يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
في انتظار جريمة الإبادة القادمة
مؤخرا تم الكشف عن مقابر جماعية في مستشفيات خان يونس في قطاع غزة انتشلت منها مئات الجثث.
وقائع مرعبة كشفت عنها جرائم المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في غزة.
الدفاع المدني في غزة أعلن أن عدد الجثث التي انتشلت من مقابر جماعية في خان يونس بلغ 392، مشيرا إلى «تكبيل أيادي بعضها»، ومتحدثا عن «شبهات بتنفيذ عمليات تصفية وإعدامات ميدانية».
وتابع: «هناك مؤشرات وشبهات حول تنفيذ إعدامات ميدانية بحق جزء منهم، وشكوك بممارسة التعذيب الجسدي على جزء آخر، وشكوك أخرى بدفن بعضهم أحياء» هذه ليست جريمة حرب واحدة. هي مجموعة من جرائم الإبادة المفروض ان تروع العالم كله.
كثير من دول العالم سارعت بالمطالبة بإجراء تحقيق دولي في جرائم المقابر الجماعية.
الحقيقة ان هذه المطالبات بالتحقيقات الدولية لم يعد لها معنى كبير ولم يعد أحد يأخذها على محمل الجد. لماذا؟.
لأنه منذ بدأت حرب إبادة غزة، ارتكب الكيان الصهيوني عددا لا يحصى من هذه الجرائم المروعة. وفي كل مرة لا نجد من العالم من رد فعل الا هذه المطالبة بإجراء تحقيق دولي.
لنتأمل فقط بعضا من هذه الجرائم وهذه المطالبات اكتبها من الذاكرة بغض النظر عن ترتيب وقت وقوعها.
طالب كثيرون بإجراء تحقيق دولي في حصار وتدمير المستشفيات وخصوصا مجمع الشفاء.
طالبت دول ومنظمات دولية بإجراء تحقيق في جرائم قتل عشرات الصحفيين الذي يغطون الأحداث.
طالبت منظمات دولية من قبل بإجراء تحقيق دولي في قيام جيش الاحتلال بدفن مصابين احياء في مستشفى كمال عدوان.
طالبت دول عدة ومنظمات دولية بإجراء تحقيق دولي في ارتكاب الكيان الصهيوني مجازر مروعة راح ضحيتها المئات ممن ينتظرون المساعدات الإنسانية.
طالبت دول عدة ومنها أمريكا بإجراء تحقيق دولي في جريمة القتل العمد لفريق إغاثة تابع لمنظمة «وورلد سنتر كتشن» الاغاثية راح ضحيته سبعة من الموظفين.
طالب كثيرون بإجراء تحقيق دولي في استخدام الكيان الصهيوني قنابل واسلحة محرمة دوليا.
بالأمس فقط طالب مفوض الأونروا بإجراء تحقيق دولي مستقل في عمليات قتل أكثر من 282 من موظفي المنظمة، وتدمير أكثر من 160 مبنى تابعا للمنظمة.
هذه فقط بعض الجرائم الكبرى التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة وطالبت الدول والمنظمات بإجراء تحقيق دولي فيها.
الذي حدث كما نعلم انه لم يجر أي تحقيق دولي في كل هذه الجرائم وغيرها مع انها موثقة والعالم أصلا يتابع منذ أشهر طويلة أكبر جرائم إبادة في التاريخ لغزة بأسرها، سكانا وأرضا ومنشآت.
المهم انه مع كل جريمة يطالب العالم بالتحقيق الدولي ـ ثم يجلس صامتا في انتظار جريمة الإبادة التالية ليطالب بالتحقيق فيها.
لا أحد يحقق ولا أحد يوقف هذا الكيان الإرهابي المجرم عند حده. لهذا يشعر بالحرية الكاملة في المضي قدما في ارتكاب جريمة بعد جريمة.
ورغم كل جرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني تصر الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا على حمايته من أي ملاحقات قانونية دولية. انظر مثلا ما حدث في الأيام القليلة الماضية. لمجرد ان نشرت اخبار عن احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال لقادة الكيان الصهيوني لارتكابهم جرائم حرب وابادة، انبرى المسؤولون الأمريكيون للدفاع عنه وتهديد المحكمة نفسها.
رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون قال: «إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فسيكون تطورًا خطيرًا، ويجب الرد عليه... يجب أن نرد على المحكمة الجنائية الدولية بفرض العقوبات وقلب الطاولة عليهم». وهدد أعضاء في الكونجرس الأمريكي محكمة الجنايات الدولية «بإجراءات انتقامية» في حال إصدارها مذكرات اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبار.
وهكذا يطالب العالم اليوم بالتحقيق في جرائم المقابر الجماعية وينتظر الجريمة التالية التي قد تكون مذبحة رفح ليطالب بالتحقيق فيها.
إذا لم يقدم مجرمو الحرب والابادة الصهيونية هؤلاء الى المحاكم الدولية لينالوا العقاب الذي يستحقونه سيكون معنى هذا نهاية نظام العدالة الدولية برمته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك