العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الرسائل الكويتية.. في «زيارة الدولة»

ثمة‭ ‬رسالة‭ ‬كويتية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬تبعث‭ ‬بها‭ ‬وتؤكدها،‭ ‬وترسخها‭ ‬وتعززها،‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الأمير‭ ‬مشعل‭ ‬الأحمد‭ ‬الصباح‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭.‬

ولعل‭ ‬مضامين‭ ‬وتفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات،‭ ‬تنفع‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجا‭ ‬تطبيقيا‭ ‬لطلبة‭ ‬الدراسات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬وإجراءات‭ ‬وأنواع‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬القادة‭ ‬والزعماء،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬الملاحظة‭ ‬اليوم‭ ‬تكرار‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬دولة‮»‬،‭ ‬للزيارات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬أمير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭. ‬فما‭ ‬معنى‭ ‬زيارة‭ ‬دولة؟‭ ‬

زيارات‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬أرفع‭ ‬أنواع‭ ‬الزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬زعماء‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ووفقا‭ ‬للمراجع‭ ‬والكتب‭ ‬المختصة‭ ‬والوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬فإن‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬الأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات،‭ ‬ولها‭ ‬مراسمها‭ ‬الخاصة‭ ‬وبرامجها‭ ‬المميزة،‭ ‬إذ‭ ‬تعد‭ ‬أهم‭ ‬أشكال‭ ‬الاتصالات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البروتوكول‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

 

وتنطوي‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬على‭ ‬معنى‭ ‬سياسي‭ ‬كبير،‭ ‬وتسودها‭ ‬أجواء‭ ‬احتفالية‭ ‬وشرفية‭ ‬كبيرة‭ -‬على‭ ‬صعيديْ‭ ‬الاستقبال‭ ‬والتوديع‭ - ‬تنظمها‭ ‬الدولة‭ ‬المضيفة‭ ‬للرئيس‭ ‬الزائر،‭ ‬ويراعى‭ ‬فيها‭ ‬التقيد‭ ‬التام‭ ‬بجميع‭ ‬إجراءات‭ ‬البروتوكول‭ ‬بعد‭ ‬التوافق‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الزيارة‭. ‬وتستوجب‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬دولة‮»‬‭ ‬عادة‭ ‬تنظيم‭ ‬حفل‭ ‬غداء‭ ‬أو‭ ‬عشاء‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬الرئيس‭ ‬الزائر‭ ‬‮«‬ضيف‭ ‬شرف‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬محادثات‭ ‬وزيارات‭ ‬منوعة‭ ‬لبعض‭ ‬الأماكن‭ ‬والمعالم‭. ‬كما‭ ‬تشمل‭ ‬إطلاق‭ ‬21‭ ‬طلقة‭ ‬مدفعية‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬ترحيبا‭ ‬بالزائر‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬رئيسا،‭ ‬و19‭ ‬طلقة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬برتبة‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭. ‬

أما‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬ومضامين‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬للأمير‭ ‬الكويتي،‭ ‬فمن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬البيانات‭ ‬الختامية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عقب‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬للدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬سموه‭ ‬بزيارتها‭ ‬كـ«زيارة‭ ‬دولة‮»‬،‭ ‬تأكيدا‭ ‬واعتزازا‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأخوية‭ ‬والتاريخية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والقيادتين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬فإنها‭ ‬احتوت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المرتكزات‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭:‬

*‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬تطوير‭ ‬مسارات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الكويت‭ ‬والدول،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬الوثيقة‭ ‬والعريقة،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬بيان‭ ‬حجم‭ ‬التعاون‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬وأهمها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاستثماري،‭ ‬وفتح‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬المستقبلية‭.‬

*‭ ‬بيان‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬للمنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬للدولة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬الزيارة،‭ ‬مثلا‭ (‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬أو‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.. ‬وغيرها‭)‬،‭ ‬مع‭ ‬بيان‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬تماسك‭ ‬وتضامن‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬ووحدتها‭ ‬وتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لاستكمال‭ ‬مقومات‭ ‬الوحدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمنظومتين‭ ‬الدفاعية‭ ‬والأمنية‭ ‬المشتركة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬استقرار‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬وتعزيز‭ ‬دورها‭ ‬الاقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬السامية‭ ‬لهذه‭ ‬المنظومة‭ ‬المباركة‭.‬

*‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬واحترام‭ ‬سيادة‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬وسلامة‭ ‬حدودها‭ ‬وأراضيها‭ ‬وفقا‭ ‬للقرارات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية،‭ ‬بجانب‭ ‬دعم‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الخاص‭ ‬بالمفقودين‭ ‬الكويتيين‭ ‬وغيرها‭.‬

*‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الحق‭ ‬التام‭ ‬بشأن‭ ‬حقل‭ ‬الدرة،‭ ‬باعتباره‭ ‬ملكية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬فقط‭..‬،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬الرفض‭ ‬القاطع‭ ‬لأي‭ ‬ادعاءات‭ ‬بوجود‭ ‬حقوق‭ ‬لأي‭ ‬طرف‭ ‬آخر‭.‬

*‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬

*‭ ‬بيان‭ ‬الموقف‭ ‬الكويتي‭ ‬الداعم‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المحورية‭ ‬للدولة‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬إليها‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭.‬

تلك‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬الكويتية‭ ‬في‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬سمو‭ ‬أمير‭ ‬الكويت‭ ‬للدول،‭ ‬مع‭ ‬خالص‭ ‬تمنياتنا‭ ‬للكويت‭ ‬الحبيبة‭ ‬بدوام‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا