نيويورك/لوس أنجليس – (الوكالات): اتسعت الاحتجاجات التي تهز عددا من الجامعات عبر الولايات المتحدة إلى المزيد من الكليات الأربعاء حاملة رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون على التلويح بنشر الحرس الوطني. فقد استقبل طلاب في جامعة كولومبيا مايك جونسون بصيحات الاستهجان خلال زيارته للمكان الذي أجج شرارة مظاهرات طلابية على مستوى البلاد على خلفية الحرب الإسرائيلية بقطاع غزة.
وهدد جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا في منطقة مانهاتن بنيويورك، من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية، بأنه «إذا لم يتم احتواء (التظاهرات) بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني». وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزّل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
يأتي ذلك في الوقت الذي مددت فيه الجامعة المفاوضات لفض مخيم اعتصام أقامه المحتجون في الحرم الجامعي. وقال جونسون إن زيارته لحرم الجامعة في مانهاتن تهدف إلى دعم طلبة يهود يتعرضون للترهيب من بعض المتظاهرين المناهضين لإسرائيل. وجاءت زيارته بعد وقت قصير من إرجاء الجامعة الموعد النهائي للتوصل الى اتفاق بشأن إزالة مخيم الاحتجاج مدة 48 ساعة إلى صباح اليوم الجمعة. وأصبح المخيم رمزا لحركة احتجاجات تشهدها جامعات أمريكية.
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد. ففي ولاية تكساس، فرقت قوات من دورية للطرق السريعة مزودة بمعدات مكافحة الشغب وبدعم من أفراد شرطة يمتطون الخيول احتجاجا في جامعة تكساس بأوستن. وذكرت إدارة السلامة العامة في ولاية تكساس في منشور على إكس أن 34 شخصا اعتقلوا.
وأعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق حرمها الجامعي وطلبت من قسم شرطة لوس انجليس فض مظاهرة. واعتقلت الشرطة طلابا استسلموا طواعية واحدا تلو الآخر. وقبل ذلك بساعات، أزالت شرطة الحرم الجامعي مخيم احتجاج لكن المحتجين قاوموها بقوة مما دفعها الى طلب الدعم من شرطة لوس انجليس لمواجهة الطلاب.
ونشرت شرطة لوس انجليس على إكس يوم الأربعاء تقول إن 93 اعتقلوا بتهمة التعدي على الملكية واعتقل شخص واحد بتهمة الاعتداء بسلاح قاتل. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وشهدت جامعات أخرى احتجاجات مماثلة، منها جامعة براون في مدينة بروفيدنس وجامعة ميشيجان في مدينة آن أربور ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كمبريدج وجامعة كاليفورنيا بوليتكنك في مدينة هومبولت.
ويطالب المحتجون الجامعات بإنهاء التعاون مع إسرائيل ويسعون إلى الضغط على الإدارة الأمريكية لكبح الضربات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة. وقتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر ما لا يقل عن 34 ألف فلسطيني حتى الآن وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وفي جامعة كولومبيا، لم تمنع صيحات الاستهجان جونسون من التحدث لكن كان من الصعب سماعه لأنه تحدث إلى ميكروفونات وسائل الإعلام وليس عبر مكبرات الصوت. وقال جونسون من على درج مكتبة الجامعة «بما أن جامعة كولومبيا سمحت لهؤلاء المتطرفين والمحرضين الخارجين على القانون بالسيطرة على الوضع، فقد انتشر فيروس معاداة السامية إلى جامعات أخرى». ودعا إلى اعتقال المتظاهرين الذين يمارسون العنف وهدد بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات التي تفشل في فرض النظام. في بلد يشهد استقطابا سياسيا، يمكن للمحافظين تحقيق مكاسب من خلال الظهور بمظهر من يقف في وجه النشطاء الليبراليين الذين يقول الكثير منهم إن ما يرويه الجمهوريون عن وجود عنف معاد للسامية في الجامعات مبالغ فيه إلى حد كبير ليخدم أغراضا سياسية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك