شهدت دولة الكويت الشقيقة مؤخرا أول انتخابات برلمانية بعد تولي حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في الدولة الشقيقة خلفا للمغفور له بإذن الله الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، إذ ترشح لها 200 مرشح من بينهم 13 امرأة للتنافس على مقاعد البرلمان «مجلس الأمة» البالغة 50 مقعدا وهي الانتخابات رقم 19 منذ بدء الحياة البرلمانية في الكويت في عام 1961 مباشرة بعد نيلها الاستقلال حيث أدلى أكثر من 834 ألف ناخب وناخبة كويتي بأصواتهم في ظل نظام الدوائر الخمس والصوت الواحد.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أن أصدر حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح المرسوم رقم 16 لسنة 2024 بحل مجلس الأمة وفقا لصلاحياته الدستورية التي منحها له الدستور الكويتي وحسب نص المادة 107 من الدستور وذلك بعد تجاوز الثوابت الدستورية المتعلقة بالمقام السامي من خلال العبارات غير المنطقية وهي المرة 12 التي يحل فيها مجلس الأمة في تاريخ المسيرة البرلمانية الكويتية بعد أول حل لمجلس الأمة في صيف عام 1976 مما يؤكد التزام القيادة الكويتية بالنهج الديمقراطي الذي انتهجته منذ الاستقلال باعتباره ثابتا من ثوابت السياسة الكويتية وبعد صدور مرسوم 29 لسنة 2024 بدعوة الناخبين الكويتيين إلى انتخاب أعضاء مجلس الأمة.
لقد جرت الانتخابات الكويتية في ظل أجواء من التفاؤل على المستويين الرسمي والشعبي والرغبة في بدء مرحلة جديدة من العمل الوطني المشترك لتجاوز الخلافات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي أثرت سلبا في المسيرة الكويتية وتجلى هذا التفاؤل في نسبة المشاركة الشعبية الكبيرة للمواطنين في هذه الانتخابات والتي بلغت 62.1% وهي أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات البرلمانية الكويتية وهو تأكيد إضافي على تلك الرغبة في فتح صفحة جديدة وتجاوز الخلافات ووضع مصلحة الكويت العليا فوق كل اعتبار خصوصا بعد الكلمة التي وجهها حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت للمواطنين الكويتيين بمناسبة العشرة الأواخر من شهر رمضان المبارك والتي دعا فيها إلى حسن اختيار المرشحين من ذوي الفكر المستنير ليكون مجلس الأمة سندا للحكومة ومعينا لها في إطار تضافر الجهود الوطنية المشتركة للسير بالسفينة الكويتية إلى بر الأمان لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الكويتي الشقيق بحياة كريمة ومستقرة وهادئة.
ومن نتائج انتخابات مجلس الأمة احتفاظ 39 نائبا من المجلس السابق بمقاعدهم من بينهم أحمد السعدون ومرزوق الغانم غالبيتهم يمثلون التيارات الإسلامية بمختلف توجهاتهم ودخول 6 مرشحين جدد فضلا عن احتفاظ النائبة حنان بوشهري بمقعدها البرلماني وهي المرأة الوحيدة في المجلس في تركيبته الجديدة وخسارة 8 نواب لمقاعدهم وبلغت نسبة التغيير في تشكيلة مجلس الأمة الجديد 22%.
إن المواطن الكويتي ينتظر من مجلس الأمة في تركيبته الجديدة الكثير والكثير وأولها تحقيق الاستقرار السياسي ووضع حد للأزمات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية كما أسلفنا والتي عرقلت العمل الحكومي والبرلماني على حد سواء وخصوصا بعد تعدد حالات حل مجلس الأمة خلال السنوات الأخيرة والتي بلغت 4 حالات مما يحتم على الجميع تحمل مسؤولياته أمام الوطن بعيدا عن المصالح الذاتية الشخصية الضيقة وشخصنة الخلافات والمبالغة في الاستجوابات، فالكويت في حاجة ماسة إلى جهود الجميع لدعم الجهود الحكومية وتوجهاتها لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي خصوصا في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة والتحديات التي تواجهها لتكون الكويت كما عهدناها بلد الخير والعزة والرخاء، متمنين لمجلس الأمة الجديد التوفيق والنجاح لخدمة الكويت وأهلها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك