القاهرة - (رويترز): كثفت إسرائيل القصف الجوي على رفح الليلة قبل الماضية بعد أن زعمت انها ستجلي المدنيين من المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة وتبدأ هجوما شاملا رغم تحذيرات حلفائها من أن ذلك قد يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى.
وقال مسعفون في القطاع الفلسطيني المحاصر إن خمس غارات جوية إسرائيلية على رفح في وقت مبكر من أمس أصابت ثلاثة منازل على الأقل مما أسفر عن استشهاد ستة أشخاص على الأقل من بينهم صحفي محلي.
وأعرب إبراهيم خريشي السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لرويترز أمس عن مخاوفه مما سيحدث في رفح لأن مستوى التأهب مرتفع للغاية.
وقال إن البعض يغادرون وهم خائفون على عائلاتهم، لكنه غير مسموح لهم بالذهاب إلى الشمال وبالتالي هم محاصرون في منطقة محدودة جدا.
وفي الشهر السابع من العدوان المدمر جوا وبرا على قطاع غزة، استأنفت القوات الإسرائيلية قصف المناطق الشمالية والوسطى من القطاع، وكذلك شرق خان يونس في الجنوب.
وقال ديفيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن مجلس وزراء الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات «لمناقشة كيفية تدمير آخر فلول لحماس وآخر معاقل للحركة في رفح وأماكن أخرى».
وأحجم عن الكشف عن توقيت لعملية برية في رفح أو ما إذا كان المجلس سيعطي الضوء الأخضر للعملية.
وقالت سلطات الصحة في غزة في تحديث أمس إن العدوان الذي دخل الآن شهره السابع أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 34305 فلسطينيين. وأدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان والحضري على نطاق واسع، مما تسبب في نزوح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة وبقاء كثيرين دون قدر يذكر من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقال سكان وشهود إن تصاعد التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح، وهي الملاذ الأخير لنحو مليون نازح مدني بسبب توغل القوات الإسرائيلية في شمال القطاع في وقت سابق من العدوان، دفع بعض العائلات إلى المغادرة إلى منطقة المواصي الساحلية القريبة أو محاولة شق طريقهم إلى نقاط أبعد شمالا.
لكن عدد النازحين الذين يغادرون رفح لا يزال قليلا إذ إن كثيرين في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يجب أن يذهبوا له قائلين إن تجربتهم على مدار المائتي يوم الماضية من العدوان علمتهم أنه لا يوجد مكان آمن فعلا.
وقال محمد ناصر (34 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال، إنه ترك رفح قبل أسبوعين ويعيش الآن في ملجأ في دير البلح بوسط غزة لتجنب مفاجأة الغزو العسكري الإسرائيلي له وعدم استطاعته الهرب.
وقال ناصر لرويترز عبر تطبيق للدردشة إنه وأسرته يهربون من فخ إلى آخر، باحثين عن أماكن تقول إسرائيل إنها آمنة قبل أن يطالها القصف مرة أخرى، واصفا ما يحدث بلعبة فخ الفأر. وأضاف أنهم يحاولون التكيف مع الواقع الجديد ويأملون في رؤية تغير للأفضل رغم الشكوك التي تساورهم بشأن ذلك.
وقالت شاينا لو المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين إن هناك عددا أقل من الناس فيما يبدو في رفح المتاخمة لمصر.
وأوضحت أن فرقا موجودة على الأرض أفادت بأن السكان يتوقعون اجتياحا بعد انتهاء عطلة عيد الفصح اليهودي في 30 أبريل.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز أمس الأربعاء إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين قبل الهجوم، وإنها اشترت 40 ألف خيمة، تسع الواحدة منها ما بين 10 و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.
وأظهرت صور التُقطت بالأقمار الصناعية لمنطقة المواصي الواقعة بين رفح وخان يونس والبحر، وهي منطقة من الشواطئ الرملية والحقول وتمتد بطول حوالي خمسة كيلومترات وعرض ثلاثة كيلومترات تقريبا فقط، إقامة تجمعات كبيرة من المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية إن خدمات الإنترنت انقطعت مرة أخرى في وسط وجنوب قطاع غزة أمس، وإن ذلك بسبب العدوان الإسرائيلي.
وتفاقم نوبات انقطاعات الإنترنت العقبات التي تواجه جهود توصيل مساعدات الطوارئ للمدنيين المنكوبين وتوفير الرعاية الطبية في المراكز القليلة التي لم يدمرها القتال بعد.
وبعد انسحاب مفاجئ للجيش الإسرائيلي في بداية أبريل، فر فلسطينيون من طرفي القطاع الساحلي الضيق مرة أخرى من الموت هذا الأسبوع بسبب قصف وصفوه بأنه من الأعنف خلال العدوان.
وقالت الحكومة البلجيكية أمس إن موظف إغاثة كان يشارك في جهود المساعدة التنموية البلجيكية قُتل في قصف إسرائيلي على مدينة رفح بقطاع غزة، مضيفة أنها ستستدعي السفير الإسرائيلي بسبب الواقعة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك