬17%،‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وتحقيق‭ ‬القطاع‭ ‬غير‭ ‬النفطي‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬نمو،‭ ‬مُنذ‭ ‬عقد،‭ ‬تجاوزت‭ ‬6%؛‭ ‬مثّل‭ ‬فرصًا‭ ‬جيدة‭ ‬لجذب‭ ‬هذه‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة،‭ ‬وينمو‭ ‬بثبات،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬تحت‭ ‬رحمة‭ ‬تذبذب‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭.‬

ويقيس‭ ‬تقرير‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬الأعمال‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬مُنذ‭ ‬2003،‭ ‬سنويًا،‭ ‬ويغطي‭ ‬190‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬10‭ ‬مجالات‭ ‬هي‭: ‬بدء‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬واستخراج‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وتسجيل‭ ‬الملكية،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الائتمان،‭ ‬وحماية‭ ‬المساهمين‭ ‬أصحاب‭ ‬حصص‭ ‬الأقلية،‭ ‬ودفع‭ ‬الضرائب،‭ ‬والتجارة‭ ‬عبر‭ ‬الحدود،‭ ‬وإنفاذ‭ ‬العقود،‭ ‬وتسوية‭ ‬حالات‭ ‬الإعسار،‭ ‬وفيما‭ ‬يجمع‭ ‬فريق‭ ‬إعداد‭ ‬التقرير‭ ‬بياناته‭ ‬من‭ ‬استبانات‭ ‬يجريها،‭ ‬فإنه‭ ‬قبل‭ ‬النشر‭ ‬يتحقّق‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬النتائج‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬ويصدر‭ ‬تقريره‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ولكنه‭ ‬أوقف‭ ‬إصداره‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬بعد‭ ‬الإبلاغ‭ ‬داخل‭ ‬البنك‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مخُالفات،‭ ‬في‭ ‬البيانات‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بتقرير‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬الأعمال‭ ‬لعامي‭ ‬2018،‭ ‬و2019‭.‬

وفي‭ ‬آخر‭ ‬إصدار‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬حلّت‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬أفضل‭ ‬10‭ ‬بلدان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تحسينًا‭ ‬لمناخ‭ ‬الأعمال،‭ ‬وجاء‭ ‬ترتيبها‭ ‬43‭ ‬عالميًا،‭ ‬واحتلت‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميًا،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬وقت‭ ‬الامتثال‭ ‬الضريبي،‭ ‬بتحقيق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإصلاحات‭ ‬بلغ‭ ‬9‭ ‬إصلاحات،‭ ‬كما‭ ‬حقّقت‭ ‬أهم‭ ‬تحسينات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنفاذ‭ ‬العقود،‭ ‬إذ‭ ‬وسع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقضاء‭ ‬ولاية‭ ‬الأقسام‭ ‬التجارية،‭ ‬لتشمل‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬التجارية،‭ ‬ووضع‭ ‬الأساس‭ ‬القانوني‭ ‬للإخطارات‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬عبر‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭ ‬القصيرة،‭ ‬ودشنت‭ ‬البحرين‭ ‬منصة‭ ‬جديدة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬‮«‬بنايات‮»‬،‭ ‬لتبسيط‭ ‬إجراءات‭ ‬استخراج‭ ‬تراخيص‭ ‬البناء،‭ ‬متاحة‭ ‬مجانًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خريطة‭ ‬تفاعلية،‭ ‬ولا‭ ‬تستغرق‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتعّلقة‭ ‬بالتراخيص،‭ ‬سوى‭ ‬71‭ ‬يومًا،‭ ‬مقارنةً‭ ‬بـ‭ ‬147‭ ‬يوما‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬كما‭ ‬تمّ‭ ‬تبسيط‭ ‬إجراءات‭ ‬نقل‭ ‬الملكية،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬تستغرق‭ ‬سوى‭ ‬يومين،‭ ‬مقابل‭ ‬31‭ ‬يوما‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وحلّت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬17‭ ‬عالميًا‭ ‬على‭ ‬مؤشر‭ ‬تسجيل‭ ‬الملكية،‭ ‬وأصبح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الكهرباء‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬أسرع‭ ‬من‭ ‬الاقتصادات‭ ‬مرتفعة‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية،‭ ‬كما‭ ‬قلصت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬التصفية‭ ‬المبكرة،‭ ‬للشركات‭ ‬المساهمة‭.‬

ويصدر‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬تقرير‭ ‬المرأة‭ ‬وأنشطة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والقانون‭ ‬لـ‭ ‬190‭ ‬بلدًا‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحليل‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح،‭ ‬التي‭ ‬تؤثّر‭ ‬في‭ ‬الفرص‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمرأة،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قياس‭ ‬8‭ ‬محاور‭ ‬رئيسية‭: ‬‮«‬التنقل،‭ ‬والعمل،‭ ‬والأجر،‭ ‬والزواج،‭ ‬والأمومة،‭ ‬وريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والأصول،‭ ‬والمعاشات‭ ‬التقاعدية‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬2024‭ ‬وهو‭ ‬العاشر،‭ ‬حصلت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬68‭.‬1‭ ‬نقطة‭ ‬في‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية،‭ ‬و92‭.‬5‭ ‬نقطة‭ ‬حول‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬المرأة‭ ‬وأنشطة‭ ‬الأعمال‭ ‬والقانون،‭ ‬فقد‭ ‬تدنت‭ ‬نسبة‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العدد‭ ‬الكلي‭ ‬للمواطنات،‭ ‬بنسبة‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬لتأتي‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأقل‭ ‬انخفاضًا‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬المرأة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومكانة‭ ‬المرأة‭ ‬داخل‭ ‬أسرتها،‭ ‬فيما‭ ‬ارتفع‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقّع‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬82‭ ‬عاما،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬78‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬وتراجعت‭ ‬وفيات‭ ‬الأمهات‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬16‭.‬9‭ ‬حالة،‭ ‬لكل‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬مولود،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬22‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬وتشارك‭ ‬المرأة‭ ‬بنسبة‭ ‬43%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وتشكّل‭ ‬48%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الوظائف‭ ‬التنفيذية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي،‭ ‬و64%‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬التخصصية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬وغدت‭ ‬تمثّل‭ ‬25%‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬و20%‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬مجلس‭ ‬النوّاب،‭ ‬و18%‭ ‬من‭ ‬عضوية‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬وأمانة‭ ‬العاصمة،‭ ‬كما‭ ‬برزت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬الحقائب‭ ‬الوزارية،‭ ‬وقفزت‭ ‬نسبتها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوظائف‭ ‬من‭ ‬5%‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬بنحو‭ ‬4‭ ‬أضعاف،‭ ‬إلى‭ ‬22%‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬تمثيلها‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬37%‭ ‬وفي‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬11%‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬القضاة،‭ ‬وارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬من‭ ‬24%‭ ‬في‭ ‬2001،‭ ‬إلى‭ ‬35%‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬فيما‭ ‬حصدت‭ ‬البحرين‭ ‬100%‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬والأجور،‭ ‬وبيّن‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأسرع‭ ‬تنفيذًا‭ ‬للإصلاحات،‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالمشاركة‭ ‬الاقتصادية‭.‬

وفيما‭ ‬يصدر‭ ‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬تقرير‭ ‬مستقبل‭ ‬النمو،‭ ‬الذي‭ ‬يسلّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬اتجاهات‭ ‬النمو،‭ ‬وإعادة‭ ‬تقييم‭ ‬مقاييس‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬التقليدية،‭ ‬وتقديم‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬لتحقيق‭ ‬جودة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬في‭ ‬170‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬أسس‭ ‬رئيسية‭ ‬لقياس‭ ‬النمو‭: ‬‮«‬الابتكار،‭ ‬والشمول،‭ ‬والاستدامة،‭ ‬والمرونة‮»‬،‭ ‬ولقد‭ ‬ركّز‭ ‬تقرير‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬استعراض‭ ‬7‭ ‬نماذج‭ ‬مميزة‭ ‬للنمو،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تحفيز‭ ‬السياسات،‭ ‬ودعم‭ ‬تطوير‭ ‬مجالات‭ ‬التحسن‭ ‬الشاملة،‭ ‬بما‭ ‬يتضافر‭ ‬مع‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬حصدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نقاطًا‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬توافر‭ ‬المواهب،‭ ‬والمواهب‭ ‬الرقمية‭ ‬والتقنية،‭ ‬مسجلة‭ ‬66‭ ‬نقطة،‭ ‬و67‭ ‬نقطة‭ ‬على‭ ‬الترتيب،‭ ‬في‭ ‬المؤشرين‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬100‭ ‬نقطة،‭ ‬ضمن‭ ‬فئة‭ ‬البيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬للمواهب،‭ ‬وحلّت‭ ‬البحرين‭ ‬الثانية‭ ‬خليجيًا‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬للفرد،‭ ‬وفي‭ ‬مقاييس‭ ‬المرونة‭ ‬أظهر‭ ‬اقتصاد‭ ‬البحرين‭ ‬أداءً‭ ‬قويًا،‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬المرتبطة‭ ‬برأس‭ ‬المال‭ ‬البشري،‭ ‬لما‭ ‬تتميّز‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تركيبة‭ ‬سكانية‭ ‬شابة‭ ‬‮«‬90‭.‬1‭ ‬نقطة‮»‬،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬ملئ‭ ‬الشواغر‭ ‬بقوى‭ ‬عاملة‭ ‬عالمية‭ ‬‮«‬75‭.‬6‭ ‬نقطة‮»‬،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المواهب‭ ‬‮«‬70‭.‬2‭ ‬نقطة‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬تجاوزت‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي،‭ ‬كما‭ ‬سجلت‭ ‬نقاطًا‭ ‬فاقت‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ومرونة‭ ‬النظام‭ ‬المالي،‭ ‬والتكيف‭ ‬الحكومي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المؤسسي،‭ ‬وتركيز‭ ‬إمدادات‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والبيئة‭ ‬المالية‭ ‬الداعمة‭ ‬للمدفوعات‭ ‬الرقمية‭ ‬والمشاريع‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وتوافر‭ ‬التمويل‭ ‬للمشروعات‭ ‬المتوسطة‭ ‬والصغيرة،‭ ‬والبيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬للتكنولوجيا،‭ ‬وثقافة‭ ‬الأعمال‭ ‬والمنافسة،‭ ‬وحازت‭ ‬المملكة‭ ‬100%‭ ‬في‭ ‬صادرات‭ ‬الخدمات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬شمول‭ ‬وتنوع‭ ‬القوى‭ ‬العاملة،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭.‬

وقد‭ ‬حلّت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬في‭ ‬الحرية‭ ‬المالية‭ ‬والتجارية‭ ‬والاستثمار،‭ ‬للسنة‭ ‬الثالثة‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬وِفقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2024‭ ‬السنوي،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬هيرتدج‮»‬،‭ ‬ويغطي‭ ‬134‭ ‬اقتصادا‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وتقدّمت‭ ‬عالميًا‭ ‬14‭ ‬مركزًا‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬وعلى‭ ‬مدى‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬حقّق‭ ‬اقتصاد‭ ‬المملكة‭ ‬نموًا‭ ‬سنويًا‭ ‬قويًا،‭ ‬بمتوسط‭ ‬8%،‭ ‬متجاوزًا‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ ‬5%،‭ ‬وارتفع‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬الاسمي،‭ ‬من‭ ‬نحو‭ (‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭) ‬في‭ ‬2002،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬44‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭) ‬في‭ ‬2022،‭ ‬وحقّق‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬الأعمال‭ ‬والحرية‭ ‬النقدية،‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭.‬

وفيما‭ ‬يعزّز‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬التجارية‭ ‬والوصول‭ ‬السريع‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق،‭ ‬حلّت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عربيًا،‭ ‬والتاسعة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬الفرعي‭ ‬الخاص‭ ‬بتوقيت‭ ‬ضمن‭ ‬مؤشر‭ ‬الأداء‭ ‬اللوجستي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬لوجستية‭ ‬متقدّمة،‭ ‬كما‭ ‬تصدّرت‭ ‬المملكة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الجاذبية‭ ‬المالية‭ ‬الفرعي،‭ ‬وِفق‭ ‬قائمة‭ ‬‮«‬جلوبل‭ ‬150‮»‬‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬أهلها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬20‭ ‬دولة‭ ‬عالميًا،‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة،‭ ‬وِفقًا‭ ‬لمرصد‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المباشرة‭ ‬التابع‭ ‬لـ«الفايننشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬أيضًا‭ ‬تصدرت‭ ‬البحرين‭ ‬تصنيف‭ ‬أنظمة‭ ‬التمويل‭ ‬الإسلامي،‭ ‬كما‭ ‬احتلّت‭ ‬المرتبة‭ ‬العاشرة‭ ‬عالميًا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الابتكار‭ ‬العالمي‭ ‬2023،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للملكية‭ ‬الفكرية،‭ ‬وغطى‭ ‬132‭ ‬دولة،‭ ‬وارتباطًا‭ ‬بضمان‭ ‬وأمان‭ ‬الاستثمار‭ ‬والمستثمر،‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬دول‭ ‬الأفضل‭ ‬عالميًا،‭ ‬والأكثر‭ ‬أمانًا،‭ ‬والأقل‭ ‬جريمة‭ ‬طبقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الجريمة،‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬موسوعة‭ ‬قاعدة‭ ‬البيانات‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬توميو‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬‮«‬أجيلتي‮»‬‭ ‬اللوجستي‭ ‬للأسواق‭ ‬الناشئة،‭ ‬جاءت‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬10‭ ‬دول‭ ‬عالميًا،‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الناشئة،‭ ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬الأداء‭ ‬اللوجستي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬حلّت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬34‭ ‬عالميًا،‭ ‬والثانية‭ ‬عربيًا‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬139‭ ‬دولة،‭ ‬وفي‭ ‬مسح‭ ‬أجرته‭ ‬‮«‬الأونكتاد‮»‬‭ ‬غطى‭ ‬166‭ ‬دولة،‭ ‬حلّت‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬60‭ ‬دولة،‭ ‬لديها‭ ‬جاهزية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المستقبل،‭ ‬وفي‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬جلوبال‭ ‬فايننس‮»‬‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حلّت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬12‭ ‬عالميًا‭ ‬بين‭ ‬134‭ ‬دولة،‭ ‬شملها‭ ‬التقرير‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬أمانًا‭.‬

جاءت‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬وغيرها‭ ‬إذن،‭ ‬تعكس‭ ‬أداء‭ ‬داخليا‭ ‬قويا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬التعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬‮«‬2022‭-‬2026‮»‬،‭ ‬ويُعد‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬المباشر،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬ممكنات‭ ‬تنفيذها،‭ ‬حيث‭ ‬يرتبط‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مشروعاتها‭ ‬بدور‭ ‬هذا‭ ‬الاستثمار،‭ ‬فيما‭ ‬مهدت‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية،‭ ‬بما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬إصلاحات‭ ‬تشريعية،‭ ‬وتنظيمية،‭ ‬وإدارية،‭ ‬وفرص؛‭ ‬البيئة‭ ‬الداعمة‭ ‬لقدومه‭ ‬والمحفزة‭ ‬لاستمراره،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬العناصر‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬رُؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬لجهة‭ ‬خلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬نوعية‭ ‬ذات‭ ‬أجور‭ ‬مرتفعة‭ ‬للعمالة‭ ‬الوطنية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا