طولكرم – الوكالات: في مخيم نور شمس في الضفة الغربية المحتلة، يبكي السكان شهداءهم في العدوان الإسرائيلي الأخير ويتحدثون عن عنف غير مسبوق في تاريخ المواجهات الإسرائيلية الفلسطينية في المنطقة.
نفذ الجيش الإسرائيلي عدوانا استمر ثلاثة أيام في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين في مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية، وقال إنه قتل خلالها عشرة فلسطينيين واعتقل ثمانية آخرين، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد 14 شخصا.
ومن بين هؤلاء كان نضال أبو عبيد (16 عاما) الذي يقول عمه زياد إن «طائرة مسيرة قصفته من الجو». ويضيف: «كان شابا متفائلا، أحب أن يبني مستقبله ويكوّن حياة لكن جاء الاحتلال وقتل كل الطموح الذي عنده».
ويرى أبو عبيد أن «مخيم نور شمس يعاني من كارثة، كل يومين أو ثلاثة هناك اجتياح، لم يتبق بنية تحتية في المخيم». ويوضح «تقريبا عدنا إلى الحياة البدائية بسبب همجية الاحتلال الإسرائيلي».
الأحد، شيع أهالي المخيم جثامين 13 شخصا استشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي ومر المشيعون وبينهم مسلحون عبر الأزقة المدمرة.
يقول نياز زنديق الذي فقد ابنه جهاد خلال العدوان إنه استشهد في ذكرى عيد ميلاده الخامس عشر. ويضيف زنديق (40 عاما) إن ابنه لم يتمكن من العودة إلى المنزل بسبب محاصرة الجيش للحي فاضطر للبقاء في منزل عمه.
وبحسب الأب المكلوم «طلبوا من سكان منزل أخي الخروج.. أطلقوا عليه النار فور خروجه وأصابوه في رأسه». ويؤكد أن ابنه «كان أعزل».
وبعد انسحاب جيش الاحتلال من المخيم، بدأ السكان بإحصاء خسائرهم، وشرعوا في إزالة الأنقاض وإصلاح منازلهم التي دمرتها الآليات الإسرائيلية.
في أكتوبر، فقدت أمينة غنام اثنين من أبنائها في عدوان إسرائيلي سابق داخل المخيم.
وتقول الأم إنهما كانا عائدين من المسجد عندما «قصفتهما طائرة إسرائيلية مسيرة». وفي العدوان الأخير، فقدت غنام ابنيها سليم ومحمود.
وتقول بينما كانت تتوشح بكوفية عليها بقع من دماء ابنها سليم: «توضأ وصلى وصعد إلى منزله فوق ليرتاح، كان هناك قناص في الجهة المقابلة أطلق النار عليه».
وتضيف وقد بدت ملامحها متعبة وهزيلة: «كان ينزف، بدأت الدماء تخرج من أذنيه».
ومن بين الشهداء أيضا، الفتى قيس فتحي نصر الله (16 عاما) الذي استشهد برصاص جنود إسرائيليين في مخيم طولكرم للاجئين القريب.
عندما قتل قيس كان والده المسعف يقوم بعمله في المستشفى عندما أحضروا جثمانه وفق ما قال الهلال الأحمر.
ويقول إبراهيم غانم (20 عاما): «يعتبرون كل من يقاتل في المخيم إرهابيا».
ويضيف: «قتل الجنود الإسرائيليون الكثير من الناس هنا خلال السنوات الماضية، لا أتمكن من تحديد الرقم».
بينما بدأ بعض السكان بإزالة الأنقاض وإصلاح منازلهم المحطمة، ظل آخرون في حالة صدمة. تقول حمدية سرحان إنها ما زالت تعيش حالة من الصدمة بعدما اقتحم جنود منزلها وأطلقوا النار على الحائط بينما كانت ملقاة على الأرض.
وتستخدم سرحان (85 عاما) جهازا للتنفس الاصطناعي لمعاناتها من مرض رئوي.
وتقول إن الجنود حطموا جهاز التنفس خلال اقتحامهم المنزل وواجهت صعوبة بالتنفس إلى أن استطاع أحد أقاربها توفير جهاز أكسجين آخر. وتضيف: «كنت خائفة للغاية، هذه المرة كانت الأكثر عنفا». عندما هدمت الجرافات الإسرائيلية واجهة أحد المباني في المخيم، كانت مسك الشيخ (9 سنوات) في الطابق العلوي من المنزل. وتقول الطفلة «كنت خائفة جدا، أردت أن أحضن والدي». وشهدت مخيمات الضفة الغربية اعتداءات منذ السابع من أكتوبر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك